07.02.2013
أكدت مجلة فورين بوليسى أن الإدارة الأمريكية تتعرض لانتقادات واسعة من الحزب الجمهورى،
بسبب موقفها المتردد من حكومة الرئيس محمد مرسى الاستبدادية فى مصر.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه طيلة أشهر عديدة شكا الليبراليون المصريون
من تعامل إدارة أوباما مع السلوكيات الاستبدادية، على نحو متزايد،
للحكومة التى يهيمن عليها الإخوان المسلمون فى مصر.
وتضيف أنه بينما يرفض الرئيس مرسى الآن الرضوخ لمطالب الشعب المصرى بالرحيل،
فإن الجمهوريين داخل الكونجرس يشنون انتقادات واسعة على إدارة الرئيس أوباما
بشأن سياستها حيال مصر من عدة جهات.
ويرفض البعض ما يراه دعم الإدارة الأمريكية للحكومة الاستبدادية فى مصر وآخرون
يرغبون فى زيادة الدعم العسكرى للجيش المصرى، بينما يعتقد فصيل ثالث
أن الإخوان المسلمين استطاعوا التسلل إلى البيت الأبيض.
وقال إيد رويس، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب، "إن الاضطرابات المصرية
تنبع من استيلاء مرسى على سلطات غير متوقعة، التى توافق عليها إدارة أوباما حتى الآن".
وأضاف أن المساعدات الأمريكية فشلت فى إجبار حكومة مرسى على القيام
بالإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة لتفادى هذه الأزمة".
واتفق مايكل ماكويل، رئيس لجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب، فى إدانة سياسات
الإدارة الأمريكية حيال حكومة الإخوان المسلمين فى مصر. وقال، "للأسف، فإن إدارة أوباما
تعتقد أنه بإمكانها استمالة الإخوان المسلمين مثلما تعتقد أنه يمكن التفاوض مع آية الله فى إيران".
وشدد على ضرورة أن تتعامل الولايات المتحدة بحزم تجاه قيمها وتوضح أهدافها فى المنطقة.
وبينما تمثل "آن باترسون" السفيرة الأمريكية فى القاهرة هدفا فى الاحتجاجات
التى تشهدها مصر، لما يعتبره المعارضون تدخلاً ودعماً منها لحكومة مرسى،
فإن فورين بوليسى تشير إلى أن الجمهوريون أيضا يتخذون موقفا مشابها لموقف المعارضة المصرية.
وفى وقت سابق قالت باترسون، خلال لقاء فى القاهرة، "البعض يعتقد أن تحركات الشارع
من شأنها أن تسفر عن نتائج أفضل من الانتخابات. الحقيقة، فإننى وحكومتى لدينا شكوك عميقة
حيال هذا الأمر"، وأضافت أن مصر بحاجة للاستقرار لاستعادة الاقتصاد ووقف العنف فى الشارع.
وتنقل عن ماكويل قوله، "إن تصريحات السفيرة باترسون انعكاس لتجاهل الرئيس أوباما
الكامل للواقع السياسى وفشل إدارته للاستفادة من اتصالاتنا مع الجيش المصرى
ودعم الجهود لتوجيه مصر بعيدا عن التطرف الإسلامى".
وتعرضت باترسون للانتقادات أيضا من النائب الجمهورى سكوت بيرى،
الذى قال إنها تقدم الدعم لنظام بدلا من دعم العمليات والمؤسسات الديمقراطية.
بينما لم تستجب وزارة الخارجية الأمريكية لطلب المجلة بالتعليق على الأمر،
فإن باتريك فينتريل، المتحدث باسم الوزارة، قال خلال مؤتمر صحفى الاثنين،
أن الاحتجاجات ضد باترسوم "بغيضة وتستحق الشجب".
وأضاف فينتريل، أن السفيرة الأمريكية تنفذ السياسات الأمريكية، مؤكدا "نحن لا ننحاز لأى جانب..
فالسياسة الأمريكية تركز على هدف أوسع للمصالحة بين الأطراف المتنازعة".
ويطالب العديد من الجمهوريين داخل الكونجرس بتقليص المساعدات الخارجية لمصر.
وتساءل السيناتور راند بول فى بيان له، اليوم الاثنين، مستنكرا المساعدات الأمريكية للنظام المصرى،
"كيف يمكننا التأثير فى الأجزاء المضطربة من العالم،
بينما نحن ندعم أنظمة مسئولة عن الكثير من الاضطرابات؟".
وأشار إلى أنه بينما أعلنت إدارة أوباما، مارس الماضى، أنه لم يعد هناك ما يكفى من المال
لمواصلة جولات البيت الأبيض خارجيا، فإنه فى الشهر ذاته التقى وزير الخارجية جون كيرى
مع مرسى وتعهد بضخ 250 مليون دولار فى شكل مساعدات إضافية لمصر.
ولا تتوقف الضغوط على إدارة أوباما عند هذه الانتقادات، فإن البعض داخل الحزب الجمهورى
يعتقد فى تسلل مستشارين ذو أيديولوجية إخوانية داخل البيت الأبيض.
وقال عضو الكونجرس لوى جوميرت إنه منذ خضوع هذه الإدارة لنصائح الإخوان المسلمين
فإنها ماضية نحو تعزيز هذه الجماعة فى مصر.