شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: الشفافية من مبارك إلى الإخوان الجمعة مايو 24, 2013 4:22 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 24/5/2013 خالد جــــــاد من بين أبرز الانتقادات التى كانت توجه إلى نظام مبارك، غياب الشفافية، عدم معرفة القوى السياسية المختلفة والرأى العام بما يجرى داخليا وخارجيا. كانت الشفافية غائبة تماما فى عهد مبارك، كان الغموض سيد الموقف، كان النظام سعيدا بخداع الرأى العام، بل وكان يفاخر بعناده، كان مبارك يقول «معايا دكتوراه فى العند»، كان يحجب كل المعلومات عن الشعب، لم يكن الشعب يعلم أى شىء عن كل ما يجرى فى الدولة، كان مبارك يتحرك داخليا، يتخذ قرارات، يغير مسؤولين، ووزراء دون أن يعلم أحد سبب التغيير، لماذا رحل مَن رحل وجاء مَن جاء، لم يكن الشعب المصرى يعلم متى سيتخذ مبارك قراراته ولماذا اتخذ مثل هذه القرارت. وكان مبارك سعيدا بحيرة الشعب وحجب المعلومات عنه، سمع الشعب كثيرا عن نية مبارك فى توريث السلطة لنجله الأصغر جمال، وترك مبارك الشعب فى حيرة من أمره، فلا هو كذَّب ما يثار ولا أكده، بل إن الشعب المصرى لم يكن يعلم أى شىء عن صحة مبارك حتى بعد أن سقط فى مجلس الشعب، لم يدر الشعب شيئا عن العملية الجراحية التى أجراها مبارك فى ألمانيا. قام الشعب المصرى بثورة حضارية ضد نظام سلطوى فاسد، وكان الأمل يحدوهم فى بناء نظام سياسى ديمقراطى، ينهض على أسس من المواطنة، الحرية، المساواة وحقوق الإنسان، نظام سياسى لدولة القانون، نظام سياسى ديمقراطى من أسسه وسماته الشفافية والمحاسبة، الشفافية بأن تكون هناك حرية لتدفق المعلومات، أن يعرف الشعب ما يجرى على أرض بلاده، والمحاسبة من خلال إرساء أسس دولة القانون التى تحاسب المسؤولين عما يرتكبونه من مخالفات. فالمسؤول فى الدولة على أى مستوى من مستويات هو موظف عام يحصل على مرتبه من أموال دافعى الضرائب، فالموظف العام وصولا إلى رئيس الدولة هو موظف يعمل بإرادة الشعب ويحصل على راتبه من أموال دافعى الضرائب، هو ليس سيد الشعب، بل خادم لدى الشعب، ومن ثم فإن عمله هذا يتطلب منه أن يكون أمينا مع الشعب، وإذا لم يكن كذلك فمن حق الشعب تغييره حتى خلال مدة تكليفه، فالشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات، من حقه منح التفويض ومن حقه أيضا سحب التفويض فى أى وقت من خلال آليات دستورية وقانونية، وإذا ارتكب المسؤول مخالفات دستورية وقانونية وجبت محاسبته ومحاكمته عما ارتكب من مخالفات. ما حدث عمليا هو أن المصريين وفى خضم احتفالاتهم بإسقاط نظام سلطوى فاسد، قام العسكر مع الإخوان بإبرام صفقة أفضت إلى إعادة إنتاج النظام القديم بوجوه جديدة، خطاب جديد وشعارات جديدة، لكن السياسات استمرت كما هى، وبدأت عملية إعادة إنتاج الديكتاتور الذى يعتقد أن الشعب يعمل لديه لا العكس، يظن أنه سيد الشعب، لا موظف عام فى الدولة يحصل على راتبه من أموال دافعى الضرائب. نظرة فاحصة إلى ما تقوم به الجماعة ومندوبها قاطن قصور الرئاسة تقول لنا إن شيئا ما لم يتغير فى بر مصر، سقط نظام ديكتاتورى فاسد كان يرفع شعارات مدنية ليبرالية، وحل محله آخر لا يقل سلطوية وفسادا، يرفع شعارات دينية ويغالى فى الحديث عن الدين. لا يعلم أحد من المصريين ما يجرى على أرض بلاده فى زمن الإخوان، مَن يأتى إلى مصر ومَن يغادر، مَن خرج من السجون بعفو رئاسى ولماذا خرج، ما العلاقة بين الرئاسة ومكتب الإرشاد، ماذا حدث فى قضية قتل الجنود المصريين الستة عشر فى أغسطس الماضى، وماذا حدث فى قصة اختطاف الجنود السبعة فى مايو الجارى، مَن اختطفهم؟ مَن تواصل معهم؟ وما طبيعة العلاقة بين الرئاسة والجيش، وأخيرا مكونات الصفقة التى تم بموجبها الإفراج عن جنود؟ لا أحد يعلم ما يجرى فى مؤسسات الدولة المصرية ولا عملية التمكين المتواصلة فى مفاصل الدولة. قام المصريون بثورة ضد نظام استبدادى فاسد وكان أملهم بناء نظام ديمقراطى ينهض على أسس من المواطنة والمساواة، المحاسبة والشفافية، فكان قدرهم الوقوع فى براثن جماعة استبدادية أعادت إنتاج نظام مبارك بصورة أكثر وحشية وفسادا، وهو ما دفع الشباب المصرى إلى استئناف ثورته من جديد، وما حركة «تمرد» إلا فكرة شبابية ثورية على طريق تصحيح الخطأ. | |
|