06.28.2013
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بالتعليق فى افتتاحيتها على الأحداث الجارية فى مصر،
وقالت تحت عنوان "السعى إلى التسوية وليس الفوضى فى مصر" إنه بعد عام من الحكم السىء
لأول رئيس منتخب ديمقراطيا، فإن البلاد تندفع نحو صراع سياسى كارثى محتمل يوم الأحد المقبل.
وترى الصحيفة أن هذه المواجهة من غير المحتمل أن تفيد الحكومة الإسلامية أو معارضيها العلمانيين
فى أغلبهم، لكن يمكن أن تدمر آمال مصر لتوطيد ديمقراطية مستقرة لمعالجة مشكلاتها الاقتصادية العميقة.
وتحدثت الصحيفة عن حركة تمرد ودعوتها إلى النزول يوم 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة،
وقالت إن المشكلة فى البرنامج الخاص بالحركة، إنه لا يوجد آلية قانونية أو دستورية لتنفيذه،
ويأمل قادة تمرد فى ثورة جديدة وربما انقلاب عسكرى وفقا لما تراه الافتتاحية.
وتذهب "واشنطن بوست" إلى القول بأن حكومة مرسى فعلت الكثير لتوليد هذا التشدد غير الحكيم.
فقد خرقت وعودها بالسعى إلى توافق مع القوى العلمانية، ومضت فى الدستور الجديد،
وحاولت فرض سيطرتها على القضاء والإعلام ومنظمات المجتمع المدنى.
واستحدثت قوانين من شأنها أن تجعل الانتخابات المستقبلية فى صالحها،
وأضاعت فرصا للاتفاق مع المعارضين المعتدلين، وأثارت المصريين العاديين بإدارتها السيئة،
فالمدن تعانى من قطع الكهرباء ونقص الوقود والتضخم والبطالة وغياب الاستثمارات.
ولم يتم الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولى، والمساعدات من قطر وليبيا
ساعدت على عدم نفاد احتياطى النقد الأجنبى.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك أسبابا وجيهة للقلق من سعى مرسى والإخوان إلى احتكار السلطة،
لكن الرد غير الديمقراطى من المعارضة لا يقدم آفاق نتيجة جيدة، فلو نجحت الاحتجاجات الحاشدة
فى إسقاط الحكم أو الانقلاب العسكرى، فإن أى حكومة منتخبة تكون معرضة للأساليب نفسها.
ولن تستطيع أى إدارة معالجة الخلل الاقتصادى فى مصر الذى سيتطلب
تدابير إصلاح مؤلمة، فى ظل حالة الاستقطاب فى البلاد.
وتؤكد الصحيفة على أن الطريقة الوحيدة الناجحة للمضى قدما هو اتفاق يوافق من خلاله مرسى
على تنازلات رئيسية للمعارضة، وفى المقابل يتعين على زعماء المعارضة التوقف عن محاولة قلب
نظام الحكم، وبدء العمل من أجل الفوز فى الانتخابات المقبلة، مضيفة أن الولايات المتحدة حاولت
دفع الطرفين نحو هذه التسوية، لكن بشكل ضعيف، فامتنعت عن استخدام النفوذ الاقتصادى
للحد من تجاوزات مرسى، ولم تنتقده بقوة، ومن ثم أقنعت الكثير
من المصريين أن واشنطن تدعم الحكومة الإسلامية.
وخلصت الافتتاحية فى النهاية إلى القول بأن العلاقات الأمريكية مع الجيش المصرى،
التى نأت بنفسها عن الحكومة، لا تزال قوية بما يقدم فرصة أخرى. ويجب على واشنطن
أن توضح أنه فى حين أن الجيش قد يكون له دور فى منع إراقة الدماء والسعى نحو التسوية،
فإن إعاقة النظام الدستورى بالقوة أمر غير مقبول.