06.27.2013
قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، أن خطاب الرئيس مرسى سبقته شائعات كثيرة قصد تسريبها،
لافتاً إلى أن العالم يهتم بشأن مصر، وكنت أتصور أن يعلن الرئيس عن استعاد الحياة المصرية
وليس أن يعلن حرباً على الإعلام،
مضيفاً أن استمرار الخطاب الرئاسى لأكثر من ساعتين خطأ فادح.
أضاف الأستاذ، خلال حواره على قناة "سى بى سى" مع الإعلامية لميس الحديدى،
أن كل كلمة وردة فى خطاب الرئيس محمد مرسى كانت بمثابة دق لطبول الحرب،
إضافة إلى أنه متناقض، كما أن الرئيس ظهر حائرا بسبب ضغوط الجماعة والأزمات التى تواجهه،
قائلاً: "إننى رأيت مرسى أمس رجلا حائرا ولا يخدم من مستشاريه كرجل دولة".
أكد هيكل، أنه عندما يتحدث رئيس الدولة لابد أن يكون فى موعد محدد،
لافتا النظر إلى أن الرئيس الأمريكى
يتحدث 12 ظهرا لتمكين الصحف من النشر والتعليق عليه، وأن ميعاد خطاب أمس خطأ فادح،
معربا عن صدمته من عنوان فى جريدة أفريقية بعنوان "مصر وسوريا تموتان".
أشار، إلى أن العالم قلق على مصر، وجريدة الحرية والعدالة تخرج بعنوان
(إعلان الحرب على محطات الثورة المضادة)، وأنه سبق خطاب مرسى شائعات كثيرة مقصود تسريبها
وخطاب مرسى كان طبيعيا فيه غياب شيخ الأزهر والبابا، بينما أدهشنى حضور السيسى،
وأنه لم يكن من المفروض دعوة قائد القوات المسلحة فى اجتماع حزبى
لأن القوات المسلحة مؤسسة دولة لا يجب أن تكون فى اجتماع حزبى.
أوضح هيكل، أنه كان هناك تردد من القوات المسلحة فى قبول حضور السيسى الذى أحرجه مرسى بدعوته،
وكذلك عندما تحدث عن موضوعات خارج السياق، مؤكدا أن القوات المسلحة فى حاجة إلى غطاء سياسى
لتتمكن من أداء مهام عملها، لافتاً إلى أنه لا يجوز لرئيس دولة أن يتحدث عن أشخاص
ويوجه لهم تهم مرسلة، موضحا أنه دافع عن مرسى كثيرا والتيارات الإسلامية لأنه لا يحب الإقصاء،
وأنه كان يجب على مرسى أن يراعى أنه رئيس دولة، ولكنه تحدث كرئيس حزب.
قال، أن الأهم فى خطاب الرئيس كان التحدث عن رؤية مستقبلية للبلاد، وليس الحديث عن الشباب
والقوات المسلحة والفقراء محاولة لاسترضاء تلك القوى، لافتاً إلى أن المواطنين
لا تحتاج من الرئيس الوقوف معهم بطابور البنزين.
وعن مظاهرات التأييد التى نظمها الأحزاب الإسلامية، قال هيكل، أن الحزب الحاكم لا يبدأ بمظاهرات
ولكن بقرارات قابلة للحكم، مستغرباً المظاهرات الاستباقية التى خرجت لتأييد الرئيس،
مؤكداً أن المظاهرات هى جيوش السياسة.
تابع، أنه لم يفهم سبب دعوة الرئاسة لأقطاب المعارضة لحضور الخطاب،
بالإضافة إلى أنه كرر أكثر من مرة "أنا الرئيس الأعلى للقوات المسلحة أنا رئيس الدولة"،
قائلاً: أن الخطاب كان به مزايا ولكن عليه ضغوط من الجماعة، بالإضافة إلى انبهار مرسى بمنصب الرئيس.
أما قضية وادى النطرون، فشدد هيكل، على ضرورة إعلان الرئيس الحقيقة فيما يتعلق بتلم القضية،
الذى هو أحد شهود الواقعة وأحد أبطالها، قائلاً: أن الهروب من وادى النطرون عدوان على القانون.
فيما يخص حديث الرئيس عن مديونيات مصر لإنجلترا، فى عهد عبد الناصر، قال هيكل،
أن مصر لم يكن عليها ديون لانجلترا، ولكنها كانت تصفية حسابات، مؤكدا أن خطاب الرئيس
به معلومات كثيرة لا يمكن أن يكون مصدرها إلا الجرائد، ولم يشمل على مكاشفه، مضيفاً أن
نظام يوليو بعد عام أعلن قرارات مهمة ملموسة على أرض الواقع،
بينما الرئيس تحدث فى خطابه عن النوايا الطبية فقط.
شدد هيكل، على أن أخلاقيات الرئاسة تقتضى على الرئيس أن لا يخص فرد بالهجوم فى محفل عام
مهما كان ما فعل، وأخشى من الأجواء المعبأة قبل 30 يونيو، مشيرا إلى صعوبة الموقف السياسى بمصر،
لافتاً إلى أن الزمن يؤكدون أن الرئيس الراحل عبد الناصر كان على حق فى سياسته معهم.
قال هيكل، أن الرئيس محمد مرسى قدم فى خطابه وعيدا ولم يقدم وعدا، وتابع قائلاً "أتعجب من رئيس
تحدث عن ديون السابقين بينما هو استدان 12 مليار دولار"، مضيفاً أن الشباب المصرى
الذى هو أمل المستقبل كانوا فى حاجة إلى المصارحة، وأن ما تحدث عنه خلال خطابه لا يمكن وصفه بالمؤامرة.
وعن قتل الشيعة فى قرية أبو مسلم، أكد هيكل، أن تلك الواقعة أساءت لصورة مصر أمام العالم،
والرئيس يتحمل جزءا من مسئولية التحريض على قتل الشيع،
مؤكداً أنه لم يكن يجوز للرئيس الحديث على الشيعة.
قال، أنه لا يجب الاستشهاد بآيات قرآنية فى الخطب السياسية، لافتاً إلى أن أوروبا وصلت إلى الصندوق
بعد أن فصلت الكنيسة عن الدولة، لافتاً إلى خطاب الرئيس حرض مؤسسات الدولة ضد بعضها البعض،
وبه حساسية واضحة ضد القضاء، بالإضافة إلى أن اتهامات الفريق شفيق ليس من الصحيح
أن تعلن فى محفل عام، مؤكداً أن الخلط كان واضحاً فى خطاب الرئيس محمد مرسى،
ونسب المشاكل التى تمر بها البلاد إلى الإعلام.
وتابع: الوضع المطروح على الساحة شبيه بوضع الرئيس السابق حسنى مبارك قبل 25 يناير،
معتبرا أن 30 يونيو جرس إنذار، ويجب على كل مؤسسات الدولة أن تبدأ حوارا عاجلا،
ويمكن أن يتم تحت مظلة القوات المسلحة، مؤكداً أن جماعة الإخوان
استولت على الثورة، التى لم يشاركوا فيها.
قال، أنه قرأ قرارات الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، وكانت موفقة، ويهدف لتماسك الأمة،
كما أن خطابه كان موجها لكل التيارات، مؤكداً على ضرورة أن يقوم الرئيس بمهمة إنقاذ الوطن
وليس إشعال الحرائق، مؤكداً أن الأسابيع الأربعة الأخيرة تمثل سلسلة خطوات خاطئة وشديدة الخطورة.
أضاف، أن "السيسى" وقيادات القوات المسلحة كافة، رأوا أن يدقوا جرس الإنذار بشأن 30 يونيو
دون مشاورة مع الرئيس، والدليل على ذلك الارتباك الذى ساد "الإخوان" بعد قرارات "السيسى"،
لافتاً إلى أن المجلس العسكرى السابق لم تكن رؤيته واضحة خلال الفترة الانتقالية وتصرف بأسلوب
رد فعل وليس بشكل مرتب، ونحن أمام جيش وقيادة عسكرية مختلفة.
وشدد على أنه لم يكن على علاقة بالفريق أحمد شفيق قبل الثورة، مشدداً على احترامه
لشرعية الرئيس وفقا لنتائج الانتخابات الرئاسية.
قال "أليس غريبا أن بعض الكبار من جماعة الإخوان لم يشاركوا فى السلطة"، مؤكداً أنهم يريدون
أن يحكموا من الظل دون أن يحاسبوا، مضيفاً أنه على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
أن يخرج بنفسه ويعلن أنه ليس وحى الرئيس.
تابع هيكل، أنه ما زال يراهن على الشباب فى 30 يونيو ومستقبل البلاد مرهون بهم ولديهم مهمة كبيرة
هى تحرير طاقة هذا البلد، قائلاً: أن خروج الشباب يفيد أن مستقبل البلاد لديه وليس لدى غيره،
مضيفاً أن التوربينات التى تولد الكهرباء ليست لدى الشباب الذى سيخرج فى 30 يونيو،
وتتمثل التوربينات فى القيادات السياسية، على حد رؤيته.
أشار، إلى أن هدف 30 يونيو، التأكيد على أن مصر لم تمت ونحن فى حاجة إلى قيادة سياسية
توقد جماهير الشعب فى ذلك الوقت، مطالباً كل القوى الحية أن تجتمع على برنامج انتقالى،
مضيفاً أنه واثق أن التيار الإسلامى سوف ينزل فى 30 يونيو مع جماهير الشعب،
وهذا مهم للقوات المسلحة، لافتاً إلى أن أمريكا ترى أن التيار الإسلامى
هو القادر على حفظ السلام مع إسرائيل.