شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: ما يحدث اليوم فى تركيا الثلاثاء يونيو 04, 2013 2:06 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 4/6/2013 د . عماد جاد تصاعدت الاحتجاجات فى تركيا وتجاوزت مسألة حديقة ميدان «تقسيم» لتطال قضايا تتعلق بطبيعة الدولة التركية لا سيما بعد اتجاه الحكومة التركية إلى فرض قيود على الحريات العامة والشخصية. السؤال المهم هنا عن طريقة تعاطى الحكومة التركية مع الاحتجاجات، هل التزمت حكومة العدالة والتنمية بالقواعد الديمقراطية فى التعاطى مع احتجاجات شعبية غاضبة؟ وهل اتبعت الحكومة التركية أساليب مغايرة لتلك التى تتبعها النظم السلطوية والشمولية فى التعامل مع احتجاجات شعبية؟ الملاحَظ أن حكومة رجب طيب أردوجان تعاملت مع الاحتجاجات الشعبية بتجاهل شديد وتعالٍ مبالَغ فيه، فقد تعاملت مع المحتجين باعتبارهم جماعة خارجة على القانون تحتجّ على حكومة منتخَبة ديمقراطيا، كأن الحكومة المنتخَبة ديمقراطيا لا يجوز الاحتجاج عليها أو معارضة سياساتها وقراراتها. الملاحَظ كذلك أن الحكومة التركية اعتمدت بشكل رئيسى على قوات الأمن للتصدى للمحتجين، منحت هذه القوات السلطة كاملة فى التصدى للمتظاهرين والمحتجين، واستخدام مفرط ومكثف للقوة، كانت هناك مبالغة شديدة فى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، كان التعامل مع المتظاهرين والمحتجين يتم من منطلق أنهم جماعة خارجة على القانون، الأكثر إثارة فى الموضوع هو حديث رئيس الوزراء التركى أردوجان عن قدرته على حشد مؤيديه فى مواجهة المحتجين، قال الرجل لو جرى حراك جماهيرى وجمعوا عشرين ألفا سوف أقوم بتجميع مئتى ألف ولو جمعوا مئة ألف سأجمع مليونا، نفس العقلية المتعالية المتغطرسة التى تقول «الشعب معنا، ولو خرجت احتجاجات ضدنا سوف نُخرج مسيرات ضخمة تؤيدنا»، لا فارق بين حكومة تنتمى إلى حزب فى دولة من العالم الثالث وبين حكومة تنتمى إلى حزب فى دولة قربت على دخول العالم الأول، فالأصل هو الأساس الأيديولوجى، فالجذر الفكرى واحد وهو الانتماء إلى جماعة الإخوان، توَّلوا السلطة فى مصر ويواصلون العمل بمنطق ونفسية المعارضة فيحرِّكون المظاهرات لتواجه المظاهرات، بشرٌ فى مواجهة بشر، كنا نظن أن ذلك مقصورا على جماعة الإخوان فى مصر لعدم وجود خبرة لهم فى الحكم، وأنهم خرجوا للتوّ من السجون والمعتقلات، لكن لجوء حكومة حزب العدالة والتنمية فى تركيا بنفس الأسلوب واتباع نفس طريقة التعاطى تقول لنا إن القضية أبعد من سلوك حزب بقدر ما هى عقلية ونمط تفكير. أيضا شدد رجب طيب أردوجان على أن حكومته جاءت بالصناديق ولن ترحل إلا بها، نفس عقلية «عبادة الصندوق» واعتباره الفيصل فى التعامل مع القوى المختلفة، نعم الصندوق هو الطريقة الديمقراطية فى تبيان أوزان الأحزاب والقوى السياسية وهو الأداة المتوافَق عليها للوصول إلى السلطة ديمقراطيا، ليس معنى الوصول بالانتخابات أن يفعل ما يشاء دون أن يعير قطاعات مخالفة فى الشعب أى نوع من الاهتمام، الديمقراطية الحقيقية هى أن تتبنى السلطة المنتخبة ديمقراطيا سياسات توافقية، أحيانا تأخذ فى اعتبارها المخالفين والمعارضين قبل الموافقين والمؤيدين، كما أن تفويض الشعب لحزب عبر صناديق الانتخابات لا يعنى شيكا على بياض يفعل ما يشاء، ولا يعنى فى الوقت نفسه استمراره للفترة التى انتُخب لها، فمن تم انتخابه لأربع سنوات لا يقتضى بالضرورة استمراره لهذه السنوات الأربع، فاستمراره متوقف على التزامه بالدستور والقانون من ناحية وحماية مصالح البلاد وصيانتها من ناحية ثانية، وأى إخلال فى أى من هذه الجوانب يمكن أن يغير المعادلة بما فى ذلك عدم استمراره فى السلطة، فالرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون غادر موقعه قبل مرور عام من ولايته الثاني بسبب فضيحة التجسس على الحزب الديمقراطى، وتشافيز أجرى استفتاء على نفسه قبل مرور عام على تقلده الرئاسة. عموما ما يحدث اليوم فى تركيا من احتجاجات وعنف وغطرسة من الحكومة فى التعامل مع المتظاهرين إنما يؤكد أن الأزمة فى العقلية والمنهج الذى تعتنقه الجماعة فى التعامل مع الوطن والمواطن. | |
|