06.28.2013
أكاذيب متعددة حواها حديث «الرئيس» محمد مرسى مساء أمس الأول، ادعاءات، تصفية حسابات،
اتهامات دون سند أو دليل، وصلت إلى حد إدانة قضاة ورجال أعمال
وقادة سياسيين وإعلاميين على الهواء مباشرة.
بعيداً عن اللغة المتدنية، والإهانات، وسب فئات كثيرة من أبناء الشعب المصرى،
بعيداً عن تجاوز الحقائق، والوعود الزائفة، دعونا نركز على بعض من الأكاذيب التى حواها الخطاب
والتى دفعت البعض إلى القول إن محمد مرسى لو شاهد خطابه مرة أخرى
فحتماً سينزل معنا مظاهرات 30 يونيو للمطالبة برحيل محمد مرسى!!
1- أكذوبة النائب العام
صب «الرئيس» مرسى جام غضبه على النائب العام الشرعى المستشار عبدالمجيد محمود،
اتهمه واتهم النيابة العامة بأنها لم تجتهد فى تقديم الأدلة، ولذلك حدثت البراءات
التى أصدر فيها القضاء أحكامه، وحمله مسئولية فشل قضية مبارك، لأنه- قال إيه
- لم يقدم تقرير لجنة تقصى الحقائق، ويبدو أن الرئيس لا يعلم حتى الآن أن مبارك
قد أدين بالمؤبد فى القضية، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى،
ثم ما رأيك يا دكتور مرسى فى أن النيابة العامة قدمت التقرير الذى تتحدث عنه إلى المحكمة
وفقاً لتصريحات المستشار عبدالمجيد محمود التى أدلى بها فى أعقاب خطابك إلى قناة دريم.
اتهمت النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بأنه وراء غياب الأدلة فى قضية موقعة الجمل،
ولذلك حصل المتهمون جميعاً على أحكام بالبراءة، ألا تعلم يا رجل حتى الآن أن النيابة العامة ل
م تكن لها علاقة من قريب أو بعيد بهذه القضية، وأن هناك قاضى تحقيق عُين من وزير العدل
هو الذى تولى التحقيق فى القضية من البداية إلى النهاية وهو الذى قدمها إلى هيئة المحكمة.
ثم كيف تسخر من النائب العام ولجوئه إلى القضاء بهدف الحكم فى قضية عزله،
وهل معنى احتمالية صدور حكم من محكمة النقض بعودته، يعد انقلاباً على «الشرعية»
ومن ثم فإنك لن تلتزم بتنفيذ الحكم.
- اقتباس :
ادعى أن براءة المتهمين فى موقعة الجمل سببها النائب العام والقضية حققها قاضى تحقيق من الأساس!
2- أكذوبة الفريق شفيق
لقد تحدث محمد مرسى عن الفريق الدكتور أحمد شفيق، مجرداً من أى أوصاف، كان حديثه يعكس
«غلاً وحقداً» وخوفاً ورعباً من احتمالية عودته إلى مصر فى 30 يونيو كما سبق وأن تردد.
اتهمه اتهامات ظالمة لم يحسم القضاء أمرها، الرجل لا يزال بريئاً حتى الآن فى نظر العدالة
ونظر الناس ومع ذلك راح يتهمه بأنه مدان فى قضايا أرض الطيارين، بل جاء إليه بقضية جديدة
متعلقة بصفقة شراء طائرات «البوينج»، وزعم أنه اشترى صفقة الطائرات بأسعار أعلى بكثير
من أسعارها الحالية وكان يجب على د.مرسى قبل أن يتهم الفريق شفيق بصفته وزيراً سابقاً للطيران
أن يتساءل عن أعضاء لجنة المشتريات والتى تضم رئيس الشركة القابضة للطائرات
ومحافظ البنك المركزى والعديد من رجالات الاقتصاد،
دون أن يكون لوزير الطيران أى علاقة بذلك.
ثم ألا يعلم مرسى أن سعر الطائرة وهى تباع فى مرحلتها الأولى تكون بأسعار أكبر بكثير من بيعها
بعد ثمانى أو عشر سنوات، فى المرحلة التالية تباع الطائرات بأسعار أقل،
لأنها تصبح فى مرتبة تالية، بفعل التقدم التكنولوجى.
ثم إنه وهذا هو الأهم، ليست هناك قضية أو بلاغ مقدم ومدعم بالمستندات يتهم أحمد شفيق
حتى الآن بالضلوع فى الصفقة أو الحصول على عمولات، فمن أين جاء مرسى بهذه الأكذوبة،
التى يستهدف من ورائها الإساءة للفريق أحمد شفيق؟
إن الناس تتساءل فى الشارع، إلى هذا الحد أصبح أحمد شفيق وهو فى خارج البلاد يسبب صداعاً
لمحمد مرسى وهل أصبح مرسى يخاف من شبح أحمد شفيق إلى هذا الحد؟!
القاضى «المتهم»!!
فجأة راح «الرئيس» يوجه اتهاماً إلى أحد القضاة بالتزوير، إنه القاضى على النمر
والذى هو ضمن هيئة المحكمة الموقرة التى تحاكم الفريق أحمد شفيق، أمام الرأى العام دون سند أو دليل،
راح الرجل الذى يشغل منصب رئيس الجمهورية يوجه إليه اتهاماً ظالماً دون سند أو دليل،
وليته اتهام متعلق بالتخابر أو الهروب من السجن أو التواطؤ بالعفو عن شقيق زوجة الرئيس
الذى كان محبوساً فى قضية رشوة بمحافظة القاهرة، ولكن لأن السيد محمد مرسى رأى، قال إيه،
بأم عينيه عندما كان مرشحاً فى انتخابات مجلس الشعب 2005 والتى لم يفز فيها بأن هذا القاضى
المستشار الجليل على النمر كان يقوم بنفسه بتزوير الانتخابات البرلمانية لصالح خصم محمد مرسى.
كان الاتهام ظالماً، لا يحوى دليلاً ولا تحقيقاً ولا اتهاماً ولا حكماً صادراً من محكمة
ولا إحالة للصلاحية، لكن الناس تساءلت إيه الحكاية؟!
والحكاية وفقاً للرواية التى سمعتها من أشخاص نافذين أن محمد مرسى علم أن المحكمة
التى تحاكم الفريق أحمد شفيق فى قضية الطيارين كانت ستصدر حكمها فى العشرين من يونيو
ببراءة أحمد شفيق فى القضية وأنه لهذا السبب مورست الضغوط وذهب عصام العريان
إلى هيئة المحكمة يطلب تأجيل إصدار الحكم الذى أشارت جميع التوقعات إلى أنه سيقضى ببراءة شفيق
إلى ما بعد 30 يونيو، حتى لا يؤثر ذلك على مركز الرئيس ويظهر أحمد شفيق فى صورة البطل البرىء.
كان موعد النطق بالحكم هو العشرين من يونيو، ولكن فجأة جرى مد أجل الحكم، إلا أن هيئة المحكمة
رفضت جميع الضغوط التى استهدفت تغيير الحكم لينقلب من صالح أحمد شفيق إلى إدانته،
كان مرسى يتابع ذلك عن قرب، ولذلك راح يستبق الأمر ويتهم أحد أعضاء هيئة المحكمة بالتزوير
ليشكك فى الحكم المتوقع ببراءة الفريق أحمد شفيق من الآن، وإلا قولوا لى ما هو المبرر لفتح النار
على قاضٍ جليل، لم يرتكب جرماً، ولم يحل للصلاحية، ولم يوجه له اتهام.
إنها طريقة محمد مرسى، خدوهم بالصوت، حتى عندما يصدر الحكم يكون الرد جاهزاً،
هذا رجل متهم بالتزوير ولابد من إعادة المحكمة.
لقد أراد مرسى بهذا الاتهام النيل من هيئة المحكمة وتحريض الرأى العام ضدها، وممارسة الابتزاز
عليها وهى ذات الطريقة التى تحدث بها عن القضاة الأفاضل الذين رفضوا الخضوع للابتزاز
وأصدروا أحكامهم استناداً إلى العدل والقانون وصحيح الأوراق المقدمة بالإدانة كانت أو بالبراءة.
كان مرسى يشيد بالقضاء فى خطابه، وبعد ثوان معدودة يشكك فى أحكامه، ويتهم قضاته بأبشع التهامات
ونسى أو تناسى أنه هو الذى استباح القضاء بالإعلان الدستورى الصادر فى 21 نوفمبر من العام الماضى
ونسى أو تناسى أنه هو الذى أعطى الضوء الأخضر لحصار المحكمة الدستورية وإهانة قضاتها،
وأنه هو الذى اتهم هيئة المحكمة بالتآمر واللعب من خلف ستار وأنه هو من أصدر قراراً جائراً
بعودة مجلس الشعب الباطل واتهام المحكمة الدستورية بإصدارها حكماً سياسياً لا يستند إلى عدل أو قانون.
3- أكذوبة الإعلام الفاسد
كعادته راح يردد مرسى خطاب جماعته واتهامهم للإعلام بأنه سبب الأزمات، وأنه هو وراء فشل السياحة
لأنه يدفع بكاميراته لتصور مناطق أثرية خالية من السياح، بينما الحقيقة تقول إن حجم السياحة
زاد مليوناً فى عهده الميمون ولا أعرف أين هؤلاء، وما دليله عن حقيقة الأرقام، وإن كان يريد
أن يعرف الحقيقة التى يعرفها بالقطع، فليذهب ليشاهد الخراب فى الأقصر والغردقة
وشرم الشيخ والقاهرة وجميع الأماكن السياحية الأخرى.
حذرنا مرسى، نحن الصحفيين والإعلاميين، وقال كفاية «سنة» أى إنه منحنا عاماً نبرطع فيه
ولكن حان وقت الحساب، قبل أن ينهى جملته، انطلق نفر من عشيرته يهتفون: «ربيهم يا ريس»
على نمط شعار «إدينا الإشارة نجيبهم فى شيكارة» وهو الشعار الذى أطلقه أنصاره الذين حاصروا
المحكمة الدستورية، وكانوا على استعداد أن يشحنوا قضاة مصر الأجلاء فى «شيكارة»
ويلقوا بها تحت قدمى فرعون مصر الجديد.
- اقتباس :
اتهم أحمد شفيق دون دليل، وحاول قطع الطريق أمام عودته فى 30 يونيو كما تردد!!
مرسى اتهم محمد الأمين، رئيس مجلس إدارة قناة «سى. بى. سى» بأنه متهرب من الضرائب،
وقال إن البنوك لها 3 مليارات جنيه عند أحمد بهجت، رئيس مجلس إدارة قناة دريم، وسأفترض
بحقيقة هذا الكلام، فلماذا لا يجرى التحقيق معهما أمام الجهات المختصة، وهل يصح أن يحرض
الرئيس على أناس لا يزالون أبرياء حتى الآن ويتهمهم بالاعتداء على المال العام قبيل صدور
حكم قضائى، الحقيقة تتضح بأبعادها المختلفة عندما يقول «يا ريت ساكتين،
إنما عاملين قنوات فضائية علشان تشتمنا».
إذن، هذه هى حقيقة الأمر، رئيس يصفى حسابات، أستطيع أن أتغاضى عنك وأسكت عن تجاوزاتك
إذا كنت معنا أو حولت قناتك أو صحيفتك إلى «بوق» لنا، لكن إذا قررت أن تواجهنا
فحتماً سنشهر بك ونمنعك من السفر، ونسعى إلى التنكيل بك؟!
أى منطق هذا وأى رئيس هذا، لقد تعمد الإساءة إلى نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد
لمجرد أن مكرم عبر عن رأيه فى هذا النظام، قال إنه يدعى أنه من الثوار وكمان صفوت الشريف
وزكريا عزمى وراح يسىء عن عمد إلى صحفى معروف بأنه من أكفأ المهنيين وأنه طيلة حياته
لا يكتب إلا ما يؤمن به، وأنه فى الوقت الذى كان يختلف فيه بجرأة مع مبارك كان محمد مرسى
ومعه خيرت الشاطر يداومان على الذهاب إلى مقر مباحث أمن الدولة فى لاظوغلى أو مدينة نصر
لعقد الصفقات المشبوهة حول نسبة المقاعد التى سيحصلون عليها فى الانتخابات البرلمانية.
لقد وصف مرسى إعلامية مرموقة بحجم «لميس الحديدى» بأنها بنت، وأراد أن يقول إنها «قليلة الأدب»
لأنها لا تراعى أنه مثل أبيها، وراح يمسك بذقنه، لأنه رجل «شايب» لم يذكر اسمها
لكنه كان يستهدفها، لأنها تسبب له هى وغيرها صداعاً دائماً.
كانت اتهامات فى المطلق لا تستند إلى أدلة أو وقائع، والغريب أنه راح يردد بأنه يتفضل علينا
بأنه ألغى الحبس الاحتياطى فى قضايا سب رئيس الجمهورية وينسى أن الرئيس السابق
حسنى مبارك هو الذى ألغى الحبس فى العديد من المواد عن الصحفيين.