أن طموح حمدين صباحى أكثر تضخما من إرادة العقلانيين داخل الجبهة.

Admin عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013

28/4/2013

خالد البرى

فى فيديو انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى يظهر د.محمد البرادعى، إلى جواره الأستاذ حمدين صباحى.

يطالب البرادعى بلجنة لبحث تعديلات الدستور، ولجنة لتحقيق المصالحة الوطنية.

هنا يتدخل حمدين صباحى مذكرا البرادعى، أيضا، بلجنة للعدالة الاجتماعية.

ولا أدرى أين أضع علامات التعجب هنا.

كلمة العدالة الاجتماعية شعار محبب إلى النفس. لكنها تتحقق بسياسة حزب، لديه برامج سينفذها.

وليس عن طريق لجان «متعددة الأحزاب» كالتى يتحدث عنها البرادعى. اللجان متعددة الأحزاب

لجان إجرائية. تتحدث عن أمور وطنية. وليس عن سياسات.

هذا الفيديو بالنسبة إلىّ دالٌّ جدا على المسار الذى تسير فيه جبهة الإنقاذ سياسيا.

إذ صارت مذعنة لقيادة افتراضية من حمدين صباحى. حتى لو كان منسقها العام، اسما، د.البرادعى.

بالضبط كما خضعت الجمعية الوطنية للتغيير، تحت القيادة العلنية للبرادعى، لقيادة حقيقية من جماعة الإخوان المسلمين.

وصارت مطية لتحقيق رغبات الجماعة.

هذا محبط لجمهور ليس قليلا من جماهير الجبهة. لا يمثل حمدين صباحى بالنسبة إليهم إلا وجها قديما

من وجوه معارضة نظام مبارك، التى عاشت ونمت على مواقف «نضالية»، موسمية.

مرِّرى قلما فوسفوريا فوق صفة موسمية تلك، لأنها مهمة جدا لوصف طريقة تفكير رموز هذه المعارضة.

ومهمة جدا فى سياق هذا المقال.

هذه المعارضة القديمة لم تشتهر بقدرتها على بناء تحرك سياسى استراتيجى مثمر.

ناهيك ببناء توجه اقتصادى مقنع. وهذه نقطة أخرى محبطة فى شخص حمدين

بالنسبة إلى عدد غير قليل من جمهور الجبهة.

تقديم حمدين صباحى على أنه «قيادة الأمر الواقع فى الجبهة»، يحمل من الأخطار السياسية أكثر من ذلك. كيف؟

ليس هذا خطوة صحيحة فى لعبة الشطرنج السياسية الدائرة الآن. ستصل الجبهة إلى نقطة لن يكون لديها

من يخاطب حزب الكنبة والمسيسين العقلانيين. ستصل الجبهة إلى نقطة اكتسب فيها حمدين من البرادعى

أسوأ ما فيه، الانزواء، واضطر البرادعى تحت ضغط الوسواس السياسى

إلى مجاراة حمدين فى أسوأ ما فيه، الهرتلة السياسية.

حمدين بتزعمه رفض وثيقة تفاهم مع تيار الدولة التقليدية خسر، وسيجعل أنصار «٢٥ يناير» يخسرون أصواتا

يظنها ستنحاز إليه أتوماتيكيا لو كان المرشح ضد الإخوان. هناك احتمال بنسبة ٥٠٪ أن يكون هذا صحيحا.

لكن هناك احتمال بنفس النسبة أن يكون خاطئا. لأن فريقا كبيرا من أنصار الدولة التقليدية سيعتبر الموضوع

قياس شعبية، وسيتكاسل عن التصويت لرجل أراد أن يثبت أنْ ليس لدولة المؤسسات التقليدية أنصار.

وسيعتبرون أن بقاء شخص إسلامجى فى السلطة يحمل لهم فرصة أكبر للعودة إلى بعض السلطة. باختصار،

لن يكافئوا حمدين على موقفه. إن أردت أن تفهمى تصرف هؤلاء، فتذكرى تصرف من صوّت للإخوان

من العالمانيين الثوريين، فى الانتخابات السابقة. إنه نفس الموقف. وتذكرى أيضا نتيجة الاستفتاء على الدستور.

هنا مربط الفرس. لقد فهم حمدين أن وثيقة تفاهم بين التيار الثورى وتيار الدولة التقليدية تعنى مزاحمته

فى طموحه الرئاسى. ولهذا سارع إلى الوقوف فى وجهها. وهذا خطأ جسيم أوقع فيه جبهة الإنقاذ بليبرالييها،

وبالمؤمنين فيها بالمصالحة الوطنية. المقصود بوثيقة التفاهم إيجاد أرضية مشتركة خارج معسكر القرون الوسطى

الذى يسيطر على البلد. إيجاد أرضية مشتركة للعمل، وللتنافس أيضا. أرجو أن يكون هذا السطر واضحا

بالنسبة إلى هؤلاء الذين يعتقدون أن الداعين إلى التوصل إلى صيغة تفاهم يؤيدون شخصا بعينه. شخص مثلى

يدعو إليها، لكنه سيصوت لمرشح جبهة الإنقاذ لو تمت انتخابات مبكرة.

بشرط أن تقدم مرشحا موثوقا بقدراته. شخص على الجانب الآخر يدعو إليها،

لكنه سيصوت لمرشح من تيار الدولة التقليدية. لا تعارُض أبدا بين الاثنين.

وما تفعله الجبهة فى هذا الإطار سيصب فى مصلحة سياسى واحد ووحيد، الجناح الأيسر لجماعة الإخوان المسلمين،

عبد المنعم أبو الفتوح. ستأتى الهجمة القادمة من هناك.

إن مصر الآن كمثلث قائم الزاوية. الوتر فيه هو الإخوان. لديهم عدد لا بأس به. ولديهم السلطة.

أما ضلعا الزاوية القائمة فهما التيار الثورى وتيار أنصار الدولة التقليدية. يتميز التيار الثورى بحيويته،

ويعيبه تشتته وقلة خبرته. ويتميز تيار الدولة التقليدية بتوافر الخبرات ويعيبه حب الكنبة.

لا سبيل للتغلب على الوتر إلا بتفاهم بين هذين الضلعين. لكن يبدو أن طموح حمدين صباحى

أكثر تضخما من إرادة العقلانيين داخل الجبهة.

» حمدين صباحى يبنى خطته على افتراضين خاطئين.
» النص الكامل لكلمة "السيسي": الجيش لم يغدر ولم يخون ولم يكيد.. وللشعب إرادة حرة
» صراع داخل الإخوان