08.01.2013
لو كان لك أن ترسم صورة للكذب المحض، فما عليك إلا أن تستلهم ملامح هذا الشاب المتحذلق «جهاد حداد»،
المتحدث الإعلامى للإخوان المسلمين ابن الشيخ المتحذلق أيضا «عصام حداد»،
أحد أبرز أعضاء التنظيم الدولى للجماعة ومساعد الرئيس المعزول محمد مرسى للشؤون الخارجية،
فهذا الشاب الذى احتار الناس فى أسباب توليه هذا المنصب الحساس فى الجماعة،
برغم صغر سنة أثبت أنه الأحق بهذا المنصب والأجدر بما هو فوقه من مناصب،
لأنه بحسب معيار الجماعة «لائق إخوانيا» لكل المهمات، ولم لا وهو الذى يتميز بإتقان
أكثر ما يميز الجماعة وقياداتها فهو الأكذب على الإطلاق، والأكثر قدرة على تزييف الحقائق
وتبديل الأدوار، وقد كان معروفا أن الإخوانى يتميز بالكذب، ويتضاعف هذا الكذب
إن كان هذا الإخوانى قياديا، فما بالك بكذب قيادى ابن قيادى. أكاذيب الحداد الابن الذى يروق لى
أن أسميه «جهاد الكذاب» أو «مسيلمة الحداد» تعدت كل الحدود، فقد أصبحت شهرته فى الكذب «عالمية»،
وصار وصفه وصفته هو أنه «أكذوبة عالمية على أرض مصرية» ووصلت درجة أكاذيب
الحداد الابن إلى اختلاق وقائع، وليس تزييفها فحسب، فكتب منذ أيام تغريدة على موقع
التواصل الاجتماعى تويتر، يدعى فيها أن هناك طائرات تلقى النار على معتصمى النهضة،
وأن وابلا من الرصاص ينصب الآن على رؤوس المعتصمين، ثم نشر «هاشتاج»
دعا إليه بالإنجليزية بعنوان «أنقذوا مصر من الانقلاب»، وهو الأمر الذى أثار فزع مراسلة
أجنبية هى «بيل ترو» مراسلة شبكة روسيا اليوم التى قالت له عبر حسابه الرسمى:
أين أعمال العنف وإطلاق النار التى تتحدث عنها؟ أنا موجودة فى قلب الأحداث فى ميدان النهضة،
ولم أسمع أو أشاهد شيئاً، ولم يتحدث أحد عن أى شىء من هذا القبيل.. ما كل هذا التضليل؟
ثم قالت فى تغريدة أخرى: هذا القدر الكبير من المعلومات المغلوطة من قبل الجماعة،
جعلنى أشعر بأنى مشوشة بصورة كبيرة.. أين الحقيقة؟!».
أما مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية مات برادلى، فردّ فى تغريدة قائلا
«كذب قيادات الإخوان يفقدهم أى مصداقية مستقبلية، وهذا أمر خطير» ثم نقل برادلى مجموعة
من الصور التقطها لميدان التحرير وفى محيط قصر الاتحادية، على متن طائرة هليكوبتر
تابعة للقوات المسلحة، واصفا إياها بقوله «الملايين ينتشرون فى ميادين مصر تأييداً لدعوة السيسى
للتصدى للإرهاب» هذا خلاف ما قاله المحلل السياسى فى معهد بروكنجز شادى حامد،
فقال «رغم إدانتى الكبيرة لسقوط ضحايا فى طريق النصر، فإن على قيادات الجماعة أن تتحرى الدقة
فى بياناتها، لأن تناقُض تصريحات وتغريدات جهاد حداد مع الواقع، أمر مفزع
لكل وسائل الإعلام العالمية، ويهدم مصداقية الجماعة إلى الأبد.
إصرار جهاد الحداد على أن يتكلم كذبا جعل نشطاء الفيس بوك يدشنون «هاش تاج» خصيصا
من أجل حصر أكاذيبه والتعليق عليها، وأطلقوا عليه اسم «كذاب كبير»
وآخرون دشنوا هاش تاج آخر وأطلقوا عليه اسم «أكذب واحد فى مصر» ولم يتوقف كذب الحداد
الابن عند حد المغالطة فى التصريحات أو اختلاق الوقائع لكنه يتعدى هذا الأمر بمراحل متباعدة،
فقد أصبح كذبه يتعارض مع كل ميراث خطاب الجماعة، حيث بنت الجماعة مجدها التاريخى
على عدائها للغرب والخطاب الغربى، لكن هذا المجد ترنح وتهاوى حينما تولت الجماعة الحكم،
فقد سعت بكل ما تملك من قوة لتكون ضيفا أساسيا على الصحف العالمية،
وكان الحداد يبذل كل ما فى وسعه من أجل أن يظفر بنشر تصريح له فى إحدى المجلات العالمية،
لأن هذا التصريح له فائدتان بالنسبة للجماعة، الأولى أنه يضمن أن تكون الجماعة حاضرة
فى المشهد العالمى وهو الأهم بالنسبة إليهم، والثانى هو أن وسائل إعلام الجماعة
سوف تأخذ هذا التصريح، وتكذب به على جمهورها المحلى وتدعى أن الجريدة الغربية
هى التى تقول كذا وكذا، لكن كل هذا فى جانب وما فعله الحداد مؤخرا فى جانب آخر،
فقد أوصله تزلفه إلى الغرب إلى حد الخيانة للدرجة التى جعلته يستقدم صحفيين إسرائيليين
إلى اعتصام رابعة، فى الوقت الذى يمنع فيه الصحفيين المصريين من التواجد فى الاعتصام،
وكانت المفاجأة الكبرى حينما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى عن أنها تبث «مباشر»
من ميدان رابعة العدوية، ليتأكد الجميع من أن الإسرائيليين أقرب للإخوان من المصريين،
وأن عداء الجماعة للإسرائيليين لم يكن إلا كذبة أخرى من أكاذيب الجماعة وأبنائها.