«The Croods».. من أبسط الأفلام التى عن مفهوم العائلة، وكيف أنها تهلك من حيث أرادت الإصلاح

Admin عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013

7/5/2013

خالد البرى

براعة الإنسان القديم فى الصيد، وقدرته على التسلق، وقوته البدنية، معجزة ومبهرة. مهارات مكَّنته من البقاء

رغم جيرانه المفترسين. ومهارات لا نزال نحمل آثارها فى جيراننا. فكل إنسانة على وجه الأرض مستمرة السلالة،

عن طريق الأم أو الأب، إلى هذا الإنسان القديم. ليس فى هذا شك.

آليات البقاء تلك كانت خاضعة لنظام صارم داخل الوحدة المجتمعية. واستلزمت من الإنسان فى أوقات كثيرة

أن يكون غرضه الأول مكافحة الموت، لا التمتع بالحياة. أن يأوى إلى كهف حصين، ويُغلق عليه صخرته،

فى توقيت معين. وأن يستخدم معارفه البيئية المحدودة، ويتبادلها مع جماعته، ويحافظ على النظام.

لكن التغيير سُنَّة الحياة، وليس التقليد. والسبب عاملان:

أولهما، تغير البيئة من حوله،

واحتياجه إلى اكتساب معارف جديدة للتعامل مع هذه البيئة الجديدة.

تعلَّمى أو مُوتِى. لا خيار آخر.

بمجرد أن تنتقل أسرتكِ من حياة الجبال إلى حياة الغابات

فإن جهلا، لا أقول بأنواع الحيوانات، بل بأنواع النباتات وتأثيراتها، يساوى المسافة بين الحياة والموت.

أما العامل الثانى، ففضول الأفراد.

«إيب» ابنة جروج، كانت مغرمة فى حياة الكهف بالنور. تلاحقه أينما حل. ولا تعرف له سوى الشمس مصدرا.

فتاة فضولية تعيش فى كنف أب يقدم كل ما يستطيع لكى يحمى أسرته الصغيرة، الأسرة الوحيدة

التى بقيت بعد فناء الجيران. لكنه على الجانب الآخر صارم جدا فى التعليمات. يحكى لأبنائه كل ليلة

قبل النوم حكاية واحدة. عن فتاة خالفت تعليمات الأمان فماتت.

وليس مسموحا فى حياة الكهف بالمخاطرة، ولا مخالفة التعليمات. لأن جزاءها الموت. جماعة الكهف يجب أن تتحرك معًا،

وتحصل على صيدها معًا، وتسير خلف قائد واضح قوىّ، وإلا فإن جيرانها من الحيوانات القديمة ستتعشى بها.

لكن «إيب» تخاطر بكل هذا وتخرج وحدها فى الظلام، تتبع النور الذى رأته مرة، وتصل إلى مصدره،

شعلة فى يد فتى مثلها، يعرف معلومات إعجازية. يعرف أن أحذية القدم تقى من الأشواك.

ويعرف أن بعض الطيور المفترسة تخاف من النار. وقبلهما طبعا يعرف النار.

يعرف هذه المعلومات «الإعجازية»، ويعرف معلومة أخرى خطيرة.

المنطقة الجبلية التى يعيشون فيها فى طريقها إلى الدمار. وليس من سبيل إلا السير فورا فى اتجاه النور.

لك أن تتخيلى كيف قلب الفتى موازين الأسرة «الآمنة». كيف شقلب قواعدها وتنظيماتها.

وتخيَّلى كيف قاومه الأب ورفضه وشكّ فيه.

ولم يحسم الجدل إلا بدء الزلزال. لأن الإنسان -للأسف- غير قادر على اختبار المعلومة.

غير قادر على مقارنة المعرفة بالمعرفة. أو امتحان جمال الفكرة. بل كما يقول الأب، جروج

«الأفكار للضعفاء فقط. أما الأقوياء فلا يحتاجون إلى الأفكار. يحتاجون إلى الالتزام بالقواعد».

تخيلى النزاع بين أمان الكهف ومخاطرة الهروب إلى المستقبل. أقول أمان الكهف، لأن هذا ما يظنه الهاربون إلى المستقبل،

ويندمون عليه. لا يعرفون أن الكهف تحوَّل إلى قبر، أو يكاد.

وتخيلى حالنا وأنت تشاهدين الفيلم إلى النهاية. هذا من أبسط الأفلام التى شاهدتها عن مفهوم العائلة،

وكيف أنها تهلك من حيث أرادت الإصلاح. وكيف أنها تتوه عن الغرض من حيث أرادت توحيد الجهود.

لن أحرقه عليك. خذى أطفالك إليه ودعيهم يتعلموا شجاعة المستقبل،

أو اذهبى مع أصدقائك الكبار. لن تندمى. اسم الفيلم «The Croods».

» مفهوم الكبير مفهوم نسبى ...
» منعاً لمشاكل كبيرة داخل العائلة طفل فى الثامنة يتزوج ستينية 'متزوجة' كى يرضى أجداده !!
» وكيف بأمر الكون التقينا