شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: فشل خطة تبادل الأراضى مع السودان، يقدّم لنا تفسيرًا معقولًا لخطوة المستشار جاد الله الخميس أبريل 25, 2013 3:15 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 25/4/2013 د. عماد جاد قدَّم المستشار محمد فؤاد جاد الله، استقالته من منصب المستشار القانونى للدكتور مرسى، واستقالة المستشار جاد الله تماثل استقالة الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، فكل منهما ابن للمشروع الإسلامى وقريب للجماعة فكريًّا إلى درجة قد تصل إلى التماثل بصرف النظر عن الارتباط التنظيمى. عندما قدّم الدكتور سيف استقالته من منصب مستشار الدكتور مرسى، رحل فى صمت واضطر إلى شرح مبررات استقالته فى حوار تليفزيونى خلاصته أن تقدّم باستقالته بعد أن «سكنت الجماعة قصر الرئاسة»، الرجل قال بوضوح إن الدكتور مرسى فى الأسابيع الأولى له فى قصر الرئاسة كان يعمل كرئيس للجمهورية، وكان تأثير الجماعة عليه محدودًا، وبمرور الوقت تسلّلت الجماعة إلى القصر إلى أن سيطرت عليه بالكامل، ومن ثَم لم يعد الدكتور مرسى يعمل كرئيس للجمهورية بقدر ما بات مندوبًا للجماعة فى رئاسة الجمهورية. أما المستشار جاد الله فقصته مختلفة، فقد شاهد رجال الجماعة يتسللون إلى قصر الرئاسة، لم يحتج ولم يبدِ أى اعتراض، كما أنه بصفته مستشارًا للرئيس للشؤون القانونية، فقد كان وراء كل الخطوات التى اتخذها الرئيس وأثارت المعارضة، وقضت على كل أمل فى إمكانية الالتقاء بين النظام والمعارضة، فقد كان المستشار جاد الله وراء قرار الرئيس مرسى بإعادة مجلس الشعب بالمخالفة لحكم المحكمة الدستورية العليا، بصفته مستشارًا قانونيًّا للرئيس، تبنّى هذا القرار ودافع عنه وانتهى الحال بتراجع الرئيس عن قراره فى خطوة أضرّت كثيرًا بصورة أول رئيس مدنى منتخب وقدّمته للرأى العام المصرى عامة والقوى المدنية خاصة بأنه رجل الجماعة الذى يسكن القصر الرئاسى، ويعمل مندوبًا لها. أيضًا كان المستشار جاد الله وراء الإعلان الدستورى الذى أصدره الدكتور مرسى فى الحادى والعشرين من نوفمبر ٢٠١٢، وتسبّب فى موجة احتجاج عامة فى البلاد ومواجهات واسعة النطاق دفعت بالبلاد إلى حافة الحرب الأهلية، صاغ إعلانًا دستوريًّا حصّن فيه الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، وحصّن قراراته ضد الطعن عليها. انقسمت مصر بقوة وتآكل ما تبقى من رهان على إمكانية حدوث حوار حقيقى بين النظام والمعارضة. شهد المستشار جاد الله حصار أنصار الرئيس للمحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من ممارسة مهام عملهم، ومن القصر الذى وجد فيه كال الرئيس الاتهامات للسلطة القضائية التى ينتمى إليها المستشار جاد الله، لم يتوقّف أمام اتهام السلطة القضائية بالفساد والحاجة إلى التطهير، لم يعترض على اختطاف دستور البلاد من قبل الجماعة والتيار السلفى، شاهد عملية قرصنة على دستور البلاد ولم يحرّك ساكنًا فى مواجهة اعتداءات أنصار الرئيس على الإعلام وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى. ما الجديد الذى دفع المستشار جاد الله إلى الاستقالة؟ الحقيقة لا جديد، فقد مرّت على البلاد لحظات مثّلت اعتداءات سافرة على المحكمة الدستورية العليا وعلى الدستور والحريات العامة، كانت تقتضى من أى رجل قانون وعضو سلطة قضائية منصف أن يخرج محتجًّا، معترضًا وربما غاضبًا. السؤال هنا: لماذا الاستقالة فى هذا التوقيت؟ ولماذا إعلان مبررات الاستقالة للرأى العام؟ بداية، لا يوجد سبب واضح يبرر التوقيت من زاوية المبررات التى ساقها، فكل المبررات من سيطرة الجماعة على القصر ، هيمنة الجماعة على السلطة، رفضها أى صيغة من صيغ تقاسم السلطة أو التجاوب مع مطالب المعارضة، كلها عناصر لازمت مرسى بعد أسابيع من تسلّمه مهام منصبه، ومستمرة معنا منذ قرابة عشرة أشهر. أيضًا لماذا قرّر المستشار جاد الله نشر مذكرة الاستقالة التى قدّمها إلى الرئاسة ولم يكتفِ بالخروج من القصر وهو يعلم أن ما ورد فى المذكرة سوف يعطى مبررات قوية للمعارضة، كى تهاجم الرئيس والجماعة وتدلّل بها على سلامة تبريراتها من البداية؟ فى تقديرى أن ملاحظة التحوّل فى سياسة قطر تجاه مصر والإخوان على مدار الأسابيع الماضية وتحديدًا بعد فشل خطة تبادل الأراضى مع السودان، ومن ثَم عدم إمكانية تطبيق خطة الجنرال الإسرائيلى «جيورا أيلاند» بتبادل الأراضى بين مصر، غزة وإسرائيل والأردن، ملاحظة هذا التحول يمكن أن يقدّم لنا تفسيرًا معقولًا لخطوة المستشار جاد الله، لا سيما أن الوديعة المقدرة بثلاثة مليارات دولار التى تعهدت قطر بتقديمها بعد زيارة مرسى إلى الخرطوم تعثّرت بل وتجمّدت بعد لقاء مرسى بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو اللقاء الذى شدّد فيه مرسى على عدم التنازل عن شبر واحد من الأراضى المصرية وعلى موافقة الولايات المتحدة المسبقة على أى مشروعات استثمارية فى منطقة القناة. السؤال هل هى رسالة خطرية، أمريكية المصدر، بالتراجع عن دعم الجماعة بعد أن عجز مندوبها فى قصر الرئاسة عن تمرير مشروع تبادل الأراضى وتمكين قطر ورفاقها من مواقع مصرية حساسة؟ | |
|