شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: للتاريــخ: ثروت الخرباوى يكتب: مبارك والإخوان إيد واحدة . الخميس أبريل 18, 2013 3:09 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 16/4/2013 بديع قال ذات يوم: «مبارك أبو المصريين ونحن من أبنائه ونتمنى أن نجلس معه» زنزانة الشاطر كانت مثل فندق فخم بها سخان وتكييف وتليفزيون وطبق لاستقبال القنوات الفضائية الإخوان كوَّنوا ثرواتهم الضخمة وأداروا النقابات ودخلوا البرلمان فى عهد مبارك كمال الشاذلى طلب من الإخوان تنظيم فاعلية كبرى فى نقابة المحامين اعتراضا على مذبحة الحرم الإبراهيمى.. وسيارات رئاسة الجمهورية نقلت قياداتهم إلى النقابة مبارك منح الضوء الأخضر للإخوان حتى إن سوزان مبارك زارت شركات الشاطر ومالك ونزلت الصور فى الصحف مما يدل على عمق العلاقة هل كان الإخوان يعارضون مبارك حقا؟ وهل كان مبارك يضطهد الإخوان فعلا؟ إذا كان ذلك كذلك فلماذا دخل الفريق المضطهَد إلى برلمانات عهد مبارك؟ ولماذا تكونت ثرواتهم الضخمة التى تفوق الخيال فى عهد مبارك القاسى الشرير الذى يبغض الجماعة؟ لكى نعرف لماذا فيجب أن نعرف كيف. أما الكيف فكان من بداية حكم مبارك. كان الرجل فى عهده الأول يسمع كلام المستشارين الحاذقين، فأطلق سراح المعتقلين واستقبلهم فى قصر الرئاسة، ثم مد يده للإخوان كى يكونوا معه، يساعدوه ويشدوا من أزره، والرئيس الجديد يرغب فى اكتساب شعبية كبيرة بعد أن ظهر للناس فى أثناء فترة وجوده نائبًا للسادات أنه محدود القدرات ضعيف التأثير، فظن الإخوان أنه غنيمة فوقفوا معه وساعدوه فى مواجهة تنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية، وما كان ليستطيع مواجهة هؤلاء بغير هؤلاء، فلا يفل الحديد إلا الحديد. وظلت العلاقة بينهما فى السنوات العشر الأولى كالسمن على العسل، حتى إن الإخوان ذهبوا فى مجلس الشعب عام 1987 مع كبيرهم البرلمانى مأمون الهضيبى ليبايعوا مبارك على ولاية ثانية، وقتها قال الهضيبى لمبارك وهو يبايعه: وجدناك شريفا وأمينا ووطنيا فبايعناك، وكانت اللقاءات الإخوانية مع النظام المباركى مستمرة بلا انقطاع ، فى هذه الفترة كانت اللقاءات المتعددة بين زكريا عزمى وقيادات الإخوان فى قصر عابدين والتى كان يتم الاتفاق فيها على ما يبهج خاطر مبارك ورجاله، حتى إنه التقى فى قصر القبة بصديقى الأستاذ مختار نوح الذى كان موفدا له من قِبل المرشد، ودار بينهما حوار أرجو من مختار أن يذكره ذات يوم، ولكن عليه أن يذكر من الذى فضح هذا اللقاء ونشر خبره فى مجلة كويتية تابعة للإخوان، فالتاريخ لن يرحمنا إن أخفينا حقائقه. وكانت مكافآت مبارك للإخوان ليس لها حصر، فقد سمح لهم، تحت سياسة الضوء الأخضر، بالدخول إلى البرلمان، والكتابة فى الصحف، واعتلاء المنابر، ودخول النقابات المهنية لأول مرة فى تاريخ الجماعة، وترك لهم حرية التحالف مع «الوفد» تارة، ومع حزبى العمل والأحرار تارة أخرى، وحدِّث ولا حرج عن زيارة سوزان مبارك لشركات خيرت الشاطر وحسن مالك وقيامهما بالتصوير معها، لتنشر الصحف صورها فى أثناء الزيارة بما يؤكد حميمية العلاقات، وترتفع بذلك ميزانيات شركات الإخوان إلى حد لم يصلوا إليه من قبل فى أى عصر. وفى عهد مبارك الذى اضطهدهم وشتت شملهم وسجنهم، أصبح محمد مرسى أستاذا فى الجامعة التى أرادها، ثم أصبح رئيسا لأحد الأقسام فيها، وأصبح محمد بديع وكيلا لكلية الطب البيطرى، وخيرت الشاطر عضوا بمجلس إدارة بنك المهندس، ومحتكرا لمعارض السلع المعمرة بالنقابات المهنية، وحصل حسن مالك على التوكيلات التجارية التى يطيب قلبه بها. وفى ظل حكم مبارك الذى يضطهد الإخوان نجح طلاب الجماعة فى انتخابات اتحادات الطلبة، ونجح الإخوان فى انتخابات مجلس إدارة نادى الشمس، وسيطروا على نوادى أعضاء هيئات التدريس دون ممانعة أو اعتراض من نظام مبارك، بل إننى أذكر أنه فى فبراير من عام 1994عند مذبحة الحرم الإبراهيمى بالقدس، التى اغتال فيها يهودى متعصب ومجرم مجموعة كبيرة من المصلين بالحرم وقت صلاة الفجر، وقتها اتصل كمال الشاذلى بالمستشار مأمون الهضيبى الذى كان وقتها متحدثا رسميا عن الإخوان، وطلب منه أن يقيم الإخوان فاعلية كبيرة رافضة لهذا الفعل الإجرامى ، وأخبره أن الدولة ستعطيه كل إمكانياتها من أجل نجاح هذا العمل، وفى ذات الوقت اتصل الشاذلى بأحمد الخواجة نقيب المحامين، وطلب منه أن يساعد الإخوان فى هذا العمل، وبالفعل تم تشكيل لجنة من أجل إقامة مؤتمر كبير فى نقابة المحامين يشجب هذه المذبحة، وقد كنت وقتها أحد أعضاء هذه اللجنة، وتم عقد المؤتمر الذى حشد له الإخوان أعدادا كبيرة فاقت احتمال نقابة المحامين، حتى إننا وضعنا خارج النقابة شاشات ضخمة ليرى الجمهور الذى اكتظت به النقابة كلمات الخطباء، وكان من الحاضرين وقتها وجدى غنيم، ومأمون الهضيبى، ومصطفى مشهور، وأحمد الملط «نائب المرشد وقتئذ» والداعية عمر عبد الكافى، والمهندس إبراهيم شكرى، فضلا عن أحمد الخواجة، وكان مختار نوح هو الذى يقدم الكلمات، وأذكر أن سيارة مرسيدس سوداء كبيرة خاصة برئاسة الجمهورية هى التى أوصلت مصطفى مشهور وأحمد الملط ووجدى غنيم من مقر الجماعة بشارع سوق التوفيقية إلى مقر نقابة المحامين بشارع عبد الخالق ثروت. وفى أحداث مقتل المحامى عبد الحارث مدنى بيد أمن الدولة فى أثناء تعذيبه، أراد المحامون الخروج فى مظاهرة للتعبير عن غضبهم من هذه الجريمة البشعة، إلا أن مأمون الهضيبى اتصل بمختار نوح وأخبره أن لا يشارك المحامون الإخوان فى هذه المظاهرات، لأنه اتفق على ذلك مع رئيس جهاز أمن الدولة، ولكننا خرجنا رغم هذا القرار، فتم القبض على مختار نوح ومجموعة من المحامين من كل التوجهات، كعقاب لهم على هذه المظاهرة ، وعندما تكلمت أنا وبعض الإخوان مع مأمون الهضيبى كى يأمر باقى الإخوان بتنظيم مظاهرات احتجاجية على اعتقال مختار وأصحابه رفض الهضيبى، وقال بالحرف الواحد: «هذه شَدَّة أُذُن وسيخرجون بعد شهرين». وخرجوا بالفعل بعد شهرين! وكأنه كان هناك اتفاق على ذلك! ورغم هذا التنسيق فإنه كان هناك بعض المنغصات، إذ عندما سيطر مصطفى مشهور على التنظيم فى السنوات الأخيرة للمرشد حامد أبو النصر أغضب هذا مبارك، فقد كان لمشهور تاريخ إجرامى إرهابى، فقام النظام عام 1992 بشد أذن الإخوان شدًّا خفيفًا حينما تم حبس خيرت الشاطر وحسن مالك عدة أشهر على ذمة قضية «سلسبيل» التى كشفت مصائب كانت الجماعة تخفيها، إلا أن الإخوان لم يستوعبوا الرسالة فتم القبض على مجموعة كبيرة منهم عامى 1995، 1996، وإحالتهم للمحاكمة العسكرية، وأخذت العلاقة بين الطرفين طريقا وعرا، ومع ذلك ظل الإخوان يحاولون التقرب من مبارك بشتى الطرق، ولكن الرجل جعل لهم أُذُنًا من طين وأخرى من عجين، والمدهش أنه كان يستعملهم فى الوقت الذى يريده هو، وبالطريقة التى يريدها. ولأن الإخوان إذا شبعوا اطمأنوا، وإذا جاعوا أنّوا فقد عاشوا مع مبارك فى فترة المرشد مصطفى مشهور بين الجوع والشبع، الاطمئنان والأنين، يكتب المرشد مصطفى مشهور مقالة فى جريدة «الشعب» عام 2000 يحيِّى فيها «موقف مبارك الوطنى» من ضرب محطة الكهرباء بلبنان، فيرسل له مبارك زكريا عزمى مبعوثا ليطلب منه دخول الإخوان الانتخابات البرلمانية، وأنه سيسمح لهم بنجاح عدد معقول فيها، على أن ينسوا قضية النقابات المهنية التى كان متهما فيها المرشد الحالى محمد بديع، ويأتى المرشد مأمون الهضيبى الذى لم يلبث فى الإرشادية كثيرا ويأتى من بعده المرشد مهدى عاكف، الذى تم الاتفاق معه على صفقة عام 2005، وقد كان المتفاوضون فى هذه الصفقة من الإخوان محمد مرسى وخيرت الشاطر، وكان المفاوضون من الحكومة أحمد عز ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة، وهى الصفقة التى أسفرت عن صدور بيان من الجماعة تدعو فيه الجماهير إلى عدم مقاطعة انتخابات الرئاسة حتى يكون المسلم إيجابيا! بعد أن كانت قد أعلنت قبلها بأسبوع أنها ستقاطع الانتخابات الرئاسية وأنها تقاوم النظام بالسلبية !! وكان أنْ دخل الإخوان بعد ذلك إلى عضوية البرلمان فرادى وجماعات، ووصل عددهم بهذا المجلس إلى رقم لم يصلوا إلى مثله من قبل. ولتأكيد روابط المحبة قام الإخوان عام 2003 وقت غزو أمريكا للعراق بتنظيم يوم من أيام المحبة مع مبارك، حيث عقد الحزب الوطنى بشكل علنى اتفاقا مع الإخوان على مؤتمر كبير فى استاد القاهرة، وتفاخر الإخوان أمام الحزب الوطنى بأن الجمهور كان فى معظمه إخوانيا، وخطبت قيادات «الوطنى» ومعها قيادات الإخوان وجماهير الاثنين تهلل بالتكبير. ولأن بعض من تعودوا على ذرف الدموع على الأطلال يقولون: وأين أنت من قيام مبارك بسجن الإخوان وتقديمهم للمحاكم العسكرية؟ فلهؤلاء أقول إن أصحاب الصوت العالى يظنون أن أصواتهم ستخلد وستتحول إلى حقائق، وهى ليست كذلك، فالذين تعرضوا للاضطهاد الأكبر بحق أو غير حق هم الجماعات الجهادية، والجماعة الإسلامية، إذ صدرت ضدهم أحكام بالإعدام والسجن مدى الحياة واعتقالات بغير حق، ظلوا تحت وطأتها طوال حكم مبارك، أما الإخوان الذين يصل عددهم إلى خمسمئة ألف لم يُحَلْ منهم إلى المحاكم العسكرية إلا مئة وخمسون شخصا فقط! ولم يتم اعتقال إلا خمسة آلاف على فترات قصيرة، أقصاها ستة أشهر، وكانت تتم أيام الانتخابات وباتفاق مع النظام، بحيث أن هذه الاعتقالات والمحاكم العسكرية كانت تتجنب المرشد ونائبه، كما أن قوى اليسار كانت أيضا تعتقل وتدبر لها القضايا. ولكن الفارق هو أنهم لم يتاجروا بحبسهم، كما أنهم كانوا، أى اليسار، يحبسون من أجل قضايا وطنية، ولكن لماذا كان يتم حبس الإخوان؟ الإجابة بوضوح وقد كنت محاميا لهم: هى من أجل قضايا التنظيم، لا الوطن. والذى شاهدته بنفسى، تلك السجون التى كان ينزل الإخوان فيها، وأشهرها سجن ملحق مزرعة طرة الذى كان بمثابة فندق فخم، فهذا الملحق كان عبارة عن فيلا كبيرة، وقد وافق مبارك على أن ينشئ فيها خيرت الشاطر، بعد أن تم حبسه فى قضية عام 1995 كل وسائل الترفيه من سخانات بالحمامات وأجهزة تكييف متنقلة، وتليفزيونات، وفى السنوات الأخيرة وضع الأخ خيرت فى سجنه الأطباق اللاقطة «الدِّش» وأدخل أجهزة الريسيفر والديكودر، ليستمتع الإخوان بمشاهدة المحطات الفضائية. المرشد بديع هو الآخر ظل على سياسة الغَزَل العفيف لمبارك حتى قبيل الثورة، فكلنا يذكر يوم أن قال المرشد «مبارك أبو المصريين ونحن من أبنائه ونتمنى أن نجلس معه» وقوله إن الإخوان يريدون من مبارك أن يسمع منهم، لا عنهم، ونفس القول صدر من قيادات إخوانية عديدة، منهم من مات ومنهم من ينتظر نحبه، وكان منهم عبد الحميد الغزالى، والمستشار على جريشة، ولا أظن أن أحدا نسى قول قيادات الجماعة إنهم يوافقون على توريث الحكم لجمال بشرط أن يكون عبر انتخابات! وكأنه كان سيتم تعيينه! ومن غرائب الإخوان مع مبارك أنه فى الوقت الذى لم يسمح بدخول أبنائهم للمناصب المهمة أو فى النيابة العامة أو الإدارية أو مجلس الدولة، فإننا نجد مثلا أن أبناء محمد طوسون وكيل مجلس الشورى دخلوا، فى عهد مبارك الذى يضطهدهم، إلى النيابة العامة والإدارية! وبعد الثورة مباشرة وقبل تنحى مبارك جلس محمد مرسى والكتاتنى مع عمر سليمان من أجل الاتفاق على التخطيط معًا على مد عمر حكم مبارك إلى شهر سبتمبر، ووافق الإخوان، وخرجوا إلى الفضائيات يحبذون ذلك، ويتحدثون عن أجندة خارجية، ولكن المد الثورى كان أكبر منهم جميعا، وذهبت دولة مبارك كما تذهب كل الدول ، وجاءت دولة الإخوان، فإذا بهم يقولون إنهم كانوا ضد مبارك وإنه كان يضطهدهم، و«الحقيقة أن مبارك والإخوان إيد واحدة». | |
|