07.07.2013
قال ثروت الخرباوى لطلاب أكاديمية أخبار اليوم، وهم الطالب مهند الصباغ وفرح المهدى وكريم طارق،
خلال مشروع تخرجهم مجلة 360 درجة، أن القاعدة أحد فروع "الإخوان" المسلمين
والتنظيم الخاص حقيقة يعرفها الكبار..
فإلى نص الحوار....
احتلّ كتاب "سر المعبد" الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين لثروت الخرباوى
قائمة الكتب العربية الأكثر مبيعاً وإثارة للجدل فى سنة 2012.
ويأتى هذا الكتاب ليكمّل ما جاء فى كتاب القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين
المحامى ثروت الخرباوى “قلب الإخوان” الذى لم يكن أقل إثارة للجدل من كتابه "سر المعبد"
الصادر عن دار نهضة مصر. وهو كتاب ضخم،
سواء من حيث عدد الصفحات أو من حيث المحتوى.
المؤلف كان أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين وضمن مجموعة كبيرة من الأعضاء
الذين انشقوا عام 2002، بعد انحراف الجماعة عن مسارها، وانشغالها بالسياسة عن الدعوة،
بعدها قرر ثروت الخرباوى أن يكشف للجميع خبايا الجماعة وطريقة إدارتها
من خلال كتابيه “قلب الإخوان”، و”سر المعبد”.
(خلال الحديث مع ثروت الخرباوى قد تشعر بالدهشة من خطورة المعلومات التى بسردها عن الجماعة،
سواء حول علاقتها بالتنظيمات الإرهابية، أو مبادئها فى التعامل التى تقوم على أساس
“الضرورات تبيح المحظورات”. وفى حوارنا معه حول كتابه الذى كان أبرز الإصدارات الثقافية
خلال عام 2012 يكشف لنا المزيد من المفاجآت ،
ويوضح الكثير من المعلومات، ويضيف إلى قراءة الكتاب بعداً آخر .
سألناه عن أساس إنشاء الجماعة – جماعة الإخوان المسلمين - على أساس دعوى
على يد مؤسسها حسن البنا، وأين الدعوة من أولويات الجماعة اليوم؟
. فقال: الأصل فى الجماعة التى أنشأها حسن البنا أنها جماعة دعوية،
ولكن عندما انتقل البنا إلى القاهرة، بدأت القاهرة فى التهام العمل الدعوى والقضاء عليه،
لِتسير الجماعة بعدها فى مسارات مُختلفة ، من بينها إنشاء النظام الخاص.
أما جماعة الإخوان الآن فلم يعد لها علاقة بالعمل الدعوى إطلاقاً، اللهم إنها تستخدم ذات المسمى
” جماعة الإخوان المسلمين “، والدليل على ذلك أن أرض الإخوان أجدبت عن زراعة شخصيات
ذات قيمة أو قامة مثل الشيخ الغزالي، الشيخ سيد سابق، الشيخ أحمد حسن الباقوري،
والدكتور سليمان ربيع ، وغيرهم كُثُر من الدُعاة الذين افتقرت أرض الجماعة عن إخراج أمثالهم ،
ولم يعد بداخلها داعية واحد قادراً على مُخاطبة الجماهير.
*هل انحراف الجماعة عن العمل الدعوى هو السبب الرئيسى فى انشقاقك عنهم ؟
- هو أحد أسباب انشقاقي، يأتى بعدها الاستعلاء على الآخرين واحتكار الحقيقة، احتكار الإيمان،
وكأن الله لم يهدِ إلا هُم، ثم خلافات فى التطبيق. أنا أرى أن الجماعة إذا أرادت أن تقدم لوطنها
فيجب أن تقدم ما تريد تقديمه وفقاً للمنظومة الوطنية دون أن ترتمى فى أحضان الحاكم،
ولكن جماعة الإخوان كانت تسعى للوصول للحكم، لذلك كان أفرادها يفضلون الجلوس
مع الحاكم الذى كان يضطهدهم اضطهاداً محدوداً، أى اضطهاد من أجل قضايا الإخوان
وليس من أجل قضايا الوطن، لذلك ظللت فى صراع داخل الجماعة استمر ثلاث سنوات،
إلى أن أيقنت أنى لا أستطيع البقاء فيها، فتركتها.
*متى، وكيف انحرفت الجماعة تماماً عن مسارها الدعوى ؟
- بعد وفاة عمر التلمسانى – المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين –
الذى كانت له رغبة قوية فى أن يحقق ما أراده حسن البنا فى نهاية حياته،
فقد أبدى البنا ندمه مع الدكتور فريد عبد الخالق – أحد قيادات الإخوان الكبيرة وقتها
– وقال له : ” لو عاد بى الزمن إلى الوراء، ما أنشأت النظام الخاص،
ولا أقحمت الجماعة فى العمل السياسي”.
لذلك عندما أعاد التلمسانى إنشاء الجماعة من جديد فى السبعينيات صّب اهتمامه على العمل الدعوي،
ولكن عندما توفاه الله تسلم الجماعة فريق قلب الجماعة رأساً على عقِب،
وكان على رأس هذا الفريق مصطفى مشهور الذى انعزل رجاله عن العمل العام وعن المجتمع
وتفرغوا للعمل التنظيمي، وأخذوا يغيرون الجماعة برفق دون أن يشعر أحد، وتمثل التغيير
فى الإطاحة ببعض الشخصيات المسئولة عن بعض المناطق، وإحلال شخصيات مكانهم
تتبع الفكر القطبى (نسبة إلى سيد قطب) ، وظلت هذه المجموعة القطبية تتكاثر،
واستغرقت سنوات لتسيطر على الجماعة، وعندما تنبهنا لهم سواء أنا أو عبد المنعم أبو الفتوح
أو مختار نوح أو إبراهيم الزعفراني، بدأنا نقاومهم، وقام صراع داخلى بيننا أدى إلى انشقاق
عدد منا عن الجماعة، وانعزال عدد أخر، وإصرار عدد أخر على مواجهة تلك المجموعة،
وكان آخر هؤلاء المواجهين عبد المنعم أبو الفتوح ، الذى فضّل – وقتها – البقاء،
وقال مقولته الشهيرة : “نريد أن نغير ونصلح الجماعة من الداخل،
لن أتركها أبداً لهؤلاء يسيطرون عليها “.
* ولكن أبو الفتوح قال فى حوار لإحدى القنوات التليفزيونية
إنه لا وجود للتنظيم السرى داخل الجماعة، فكيف تفسر ذلك؟
- عبد المنعم يعلم أن هناك تنظيماً خاصاً داخل الإخوان، لكنه من الشخصيات التى لها حنين للمكان،
بالإضافة إلى طموحه السياسى الممثل فى إنشاء حزب يستقطب فيه مجموعة كبيرة
من شباب الإخوان، ولو وقف أبو الفتوح معارضاً بقوة للإخوان فسوف يخسر شريحة كبيرة
من هؤلاء الشباب، لذلك فهو لا يريد أن يصطدم مع الجماعة بشكل واضح وصريح،
ويتعامل معهم برفق، حتى ظن البعض أنه مازال فى الجماعة، وكل من انشق عن الجماعة
يعلم بوجود التنظيم الخاص، لكن كُل يعبر عن اختلافه وفقاً لشخصيته ومنهجه وطموحه.
* إذاً، التنظيم الخاص ليس بأمر خفى ؟
- بالتأكيد، ولكن هناك أموراً لا يعرفها كل أفراد الجماعة، بعض أفراد الجماعة
قد يقضون عمرهم داخلها ويموتون وهم لا يعرفون أشياء كثيرة عنها، ” الأسرار
لا يعرفها إلا الكبار ” وعبد المنعم كان من الكبار، وهو يعرف عن الجماعة ما لا أعرفه،
لكن التعبير عن كل ما يعرفه ليس مُتاحاً له سياسياً.
* هل مثلت أحداث قصر الاتحادية ظهوراً حقيقياً للميليشيات الإخوانية ،
أم هى خروج عفوى لشباب الجماعة فى محاولة لحماية شرعية الرئيس ؟
- لم يكن خروجاً عفوياً، وإنما كان خروجاً بتكليف من مكتب الإرشاد، هؤلاء الشباب
ذهبوا فى طوابير إلى قصر الاتحادية ، وحطموا الخيام وضربوا واشتبكوا وهم مدربون على ذلك.
بعض من شباب الإخوان تدربوا فى اليمن فى وادى “أرحب”، وهذا الوادى يضم مجموعة
من أفراد تنظيم القاعدة، ويقع الوادى تحت سيطرة عبد المجيد الزندانى –
أحد قيادات الإخوان المسلمين فى اليمن – وهناك أيضاً مجموعة مُدربة فى خان يونس وغزة
عن طريق الاتفاق مع حماس على ذلك، ومجموعة أخرى يتم تدريبها فى قطر عن طريق
إلحاقهم بدورات عسكرية هناك، وفى مصر أيضاً يتم التدريب فى عدة أماكن مثل الوادى الجديد،
ومنطقة الحمام بالقرب من مرسى مطروح !.
واليوم بعد أن يتلقى الإخوانى قدراً كافياً من التدريبات يتم إلحاقه مع مجموعة أخرى
من شباب الإخوان بالجيش الحر فى سوريا، وهو جيش فى الإخوان يضم مجموعة
من الجنسيات المختلفة لكن كلهم أخوان، ومقتل “محمد محرز” الشاب ألإخوانى هناك دليل على ذلك.