08.21.2013
يبدو لى أن الدولة تؤجل معركة سيناء إلى بعدين. معركتها الأساسية فى القاهرة والدلتا
كما تراها (وهذا صحيح تماما).. كان واضحا، حتى من قبل سقوط مرسى،
أن سيناء هى المعركة الأخيرة والأصعب فى الحرب على الإرهاب.. لذا يبدو موقف الحكومة،
المكتفية بالدفاع، مربكا لفهم المواطن فى سيناء. فالإرهاب يضرب والحكومة مكتفية بالدفاع..
والدعاية الإخوانية تنشط: هم بيطخوا عَ بعضهم!!
بعد دقائق (تقريبا) من مذبحة رفح الثانية، كان الناس (فى الدائرة المحيطة شديدة القرب)
يتحدثون عن أنها جاءت فى سياق الثأر للإخوان الذين ماتوا فى سيارة ترحيلات سجن أبو زعبل.
دائما يفاجئنى الناس بطزاجة تحليلاتهم.. ولكن بعد ساعات قليلة عاد الناس من جديد للنبرة المؤامراتية:
هم بيطخوا ع بعضهم.. من الذى غيّر طزاجة سؤال الناس وبراءته وأعاده من جديد
إلى قصعة ذهنية المؤامرة شديدة القبح والرداءة.. وكيف؟!
الجماعات الدينية فى سيناء (وهى) بالعشرات..
(ذات تركيبة عقلية قطبية: مراجعها الأساسية، قطب والمودودى وابن عبد الوهاب)
وكلها (الجماعات) تختلف حول التكفير (يقول الناس: بيختلفوا علينا..
أى أنه لا يوجد بينهم اختلافات عميقة إلا حول إسلام الناس أو كفرهم)..
وهى تتأرجح بين جماعات تكفير فى حدها الأدنى وتكفير التكفير (الضغط العالى) فى حدها الأعلى.
الصنف الأول يكتفى بتكفير الحاكم الذى لا يطبق شرع الله، أما الصنف الثانى فهو يكفر من لا يكفر الجميع..
ومن ثم تقع كل الجماعات التى على يساره فى نطاق الكفر.. (تقريبا كله كافر إلا أنا!!).
يتحدث الناس عن اختراق الكثير من هذه الجماعات من قبل خلايا إخوانية نائمة
(فى الغالب قادمة من غزة أو على تنسيق عال معها) ولديهم شواهد على هذا..
إذ إن البعض من هذه الجماعات يوجد فى صف قيادتها الأول، من هو معروف بعمق صلاته بالإخوان..
كما أن وجود القطبيين (بديع والشاطر... والآخرين) فى قيادة الإخوان بيسهل من عمليات تطويع
بعض الجماعات لخطط إخوانية.. والخلية النائمة تتحكم وتُحرك وتمول وتعمل الإعداد الذهنى اللازم لكل مرحلة..
مثلا، كنا بنعلق لافتات تمرد، لما جاءنا شاب صغير راكب موتوسيكل يهدد: بعد مرسى سيكون الذبح..
كان يحرك واحدة من يديه على الثانية كما السكين وهى تجز رقبة الذبيحة.
الإعلام الإخوانى (على الإنترنت) نشط تماما.. عشرات المواقع وعشرات الصفحات على الإنترنت وتويتر..
والتشويه للخصوم متواصل.. فهم (الخصوم) إما فلول وإما شيوعيون وليبراليون وعلمانيون
ضد الشريعة والمشروع الإسلامى.. أيضا، الاقتصاد الإخوانى على نفس الدرجة من النشاط..
يلعب التهريب دورا مهما فى اقتصاد منطقة شرق العريش.. أنت قبل ٢٥ يناير محتاج علاقات مع (أجهزة)
فى الدولة لكى يسهل عليك عمليات التهريب.. بعد ٢٥ يناير تغيرت الآية وصرت محتاجا لعلاقات إخوانية
لتمرر تهريباتك.. الناس يتحدثون عن قيادات إخوانية تحتكر التهريب إلى غزة..
وعليك أن تفتح علاقات معها لتأخذلك حصة من الباطن
(أتحدث عن الهبرة الكبيرة فى التهريب: الأسمنت والزلط والسيارات).
هذا عن الباطن.. أما الظاهر: فالإعلام الإخوانى (على الإنترنت).. الإعلام بشرع الله يغطى على التهريب
الذى يتم أيضا تحت لافتة شرع الله نفسها.. فى الجانب الثانى، الحكومة تفتقر إلى السيطرة تماما،
لا مواقع على الإنترنت، لا شبكة تليفون، لا أجهزة حكومية تعمل بالحد الأدنى من الكفاءة..
فقط طائرات أباتشى تحوم فى السماء ودبابات تصرخ جنازيرها على الأرض..
ويظل السؤال: كيف يدرك الناس فى سيناء، أن بلادهم تتحول لميدان للحرب المفتوحة
التى يشنها التنظيم الدولى للإخوان المسلمين على الدولة المصرية؟!