شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: الطابور الخامس مش شغلته الفرحة. الطابور الخامس شغلته إحباط البشرية الخميس مايو 16, 2013 12:53 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] «١»ما الطابور الخامس بدايةً؟ بعيدا عن الأصل التاريخى فهو عبارة تُطلق على مجموعات من الجواسيس التى تعمل لحساب قوى معينة. هذا الطابور الخامس يتحرك بناء على أوامر. وينفِّذ خطة. الغرض النهائى منها إضعاف مقاومة الوسط الذى يعمل فيه، وإحباطه، ونشر معلومات تضره. تجهيزا لهزيمته. الطابور الخامس لا يقولون طبعا إنهم جواسيس. لا يقولون ذلك علنًا. بل ينشرون معلوماتهم تحت ستار من دوافع «خَيِّرة». الشعارات «الخَيِّرة» واجبة إن أردتِ أن تنشرى فكرة هدَّامة. هكذا تعلمتْ البشرية. الطابور الخامس درجات، منهم من ينفِّذ الأوامر دون أن يعرف أنه فرد فى تنظيم، يردد الشائعات جهلا، وينقل المعلومات جهلا. ومنهم مَن هو عضو عامل. وهَب حياته للفكرة، أو لمكاسب الفكرة. «٢»إننا محاطون ببشر ينشرون شائعات. يخوّفوننا بها من التقدم إلى الأمام. يخوّفوننا بها من التمتع بحياتنا. يخوّفوننا بها من التفكير الحر الذى يفتح أمامنا آفاقًا لتحسين حياتنا وتجميلها. يقولون لنا إننا مراقَبون، ومعاقَبون. كل واحد فينا مراقَب بكثيرين. عالم آخر لا ترينه ولا أراه. يَعدّ علينا الفكرة والنيَّة والعزم. ويوسوس فى آذاننا بالخنوع والخضوع والخوف. أقوى طابور خامس يمكن أن تتخيليه. والحقيقة أن العالم اللا مرئى مظلوم. ليس مشكلة اللا مرئيين أننا صرنا نراهم. المشكلة مشكلتنا نحن. والحل يبدأ منا نحن. الحل يبدأ من التعامل مع المرئيين الكذابين، الانتهازيين، الأفاقين. الذين يدّعون لأنفسهم اصطفاءً ليس عليه أمارة. فلا أخلاقهم جديرة بهذا الاصطفاء. ولا إسهامهم البشرى جدير بهذا الاصطفاء. ولا اصطفاؤهم -لو صحّ- يجعل للبشرية أفقا للتحسن. إنما يشدها إلى الوراء، كأنما بقوة لا مرئية تريد، تريد، أن تشدها إلى الوراء. على الجانب الآخر، فإن البشر الذين تحرروا من هذا الطابور الخامس أنتجوا، وقدموا. بعضهم تتبع ضوء النهار لا أكثر. قسَّمه إلى شرائح لا أكثر. ثم تتبع ما بين حزم الضوء لا أكثر. فأخذنا إلى خارج مجرتنا. وتوقع لحظة بداية ساحرة. وفى الطريق اخترع لنا من هذا أشعة تكشف عن أمراضنا الكامنة، وتطهو طعامنا البارد، وتعالجنا، وتتحدث إلينا من القمر، وتسلّينا، وتطربنا، وتعلّمنا، وتعرّفنا. هذه إشارة ضئيلة جدا، واحد على مليون، مما قدمه لنا هؤلاء البشر. ما أعظم البشر! «٣» هل المقارنة صعبة إلى هذا الحد. هل الجيش الذى يسير بيننا ويلغو ويزبد فى ما نلبس وما لا نلبس، والجوهر أن لا نلبس إلا ما قرر هو أن نلبس؛ هل الجيش المنشغل بما نتمتم من باب إلى باب فى عالمنا الضيق، أفضل من الجيش المشغول بفتح الأبواب؟ هل يمكن هذا؟ «٤»إننا مخنوقون بشبكة عنكبوت من حبال سميكة. يمسك بها بشر يتحركون إلى الوراء ويشدوننا معهم. ظهورهم مائلة كمَيْل مَن يلعب شد الحبل. وجوههم مرفوعة إلى السماء، إلى سماء لا يدرون أساسا عنها شيئا، إلا تعبيرات مجازية لا تصلح للمعمل -المشتق من العمل- إنما تصلح للجدل الساكن فى مكانه، المتحرك فقط للعراك. إنهم يتوعدون البشرية بانتصارهم عليها. لكنهم لا يَعِدونها بأى شىء يغريها بالفرحة بهذا الانتصار. الفرحة؟! الطابور الخامس مش شغلته الفرحة. الطابور الخامس شغلته إحباط البشرية. حماية لجيش اللا مرئيين. خالد البرى | |
|