07.06.2013
من حيث لا تدرى أجابت صحيفة القدس العربى اللندنية عن السؤال الذى شغل بال المصريين
منذ اندلاع ثورة 30 يونيه وحتى الآن وهو:
لماذا اختفت أزمة البنزين والكهرباء فى مصر؟ فصحيفة القدس العربى
وهى من أكبر الصحف الموالية لحركة حماس الفلسطينية والمعروفة بدفاعها المستميت
عن نظام الرئيس المعزول محمد مرسى ونظامه أرادت من خلال عرضها للصحف العبرية
أن تشوه ثورة يونيه بتصويرها وكأنها أضعفت المقاومة الفلسطينية،
لكنها لم تدر أن المعلومات التى عرضتها فى تقريرها المعنون
بـ "تنحية مرسى توجه ضربة شديدة لحماس" وقالت إن الجيش المصرى ضرب حصارا
وثيقا على غزة ووضع كتيبة دبابات بالقرب من حدود القطاع بموافقة إسرائيل،
وتم وقف إمداد القطاع بالوقود ومواد البناء من مصر، وتوجه تجار غزاويون إلى إسرائيل
طالبين الحصول على محروقات حتى بأسعار المرتفعة جدا،
ما يعنى أن تهريب السولار والبنزين إلى غزة توقف حتى اضطر تجار غزة
إلى شراء الوقود من إسرائيل بأسعارها العالمية.
كما كشف التقرير المترجم من الصحف العربية، والذى اختارته الصحيفة الموالية للإخوان
ليدعم موقف الرئيس الإخوانى المعزول عن أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
تخلت عن خيار المقاومة بالاتفاق مع الإدارة المصرية المعزولة، وقال: إ
ن خالد مشعل زار القصر الرئاسى فى القاهرة، وكان على يقين أنه راهن على الحصان الصحيح،
الذى يدعى محمد مرسى"، ويكشف هذا التقرير عن مدى التحول الذى ظهر على
السياسية الإخوانية بشقيها فى القاهرة وغزة قائلا: إن حماس كانت تسعى من أجل الانفصال
عن إيران وسوريا وحزب الله والاقتراب من مصر وتركيا وقطر والأردن.
وقد ألزم هذا حماس من جهة أن تستعمل توجها أكثر اعتدالا، بل أن تعرض على الملأ خطة
لمحادثة إسرائيل بغير عنف على حسب التصور المصرى، ومنح الابتعاد عن "محور الشر"
المنظمة من جهة أخرى دعما من الغرب وقوّى مشروعيتها. وتابعوا فى إسرائيل اتصالات
أفراد من حماس بممثلين أوروبيين وأمريكيين فى مستوى منخفض فى الحقيقة،
تحدثوا فيها بصراحة عن إخراج حماس من قائمة المنظمات الإرهابية.
ويشير التقرير إلى أن هذا الحلم "الحمساوى" قد انهار فجأة قائلا: لكن كل شىء تغير
فى غضون بضعة أيام، فقد تركت تنحية الرئيس مرسى الخاطفة حماس فجأة يتيمة وحيدة
بغير راعيتها الرئيسة، وبغير الظهر العريض الذى كان لها فى السنة الأخيرة فى القاهرة.
وستُصفق الأبواب المفتوحة فى القصر الرئاسى فى القاهرة الآن فى وجه مشعل ورفاقه،
وستُستعمل حماس مرة أخرى على يد أجهزة الأمن المصرية على أنها آخر العملاء،
بصفة سلطة فلسطينية من النوع الثانى، كما كان الأمر زمن حكم مبارك،
وليس الإخوان المسلمون وحدهم هم الذين ضُربوا فى ليل أول أمس،
لأن حماس أيضا تلقت ضربة شديدة. وليس الحديث فقط عن ضربة سياسية،
بل عن ضربة أيديولوجية أيضا، لأن هذه المحاولة وهى محاولة إنشاء نظام إسلامى
فى أكبر دولة عربية، فشلت وستؤثر بلا شك فى الدولة الإسلامية المصغرة لحماس فى غزة.