شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: وزير ثقافة الإخوان.. ضَحَّكْتنا يا راجل! الإثنين يونيو 03, 2013 2:54 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 3/6/2013 منى ثابت «كلنا فاكرين، وصعب ننسى»، مشهد سحل محمود المليجى فى فيلم «الأرض».. الأرض التى تشققت عطشا فى الثلاثينيات، لأن إقطاعيا أجنبيا حاول تغيير مجرى ترعة القرية الفقيرة لتصب فى أرضه ويتوسع فى أملاكه.. فأعلن عن شق طريق وسط الزراعات لتنفيذ مشروع نهضة وهمى بالقرية يبدأ بخط سكة حديد سيجلب الخير والبضائع المستوردة! ووضع جدولا لرى أراضى الفلاحين مرة أسبوعيا بالتبادل.. اختلفوا على أولوية الرى ثم اتحدوا عندما رأوا الأرض تجف والزرع يموت.. فنزعوا قضبان السكة الحديد وفتحوا المياه لكل الأرض العطشانة.. ألقى بزعماء المعارضة فى السجن بشهود زور وجلدوهم، وأذلوا كبيرهم بحلق شاربه فى مشهد عالمى البراعة.. حتى رضخ أهل القرية لطريق التفاوض، واختاروا الخواجة المتعلم ومعلم أولادهم لرفع شكواهم لكبار المسؤولين، فخانهم وقدم الرشوة لحماية أرضه.. فلجؤوا إلى الشيخ يوسف المتدين لاستحالة الخيانة من رجل الدين.. لكنه قَبِل الصفقة الدنيئة، وهى التسويف وتخدير الفلاحين بانتظار نتيجة المفاوضات، لحين تصبح المصيبة أمرا واقعا ويحترق المحصول وتبور الأرض ويستسلمون لأسيادهم ويقبلون الفتات.. لكن مع عطش الأرض يبدأ تمرد الفلاحين، فتنفضح خيانة الخواجة والشيخ حافظ القرآن ومعلمه! وترصد الكاميرا نظرة الخزى على وجهيهما.. ويعم الغضب والتمرد كل أهل القرية نساء ورجالا، ويروون أرضهم بدمائهم تحت وابل الرصاص. وهاهى قصة «الأرض» التى كتبها عبد الرحمن الشرقاوى عام 1970 وأخرجها يوسف شاهين، تتكرر بسد النهضة الإثيوبى بعد 43 عاما! ويطل علينا المشهد العبقرى لوجه وجسد محمود المليجى مسحولا يحفر بأظافره مجرى ليروى عطش الأرض بدمائه.. كلنا نعرف من هو الشيخ يوسف.. أما الخواجة فهو وزير الثقافة الذى جاؤوا به لتحويل مسار الثقافة وطمس هويتها، فأضاف لمشهد الأرض مشهد الأوبرا. وسجل تاريخ الأوبرا بعد مرور عام على حكم الإخوان، المشهد العظيم لغضب عشاقها، فنانين وعاملين وجمهورا، ورفضهم قرار وزير مغمور ومطيع ومذهول، بإقالة مديرة الأوبرا د.إيناس عبد الدايم، بعد إلغاء ندب د.مجاهد لهيئة الكتاب.. وثلاثة قيادات لقطاعات هامة بالثقافة بدعوى تطهير الفساد! فقدموا أوبرا حية من قلب القاهرة المفتوح لا مثيل لروعتها. وجه وهتاف كل فنان ومثقف اشترك فى هذا المشهد، ذكرنا بأجمل ما قدم من فن.. فسمعنا موسيقى عمر خيرت وأوركسترا ناير ناجى وسليم سحاب.. وتمتعنا بروائع رقصات الباليه العالمية الراقية التى تسمو بالروح وتهذب الأخلاق.. ودوى صوت على الحجار، والفرقة القومية العربية للموسيقى بكلمات سيد حجاب والأبنودى وبيرم وجاهين.. وتوحدنا غناء فى عشق الوطن.. فتزلزلت الأرض وغضبت وبدأت التمرد.. لأن ليالى فنون الأوبرا ظلت، وستظل، هى زادنا وقطرات الغيث لأرواحنا بعد سرقة الثورة، وبعد استشهاد أغلى شبابنا غدرا مخدوعين.. الفن يغسل عيوننا ونفوسنا من قبح وجوه عكرة شيطانية كارهة للحياة تحاصرنا.. ويجدد خلايا الأمل والحلم والفرح. تقع الأوبرا جغرافيا فى قلب القاهرة تماما.. ومن هذا القلب تتفجر وتتجدد وتنمو الحياة.. هنا مخزون الحضارة.. دفء الماضى ونور المستقبل.. هنا نتجمع لنغتسل من عوادم التخلف التى تبثها جماعة نذرت نفسها لقتل البهجة.. ولإسدال خيام سوداء على عقول أطفالنا وأجساد نسائنا وأيامنا وليالينا. سأحكى لأحفادى أنه فى الأوبرا يوم الخميس آخر مايو 2013 كان المشهد ساحرا.. اختفت كراسى المتفرجين والأبواب والحواجز، وتحولت دار الأوبرا كلها إلى خشبة مسرح أخذت تتسع وتتمدد وتتخطى كل الميادين ومحافظات مصر.. وأطلت على نهر النيل الساحر الحزين تواسيه وتعاهده أنك لن تعطش ولن تجف، سنرويك بدمائنا وبغنائنا، ستنطبع صورة شمس الأصيل على وجهك الفضى كما تعودت وتعودنا.. فى هذا اليوم صدحت موسيقى الحياة، وهفت أرواحنا مع نقاء فراشات الباليه صاعدة ابتهالات إلى الله، توحدت أصوات التسبيح والمناجاة.. انجلت مشاعر كل كائن يحس ويسمع ويرى روعة الخلق والخالق. وغالبا سأحكى لهم أن هذا حدث فى نهاية فترة قصيرة، حكم مصر فيها غرباء لا نعرف من أين جاؤوا.. لكن عرفنا أين ذهبوا.. آمين. | |
|