شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: ربما هو يتخيل. . أو ربما كانت هذه إحدى نوبات الجنون الأربعاء أبريل 24, 2013 1:23 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نفير سيارة حمراء اللون فارهة قد ملأ الشارع صخباً. . نظر من شرفة نافذته حيث كان واقفاً فى تلك اللحظة يروى عطش زهراته الجميلات فإذا به يرى ما لم يكن يتوقعه بحال.. إنها هى. . إنه يعرف تلك الملامح، تلك العيون، ذلك القوام الممشوق، لا يمكن أن يكون مخطئاً فشكلها محفور فى ثنايا ذاكرته كالنقش على الحجر، لم يتمكن الزمن ولا الفراق من إزالة هذا النقش أبداً. . كيف هذا وهى حبيبته الأولى. . أبعد كل تلك السنوات يراها مجدداً ؟. . كانت تقود تلك السيارة الحمراء مطلقةً نفيرها عندما توقفت أمام بائع الزهور فى الجهة المقابلة من الشارع.. تسمّر فى مكانه للحظات فاغراً فاه، عيناه متسعتان كما لو أنه تمثالاً حجـرياً.. يذكرها عندما كانت جارته فى العمارة التى كانا يسكناها آنفاً.. تلك العمارة بقيت شاهدةً على حبهما.. تلعثمت الكلمات فى فمه ولم يجد صوتاً يخرج من حنجرته إنها الآن أمام عينيه بعد غيابٍ طال لسنوات عجاف لم يختبر فيها حباً كحبها.. كانت تملأ عليه حياته.. تخلص من ذهوله سريعاً أو كما بدا له ووضع ما فى يده فى مكانٍ ما، لا يهمه شىء سوى أن ينزل الآن لينظر إليها ويتكلم معها، خرج مسرعاً من شقته تاركاً الباب خلفه مفتوحاً أو مغلقاً، هو لا يذكر. . قصد المصعد ضاغطاً على الزر. . انتظر لثانيةٍ أو ثانيتين. . تباً لهذه الآلة اللعينة. . أين أنتى عندما أحتاجك ؟. . هكذا قال لنفسه. . لم يدع المصعد يعطله فقرر النزول على الدرج. . أربعة أدوار كاملة نزلهم مسرعاً قافزاً لاهثاً حتى أنه كاد أن يقع على الدرج مرتين ولكنه لم يُعِرْ ذلك اهتماماً. . كل همّه فقط هو أن يصل إلى تلك النقطة على بعد متر واحد منها. . رأسه لم تعد تحتمل من كثرة ما لفظت ذاكرته من مشاهد ثنائية بينه وبينها. . فى المدرسة وفى المنزل ، يلعبان سوياً ويخرجان مع الأهل، حتى آخر مشهد عندما سافرت مع والديها إلى إحدى دول الخليج. . ثم أصبح بينهما تلك الرسائل إلى أن انقطع الاتصال بلا رجعة. . لم يبق له إلا أن يخرج من باب العمارة الآن ليراها. . هرول خارجاً والعرق يكسو جبهته ووجنتيه ونظر إلى الجهة المقابلة عند بائع الورد فوجد. .... لا شىء. . نظر يميناً ويساراً فوجد. .. لا شىء. ... لقد كانت هناك حتماً هو رآها يقيناً ولم يكن يتخيل. . هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ ألم تستطع أن تصبر قليلاً ؟؟ ألم يستطع هو أن يسرع قليلاً؟ ما هذا العذاب؟ ظل يرنو من بائع الورد بخطىً لم يعرف مثلها تجمع بين الخزى والأمل. . سأل البائع عن تلك السيدة التى توقفت بسيارتها الحمراء أمامه فأجابه بأنها كانت تسأل عن الطريق للخروج من الحى. . الحيرة تملأ وجهه. . أيضاً اليأس. . يكافح من أجل ألا تنهمر عبراته. . قلبه يخفق بشدة. . العبرات تحاول أن تتقدم ولا تقدر على أن تجتاز سد الرجولة. . أعليه الآن أن ينتظر مرةً أخرى؟ ترى أين هى الآن؟ هل سيحظى بفرصة أفضل من هذه ليلقاها مجدداً ؟. . نظر حائراً إلى السماء ويداه متشابكتان خلف رأسه ولسان حاله يقول. . لماذا الآن ؟؟ ثم توصل لفكرة ربما تريحه لحد ما. . لقد أقنع نفسه بأنها ليست هى. . وإنما سيدة تشبهها كثيراً. . أو ربما هو يتخيل. . أو ربما كانت هذه إحدى نوبات الجنون. تامر شاهين | |
|