06.30.2013
قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية فى افتتاحيتها اليوم، الأحد، إن حديثا يجرى بين المصريين
عن ثورة ثانية لإنهاء ما لم تحققه الثورة الأولى،
إلا أن البلاد يمكن أن تخسر كل ما كسبته خلال الفترة الماضية.
وأشارت الصحيفة تحت عنوان "مصر: ثورة على حافة التدمير الذاتى"،
إلى أنه نظرا للحساسية المفرطة للطرفين المؤيد والمعارض لمرسى، والطبيعة المتطرفة
والتى لا تهاون فيها لأجندة المعارضة، وفقا لتعبير الصحيفة، فإن المشهد يمهد لمواجهة كارثية
ربما تكون ذات أبعاد ملحمية. وهناك بالفعل حوادث عنف دامية، فى الوقت الذى حذر فيه
علماء دين من حرب أهلية، والخوف من أن هذه الاشتباكات قد تنذر وتعجل بانهيار فوضوى عام.
ولا يوجد شيئا أكثر تعارضا مع المصلحة الوطنية المصرية، ولا أكثر كارثية لشعار الثورة
"العيش الحرية والعدالة الاجتماعية"، أكثر من هذا. ولا شىء يمكن أن يسعد المجرم الدموى
بشار الأسد فى سوريا، الذى تبرأت منه القيادة المصرية وكانت محقة فى هذا.
ولا شىء يمكن أن يشجع المؤامرات الإقليمية المناهضة للديمقراطية من جانب رجال الدين المحافظين
فى إيران، أو أن يثير استياء الديمقراطيين من ليبيا على البحرين، أكثر من هذا. فمصر،
تلك الأمة الفخورة، ومهد الحضارة، طالما اعتبرت الزعيم الطبيعة للعالم العربى.
وتمضى الصحيفة قائلة إن كل الحديث فى مصر يجرى عن ثورة ثانية لمواصلة الأولى،
لكن الخطر يكمن أنه فى السعى لإكمال أو إعادة توجيه التحول الذى بدأوه بشكل رائع،
يحاصر المصريون فى عاصفة من المعارضة التى تتحول إلى عنف صريح، وربما يخسروا المكاسب
التى حققوها، ويعودوا على الوراء ضد تيار التاريخ فى وضع استبداد قاتم وقمع وصمت فسرى.
فما تم الفوز به قد يتم مصادرته، وما سيأتى بعد ذلك قد يصبح أسوأ بكثير.
لكن الإطاحة بمرسى وإجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة تكنوقراط وتعديل الدستور
وسائر مطالب الثورة الثانية التى يعتمد عليها المعارضون تعتمد وبشكل كبير على سلوك مسئول
من جانب المعارضة. وهو الأمر الذى يفتقروا إليه حتى الآن.
فالأنظمة القديمة لا تموت بسهولة، والوطنيين اليمنيين والليبراليين العلمانيين والثوريين السلفيين
الذين ينتقدون الرئيس لا يتفقون إلا فى استهتارهم بالرئيس. ولو نجحت حركة تمرد
فى الإطاحة بمرسى، فإنه من غير الواضح إطلاقا كيف يمكن أن تؤسس وتنجح أى حكومة مؤقتة.
وهذا لا يعنى القول بضرورة التراجع عن هذه المحاولة، لو أرادها الشعب.
وختمت الصحيفة افتتاحيها قائلة إن الرغبة فى التوصل لتوافق بشأن الطريقة التى تشارك فيها
كل الفصائل مع الرئيس والإخوان، وهى تسوية وطنية تاريخية برغم أنها ستكون فوضوية
وغير مرضية، أمر لا يمكن إنكاره. ومصر لا تستطيع أن تتحمل القتال، والعالم العربى
ينتظر خياراتها، والربيع العربى، ينتظرها كنموذج. وشعار الثورة، الخبر والحرية والعدالة الاجتماعية
يجب أن يتم تكريمه..لكن الخبر يأتى أولا.