07.08.2013
جمال شقرة: الإخوان سيتهمون "السيسى" بالعلمانية والكفر والارتداد عن الدين الإسلامى
وسيقومون باغتيالات سياسية وإعلامية أثرت فى تشكيل وعى الشعب وتحريكه
الجماعة ستستعدى الدول والمخابرات ضد مصر وستستخدم سلاح المنشورات السرية
لتمزيق جبهة الإنقاذ ولاختراق صفوف الثوار
التنظيم سيعتمد على إشعال المظاهرات فى الدول التى تستجيب لهم لتخريب الاقتصاد المصرى
ولشراء الأسلحة وتدريب الشباب فى المناطق الحدودية مثل سيناء أو الحدود الغريبة والجنوبية
إذا أقر الإخوان بالهزيمة سيختفون من الشوارع وسيعودن للعمل السرى داخل مصر وخارجها
وعلى المخابرات وضع قوائم الترقب كما فعل "عبد الناصر"
عاصم الدسوقى: الجماعة تحاول تكرار المشهد السورى
وإظهار انقسام فى الجيش المصرى وأحداث "الحرس الجمهورى" خير دليل
رأى عدد من المؤرخين والمثقفين أن جماعة الإخوان المسلمين، تقوم الآن،
بعد عزلها عن حكم مصر، متمثلاً فى رئاسة محمد مرسى، بإعادة إنتاج سيناريوهات التنظيم السرى
لسيد قطب لتدمير الدولة المصرية، كما حدث تاريخيًا أيام الزعيم الراحل
جمال عبد الناصر، بهدف الانقلاب على ثورة 1952.
الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، قال فى تصريحات
خاصة لـ"اليوم السابع" إن التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين لم يتم حله،
فالإخوان المسلمون جماعة لها جناح سرى مستمر منذ تأسيسه، وكانت ملامحه قد تغيرت
بعض الشىء لكنهم لا يستغنون عن نشاط سرى "تحت الأرض"، والأخطر أن هذه الجماعة
منذ 1983 عندما تشكل التنظيم الدولى العالمى للإخوان المسلمين أصبح فى كل دولة
من بلدان العالم تقريبًا مراقب عام للجماعة منذ أسس هذا التنظيم، وأشهرهم على سبيل المثال
فؤاد حمودة فى "أمريكا" ومهدى عاكف "ألمانيا" الهلباوى "انجلترا" مناع القطان "السعودية"
الشيخ القرضاوى "قطر" حسن أيوب "السعودية" وغيرهم.
وأوضح "شقرة" أنه منذ أن تشكل هذا التنظيم ارتبط بأجهزة المخابرات العالمية مثل CIA،
وإن كان هذا فى تقديرى لا يمنع استمرار التنظيم السرى والجناح العسكرى السرى أيضًا،
والدليل على ذلك، ما تكشف أمامنا طوال هذه السنة الكبيسة من ظهور ميليشيات مسلحة
وظهور خلايا نائمة، وبديهى أننا لم نكن نرى هذه الميليشيات المسلحة فى شوارع مصر،
طوال فترة "مبارك"، كما كان يتعذر اكتشاف الخلايا النائمة التى كانت تعمل بيننا فى المؤسسات
وأجهزة الدولة المختلفة، مضيفًا: لهذا فأنا أرفض تمامًا الدعوة الرومانسية للمصالحة،
فهى دعوة تعبر عن طيبة الشعب المصرى، والسؤال: المصالحة مع من؟ هل هى مع كوادر
وقيادات الإخوان المسلمين الذين يمتلكون الأسلحة ويمارسون الاغتيال السياسى والعنف
ويخططون لإحراق مصر "لأن مصر لا تهمهم كما قال مهدى عاكف طز فى مصر
لأنها مجرد إمارة فى تقديرهم مثل بقية الإمارات المزمع تأسيسها وهو وهم كبير؟!
لذلك أنا أرفض المصالحة مع هذه الكوادر والقيادات التى تمرست على الغدر والعنف والدم،
ولقد كتبت من قبل أن العلاقة بينهم وبين الدولة، سواءً كانت دولة عبد الناصر
أو حتى فاروق من قبله والسادات وحسنى مبارك من بعده هى علاقة ثأر لا يمحوه إلا الدم،
أما المصالحة فهى تكون تحت قيادة الأزهر الشريف مع الشباب المغرر بهم،
والذين يحتاجون الآن إلى من يعرفهم صحيح الدين الإسلامى، وقد يستدعى الأمر فى المصالحة
الاستعانة بجميع أطباء الطب النفسى فى مصر، حتى ينقذوا شباب مصر ويهديهم إلى صوابه.
وقال "شقرة": أحذر النظام الثورى الوليد الذى يولد الآن بعد أعظم ثورة فى تاريخ البشرية،
من أن الإخوان الذين تخدمون "التقية" أى يظهرون خلال ما يبطنون،
والذين عرف عنهم الكذب الصريح، فيلجأون فى الأيام القليلة القادمة إلى نفس الأساليب القديمة
التى استخدموها مع جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، كما سيضعون مخططًا
مستقبلياً فى حال إقرارهم بالهزيمة وانسحابهم من الساحة، وهو أمر مؤكد.
وأوضح "شقرة" أن من المخططات التى من المحتمل أن يقوم الإخوان بتنفيذها فى الأيام القادمة،
أن يلجأوا إلى العنف والاغتيالات السياسية، وترويع المتظاهرين،
فى محاولة لإثبات أنهم يمثلون قوة، ومع ذلك سوف تفشل هذه المحاولات، نظرًا لقوة الشعب وصموده،
وتكتله الملحوظ، وإصراره على تحقيق أهداف ثورته العظيمة، كما سيلجأون لاستعداء الدول
وأجهزة المخابرات على مصر، ولقد بدأوا ذلك بالفعل، ووضعوا حليفهم
المغيب عن الوعى "أوباما" فى مأزقٍ شديد، وكذلك استخدام سلاح المنشورات السرية،
حيث سنشهد فى الأيام القليلة القادمة إصدار الآلاف من المنشورات، وقد بدأت بالفعل،
واستخدام أسلوب عرف عن الإخوان وهو ترويج الشائعات، ومحاولة تمزيق جبهة الإنقاذ
واختراق صفوف الثوار، وإن كنت متأكدًا فى أنهم سيفشلون فى ذلك أيضًا، وإشعال المظاهرات
فى الدول التى تستجيب لهم وتنخدع بدعاياتهم ضد مصر، وهذا الأسلوب تاريخى لدى الإخوان
وقاموا به كثيرًا، ولكن قوة الدولة، وقوة الدبلوماسية المصرية التى تمثل أعرق وزارة خارجية
فى الشرق الأوسط سوف تنجح فى إبطال هذا الأسلوب.
وقال "شقرة" ومن بين هذه المخططات، العمل على تخريب الاقتصاد المصرى،
واستخدام القوة الاقتصادية التى شكلوها فى زمن حسنى مبارك، والسرقات التى نهبوها
فى السنة الكبيسة لمرسى، ولذلك أنصح أجهزة الأمن القومى المصرى أن تعمل من الآن مجتمعة
على مراقبة النشاط الاقتصادى للإخوان المسلمين، وعلى تجفيف منابع التمويل،
حتى لا يتمكنوا من توجيه ضربات للاقتصاد المصرى. كما سيقومون بشراء الأسلحة
واستمرار تدريب الشباب عليها، وفى هذه الحالة من الممكن أن يتمركزوا فى المناطق الحدودية،
سواء كانت سيناء حيث حماس، أو على الحدود الغريبة، أو الحدود الجنوبية عند حلايب وشلاتين،
وهذا الدور أعتقد أن الجيش المصرى وأجهزة الأمن القومى المصرى لا يغيب عنها هذا المخطط.
وأوضح "شقرة" أن التخطيط للقيام باغتيالات سياسية، وهو أيضًا أسلوب تاريخى مفضل
عند الإخوان المسلمين، بداية من النقراشى وعمليات النسف واغتيال المخالفين لهم
فى الجماعة نفسها، وأعتقد أنهم سيخططون لاغتيال القيادات الإعلامية المعارضة
التى كان لها دور كبير فى تحريك وإثارة الوعى لدى الشعب، الاستمرار فى إغواء شباب
جدد باسم الدين، ويقدمون فتاوى ومبررات لا تمت للدين بصلة، وبهذا الصدد سوف نستمع قريبًا
إلى ترويج اتهامات للفريق أول عبد الفتاح السيسى بأنه علمانى كافر مرتد عن الدين الإسلامى،
واتهام الجيش المصرى كله بأنه معادى للإسلام،
وأنه قام بانقلاب على الشرعية، وهو ما حدث بالفعل.
أما عن المخططات المستقبلية فى حالة إقرارهم بالهزيمة واختفائهم من الشارع،
فأوضح "شقرة" بأنهم سيعودون مرة ثانية إلى العمل السرى، داخل مصر وخارجها،
مع ملاحظة أنهم استفادوا من تراخى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ومن السنة الكبيسة
التى حكمها مرسى، ومن علاقتهم المخابراتية الدولية التى نشأت،
منذ 1983، وإن كانت هذه العلاقات قد تكونت من قبل.
وقال "شقرة": لذلك أهيب بأروع جهاز مخابرات فى الشرق الأوسط، وهو الجهاز المصرى،
أن يعمل ليل نهار فى ترقب قوائم الذين سيهاجرون من مصر فى هذه الأيام، وخلال 2013 – 2014،
وكذلك الذين نشطوا فى الخارج بعد ثورة 25 يناير، وكما فعل هذا الجهاز باقتدار
– زمن جمال عبد الناصر – وسجلهم فردًا فردًا، وحدد انتماءهم ووظائفهم والبلد
والمدينة التى هاجروا إليها، وأحسن بعد ذلك مراقبتهم، وحمى مصر من مؤامراتهم،
حتى كان تراخى حسن مبارك فتغلغلوا واستفحلوا،
ولكنهم لن يتمكنوا من مواجهة الشعب المصرى العظيم.
الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث المتفرغ كلية الآداب، بجامعة حلوان،
قال إن هذا أمر وارد، ونرى الآن ملامحه فى تصرفات جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام،
لأنهم يعملون من خلال التنظيم الدولى الذى بنى تأسيسه عقب اغتيال حسن البنا،
وخاصة بعد ثورة 1952، بالخلاف مع الضباط الأحرار، حيث بدأوا يحيكون المؤامرات
ضد مصر للتخلص من حكم الضباط الأحرار، فتارة مع الإنجليز، وقد اعترف رئيس وزراء بريطانيا
فى ذلك الوقت فى مذكراته التى نشرت فيما بعد، ومرة أخرى عملوا مع سيد قطب
بعد الإفراج الصحى عنه فى 1964، والإفراج الصحى لا يعنى البراءة.
وأوضح "الدسوقى" أن التنظيم الدولى شرع فى الاتصال بسيد قطب للقيام بانقلاب ثورة يوليو
أو ضد جمال عبد الناصر على وجه الخصوص، لكن تم اكتشاف المؤامرة،
واعتقال كافة المشاركين فيها، وتم الحكم بالإعدام على سيد قطب وغيره من المشاركين.