« نصف ما أقوله لك لا معنى له.. غير أنى أقوله لعل النصف الآخر يبلغك» !

Admin عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013

8/5/2013

خالد كساب

القانون فى معناه اللغوى فى المعجم الوجيز هو « مقياس كل شيء وطريقته»..

وفى معناه الإصطلاحى هو « أمر كلى ينطبق على جميع جزئياته التى تتعرف أحكامها منه «..

وفى معناه الفلسفى إنقسم الفلاسفه فى تعريفه إلى قسمين..

فبينما يرى البعض مثل «جان جاك روسو» أن القانون هو من إختراع الأقوياء من الرجال ليقيدوا ويحكموا الضعفاء منهم..

يرى البعض الآخر مثل «فريدريك نيتشه» العكس تماماً.. فالقانون هو من إختراع الضعفاء من الرجال لتقييد وكبح لجام الأقوياء منهم..

وفى معناه الدينى هو حكم السماء النهائى والحاسم والحازم والذى يدخل التشكيك فيه فى إطار الكفر والإلحاد..

وهو الحكم الذى يختلف باختلاف ما يعتقده أصحاب كل ديانة..

وفى معناه الإجتماعى هو ما اتفقت الجماعة ( الجماعة البشرية مش الجماعة اللى ربنا ابتلانا بيها )

التى تعيش فى بيئه معينة وتمتلك نفس المرجعية الثقافية عليه..

وفى هذا الإطار سوف تجدون القانون الإجتماعى لدولة عربية إسلامية مثلاً يفرض على الفتاه الحجاب

بينما نفس القانون الإجتماعى لقبيلة إفريقية لا تزال تعيش فى الغابة على الفطرة يفرض على الفتاه أن تسير عارية الصدر

ولو غطت صدرها فهذا يعنى أن أخلاقها مش ولابد.. وفى معناه الإقتصادى هو ما اتفقت الشركات العالمية الكبرى

العابرة للقارات عليه فى إطار إتفاقيات دولية تضعها تلك الشركات نفسها.. وفى هذه الحاله يعد الخروج على القانون

هو الخروج على ما اتفقت عليه تلك الشركات الضخمة.. وفى معناه العلمى هو آخر ما توصلت إليه البشرية..

فبعد أن كان القانون ينص على أن الثانية هى المساحه الزمنية الأصغرالتى يمكننا قياسها

جاء زويل ليغير القانون ويخبرنا أن الفيمتوثانية هى المساحه الزمنية الأصغر وليست الثانية..

وفى معناه الكونى كان القانون ينص على أن الأرض هى مركز الكون ثم أصبح القانون هو أن الشمس تدور حول الأرض

ثم أصبح القانون هو أن الأرض ضمن مجموعة كواكب أخرى هى التى تدور حول الشمس.. ولسه !

إذن ليس هناك فى الحقيقه ما يسمى بالقانون.. القانون الواحد الثابت الذى يسرى على الجميع فى كل الحالات..

فالقانون من طبيعته أنه قانون متغير.. قانون وضعه فى الأساس الأقوياء للتلاعب بالضعفاء..

وهذا ليس لعيب أو عوار فى فكرة القانون فى حد ذاته بقدر ما هو لطبيعه فيه..

طبيعة عامة وبشرية ليس لها علاقه بمواده أو بمن يطبقه.. فالقوانين يا أعزائى نسبية فى الأساس..

حتى وإن بدا الأمر لكم على غير ذلك النحو.. بينما القانون الحقيقى الوحيد المطبق بحذافيره منذ بدء الخليقه

وحتى الآن هو قانون الغابة.. ذلك هو القانون اللى بجد.. الأقوى يعيش والأضعف يموت..

الأقدر على التكيف يستمر وغير المتأقلم ينقرض.. ذلك هو القانون الذى لا يوجد به تلاعب أو حركات أو ثغرات..

ذلك هو القانون الثابت الذى يسرى على الكل فى جميع الأوقات وفى كل الأماكن..

أما قانوننا البشرى فهو بشرى.. وهذا يكفيه جداً ليصبح نسبياً !

هى ليست دعوه للتشاؤم بقدر ما هى دعوه لرؤية الأشياء بشكلها الحقيقى..

فرؤية الأشياء بشكلها الحقيقى تنزع عنا ثوب التوقعات..

وتجعل ما يمكن أن يتعسنا فى حال حدوثه فى إطار فهمنا الخاطيء له أقل إتعاساً لنا فى حال حدوثه

فى إطار فهمنا الصحيح له.. يقول العم جبران خليل جبران فى هذا الصدد.. « كم من مذهب يحاكى زجاج النافذه..

نرى الحق من خلاله.. غير أنه يفصل بينه وبيننا».. لهذا لو لم نقتنع أن ما نراه أمامنا يفصل بيننا وبينه زجاج نافذه..

لا ينبغى علينا أن نغضب إذا ما رشقنا فى هذا الزجاج.. وبناءً عليه يصبح كل ما هو مكتوب

فى تلك الباراجرافات السابقه بمثابة دعوه إلى عدم الرشق فى الزجاج.. ليس أكثر ولا أقل..

دعوة صادقه تتخذ من مقولة العم جبران التى ذكرتها سقفاً لها.. بينما تتخذ من تلك المقولة الأخرى له أساساً وأرضيه..

« نصف ما أقوله لك لا معنى له.. غير أنى أقوله لعل النصف الآخر يبلغك» !

» النصف هو أن لا تعرف من أنت ..
» معنى قوله: (وبلغ أربعين سنة...)
» معنى الحب العذرى وأصل التسميه ..