Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: المجتع المبدع مبدع فى كل شىء. والمجتمع التقليدى تقليدى فى كل شىء. الأحد مايو 05, 2013 1:41 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 5/5/2013 خالد البرى لو اعتمدنا على الارتباط الإحصائى، لربما وجدنا أن العلاقة بين الإبداع و«الاستقامة الأخلاقية» عكسية. والسبب واضح. الإبداع -بطبيعته- خروج عن المألوف والمعتاد والمقبول، واستشراف منظومات تفكير جديدة، علمية، فنية، سياسية، فردية، وأخلاقية أيضا. والله يا برنس إنت شخص فاضى. الدنيا بتقلب تعدل وسعادتك مشغول بالمبدع والأخلاق! لا، سعادتك. لا تستهينى بغياب الخيال الإبداعى عن حياتنا. المجتمعات حين تتدهور تتدهور فى كل شىء. والمبدعون فى مجتمعات «الفاضى يعمل قاضى» يفضلون الانسحاب من الحياة العامة، مؤثرين الحفاظ على حرياتهم الشخصية. هل هذا مهم؟ نعم. لأنه يترك الساحة لمن لا يتجاوز خيالهم واقع مجتمعهم بكثير. لقد دربوه منذ الصغر على «الالتزام» بالحدود، وعلى قص كل فكرة وشاردة وواردة لكى تصير «مقبولة اجتماعية». والخيال حيوان برى، يفقد تفوقه إن حُبس فى قفص. رغم أنه، انتبهى، لا يفقد غضبه ولا جوعه ولا وحشيته. إن أردت أن تفهمينى فاستمعى إلى طائفة «المبدعين» الرسمية. نادرا ما تستمعين من واحدة فيهم إلى فكرة خارجة عن المألوف. بل نفس الحديث التوفيقى التلفيقى الذى تستمعين إليه فى حوار بين جارتين. -عملت إيه يا شاطرة فى الامتحان؟!- الحمد لله ربنا وفقنى. طيب. نوّرت المحكمة. الخيال يا صديقتى ليس شيئا ثانويا فى حياة الأمم. ولا أقصد هنا خيال الروائى أو المخرج أو الموسيقى. لا، أقصد خيال الصنايعى والحرفى والطبيب والمهندس. الشجاعة النفسية، والتركيبة الدماغية، القادرة على «التنفيض» للشائع السيئ، ومواجهته بما يستحق من احتقار. لكنه يحتاج إلى تدريب. أولى خطواته أن «نخف» على بعضنا، ونبطل «لفت نظر» ليلا ونهارا. إن كان فى هذه المعادلة ما يستحق المراجعة وإعادة النظر فهو الطرف الثانى. أيوه، هو بعينه - «الاستقامة الأخلاقية». ٢ ما معنى الاستقامة الأخلاقية. هل يوجد خط كونى، من يقفون على يمينه مستقيمون أخلاقيا ومن يقفون على يساره منحرفون؟ إجابتك ستختلف حسب رؤيتك للحياة. أنصار «الوضع القائم» يقدسون الثبات. ويحبون كلمة الثوابت، والتقاليد، والأعراف. كلها مشتقات لغوية من أفعال توحى بالركود، والوراثة، وسابق المعرفة. هذا إن نظرت إليها بنظرة موضوعية تماما. كما أنها تتناقض تماما مع كلمة مثل الإبداع، الخلق، التقدم، التطور. لاحظى أننى أتحدث هنا عن الألفاظ، ولم أناقش أكثر من ذلك، لم أناقش بعد من أفضل من الثانى. الاستقامة الأخلاقية تعنى فى الحقيقة السير على الخط المرسوم. ربما يكون هذا «مفهوما» حين يصدر من مجتمع أثبت نجاحه، ويريد أن يستمر فى نفس «الخط الأخلاقى» الذى أفرز ذلك النجاح. لكنه حين يصدر عن مجتمع فاشل ممعن فى الفشل فلا يعدو الأمر أن يكون «بجاحة»، وانتصارا للمقلدين على المبدعين. ٣هل يعنى هذا إباحة «الانحراف الأخلاقى» بحجة الإبداع؟! لا. أبدا. هذا المقال قادم من الاتجاه الآخر. بمعنى أنه يسخر بنفس القدر ممن يثبتون أنفسهم جدا فى «الانحرافات» لكنهم لم يبدعوا أبدا. المنحرفون التقليديون. يريد أن يقول إن المجتع المبدع مبدع فى كل شىء. والمجتمع التقليدى تقليدى فى كل شىء. ما معنى الجملة الأخيرة؟ ٤ المجتمعات لن تقضى أبدا على «الانحرافات» الأخلاقية. وهذا من حسن حظنا. لماذا؟ لأن الانحراف عن المسار الذى يسيره المجتمع، فى أى زمان، هو الذى يعدل مسار هذا المجتمع. ولا سيما فى مجتمع فاشل. لكن المشكلة أن المجتمعات الفاشلة تلك لا تطارد انحرافات المنافقين، ولا انحرافات ذوى السلطة، ولا انحرافات المذعنين لسطوتها. وكلها انحرافات من مصلحتها تكريس فشل المجتمع، لأنهم «ضبطوا انحرافاتهم على هذا الوضع. إنما تطارد «انحرافات» الذين ينطلقون من منطلقات مختلفة، من يهزون المجتمع الفاشل ويمتحنون ثوابته. بمعنى آخر، إن كل ما تفعله هذه المجتمعات الفاشلة -بملاحقتها للمبدعين ومطاردتها لهم من المجال العام- أنها تحافظ على الانحرافات التقليدية، غير المجدية. بحيث يحمى مَن له سلطة مِن انحرافاتهم. ويحمى المنافقون المتملقون انحرافاتهم. | |
|