08.15.2013
متحف ملوى بالمنيا.. مسرح الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية..
افتتحه عبد الناصر فى ذكرى ثورة 23 يوليو ودمره الإخوان..
سرقة 1050 قطعة أثرية من أصل 1089 وإتلاف الباقى
دائمًا وأبدًا، تجد المخربين أعداء الوطن، أول ما يهدفون إليه تدمير الدولة حتى وإن كانوا من أبنائها،
يسرعون لهدم حضارتها، دون أدنى وازعٍ منهم، وحرص على حفظ ذاكرة وهوية وتاريخ هذا البلد العريق،
هذا ما تجسد بالفعل، بعدما تعرض متحف ملوى بالمنيا الذى قام أنصار الإخوان بسرقة 1050 قطعة أثرية
من أصل 1089 قطعة أثرية، بالإضافة لقيامهم بتحطيم وإتلاف ما تبقى من القطع مثل التوابيت والمومياوات.
ومتحف "ملوى" بالمنيا الذى يرجع تاريخ إنشائه لعام 1963م، وتعد منطقة ملوى بالمنيا
إحدى المناطق الأثرية المهمة فى مصر، فهذه المنطقة كانت مسرحًا للحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية؛
ففى منطقتى الأشمونين وتونا الجبل ترك آباؤنا وأجدادنا آثارًا باقية على مر العصور؛ واعتزازًا بالماضى
وأمجاده وحفاظًا على هذا التراث الخالد، افتتح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متحف آثار ملوى الإقليمى
فى 23 يوليو 1963م؛ وتم اختيار مكان ممتاز للمتحف، حيث يقع على ناصية شارعى الجلاء والعرفانى،
ويقرب من طريق مصر أسوان الرئيسى بمسافة 200 متر.
ويتكون المتحف من طابقين على مساحة حوالى 600 متر مربع، ومقسم من الداخل إلى أربع قاعات،
لعرض مقتنيات الآثار المستخرجة من مناطق تونا الجبل والأشمونين ومير، وتل العمارنة،
فأصبح مرآة صادقة تعكس صورة ما كانت عليه هذه المنطقة فى عصور
الدولة المصرية القديمة، والقبطية، واليونانية والرومانية.
ومن أهم آثار المتحف ناتج حفائر الدكتور سامى جبره فى منطقة تونا الجبل خلال مواسم الثلاثينات والأربعينيات،
مجموعة المومياوات لقردة ولطيور أبى منجل وهما رمزى الإله "جحوتى" سيد "الأشمونين"،
ومجموعة كبيرة من التماثيل البرونزية لرمزى نفس الإله، وكذلك توابيت حجرية وخشبية وفخارية للقرد
وللطائر أبو منجل؛ كما يضم المتحف مجموعة من التوابيت الآدمية خشبية وحجرية،
ومجموعة من الأقنعة من العصرين اليونانى والرومانى، ومجموعة من الأوانى الكانوبية، وبرديات بالخط الديموطيقى.
هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأوانى الفخارية من عصور مختلفة،
وتماثيل لأفراد من عصور مختلفة أيضاً، وعملات يونانية ورومانية، ونصوص يونانية على لوحاتٍ حجريةٍ
وعلى كتانٍ، وبعض أدوات الزينة، وأدوات الحياة اليومية.
ذلك المتحف الشاهد على حقبة مهمة من تاريخ مصر، تعرض للنهب والتخريب، فى أحداث أمس،
نظرًا لوجوده بجوار الوحدة المحلية لمدينة ملوى، ومواجهته لنقطة الشرطة بالمدينة أدى إلى اعتصام
بعض المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، داخل حديقة المتحف، وقيام البعض منهم بكسر بوابته الداخلية
وتخريب محتوياته وسرقة بعضها، بالإضافة إلى سرقة محتويات المكاتب الإدارية بالمتحف وإتلاف كاميرات المراقبة،
وذلك بعد الاعتداء على أفراد الحراسة المكلفة بتأمين المتحف.
البداية وقعت بقيام مجموعة من الإخوان المسلمين باقتحام متحف آثار ملوى بالمنيا، واستولوا على العديد
من القطع الأثرية القيمة الموجودة بداخل المتحف، واعتدوا على أفراد الحراسة المكلفة بحماية المتحف،
واستولوا على الأسلحة التى كانت بحوزة أفراد الأمن، وتمكنوا من المتحف تمامًا وخربوا العديد من
قاعات العرض المتحفى، واستولوا على مقتنياتها، ثم تجمعوا بداخل حديقة المتحف القريبة من قسم الشرطة.
وقال الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين
قاموا بإطلاق النار على أحد موظفى متحف ملوى بمحافظة المنيا،
أثناء محاولته دخوله مقر المتحف صباح اليوم الخميس.
وقال "أمين" إن الموظف كان يحاول الدخول مع اللجنة الأثرية التى شكلها الوزير لجرد مقتنيات المتحف،
وأثناء دخوله حاول أنصار الإخوان داخل حديقة المتحف منعه من الدخول، لكنه أصر فحدثت اشتباكات،
فقام أحدهم بإطلاق الرصاص الحى عليه، ومات على الفور.
وقال "أمين" إنه تمت سرقة ألف وخمسين قطعة أثرية من مقتنيات متحف ملوى بالمنيا
الذى يضم ألف تسعة وثمانين قطعة أثرية، موضحًا أن ما تبقى من القطع عبارة عن توابيت
ومومياوات قام المعتدون على المتحف بتحطيمها وإتلافها.
وأضاف "أمين" أن هذه الأعداد وردت له وفقًا للتقرير المبدئى الذى ورد إليه من اللجنة التى شكلها
وزير الآثار لجرد مقتنيات المتحف، والذى تعرض للسرقة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها
أمس الأربعاء، وقاموا بسرقة المتحف وضرب الحرس وسرقة سلاحهم وعسكرتهم فى حديقة المتحف.
وأضاف "أمين" أن أنصار الجماعة انصرفوا صباح اليوم الخميس من حديقة المتحف، بعد أن دمروه بالكامل،
وسرقوا كافة مقتنياته، ودمروا ما تبقى بعد أن ظلوا طوال الليل يرعون أى فرد يحاول الاقتراب من المتحف،
موضحًا أنهم أيضا قاموا بتكسير كاميرات المراقبة بالمتحف حتى لا يتركوا خلفهم أى دليل.