07.22.2013
سوف تدخل مصر فى حالة من الدائرة السياسية المفرغة عندما يُطرح السؤال:
أيهما يسبق الآخر؛ الإفراج عن الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى،
أم فض المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية اعتصامهم؟
إن النظرية الشعبية المتعارف عليها فى الحارات الشعبية المصرية القائمة على
مبدأ «سيب وأنا أسيب» قد تكون إحدى ركائز التفكير الناجح للوصول
إلى تسوية لهذا الموقف الذى يتعقد يوماً بعد يوم.
السلطة الحالية تتعامل من منظور لا مشكلة لدينا فى جلوس المعتصمين
فى رابعة العدوية مائة عام طالما أن تظاهرهم سلمى.
وأنصار جماعة الإخوان يتعاملون مع الموقف الحالى، سنبقى حتى قيام الساعة طالما أن
الرئيس مرسى لم يسترد شرعيته وتعود حكومة د.هشام قنديل ويعود مجلس الشورى والدستور المنحل.
كل طرف يلعب لعبة العض على الأصابع، وبانتظار أن يصرخ الآخر أولاً طالباً الحل أو النجدة.
ويبدو أن كل طرف يعد نفسه لصراع طويل قد يستغرق شهوراً وليس أسابيع.
الحكم يراهن على أن الحياة سوف تستمر وسوف نمضى قدماً فى الإنجاز
حتى لو استمر الإخوان فى توترات التظاهرات وحروب الشوارع.
والإخوان يراهنون على أن لديهم القدرة على إيقاف جميع أشكال الحياة إلى حد تعطيل المرور
ووسائل النقل العام وحصار المنشآت والهيئات العامة للضغط على نظام الحكم الحالى.
ولا يبدو فى الأفق ما يشير إلى إمكانية تسوية قريبة أو مبادرة معروضة من أى طرف معروف أو مستتر!
هذا الوضع الخطر ينذر بانفجار دموى كبير دون سابق إنذار!
وآخر ما تحتاجه مصر الآن هو دخول نفق الثأر والثأر المضاد بين فصيل شعبى وفصيل شعبى آخر.
وآخر ما تحتاجه مصر الآن هو صدام بين جماعة الإخوان وجيش مصر الوطنى.
ولابد أن يدرك كل طرف أن هذه معركة لا منتصر فيها، ولكن الجميع سوف يخسر بقدر أو بآخر.
هذه مواجهة الخاسرين، وليست مواجهة تؤدى إلى منتصر ومهزوم.
إذا كانت نتيجة المباراة فى النهاية هى «صفر» كبير للطرفين فلماذا الاستمرار فى هذه اللعبة الدموية؟