شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: عن سيناء كميدان لاستعراض القوة بين العسكر والإخوان .. الأربعاء مايو 29, 2013 3:49 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 29/5/2013 مسعد أبو فجر وانتهت مشكلة اختطاف الجنود بالتفاوض.. كان هذا واضحا منذ البداية، لمن فكر فى سياق الأحداث فى سيناء وربطها بطبيعة النظام فى القاهرة.. نشأ نظام القاهرة من تحالف بين الفاشيتين، الدينية والعسكرية. وعُمِدّ هذا التحالف بالدستور الذى استفتى عليه شعب مصر فى ديسمبر اللى فات.. للتذكير والذكرى، تجاوز التصويت بـ«نعم» نسبة الـ٦٠٪ من إجمالى أصوات المصوتين. كان ذلك التصويت لحظة فارقة فى تاريخ المحروسة، «ربما» يتوقف فى محطتها باص التاريخ المصرى طويلا. وربما يغير الكاوتش ويفتح الكبوت لتبريد الماكينات كمان.. هى لحظة تحالف بين رأسين بعقيدتين مختلفتين «تشبه تحالف الاتحاد السوفييتى مع الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الثانية».. الرأس الأول «إخوان» كرس خطابه لاستعادة الأستانة بثقافتها وملامحها ورمزيتها.. بينما الرأس الثانى «العسكر» هم اللى وقفوا غزاة على أبواب «تلك» الأستانة.. والطبيعى أن نظاما بهذا التناقض، لن ينتج ما يتشوف له الناس، العيش والأمن «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».. وهو نظام لا ينتج عنه غير ارتباكات متوالية. كلا الطرفين «إخوان على عسكر» حريص على إبقاء الحلف، إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.. وأمر الله المفعول، فى حالتنا، أن يقوم واحد منهما بالتهام الآخر.. «حسب فهمى، إخوان هو اللى سيلتهم العسكر فى آخر الشوط».. لكن كلا الطرفين يعرف أن سياق المعركة، سياق نقاط وليست سياق ضربة قاضية. وفى السياق، يتم استخدام أطراف خارجية للرد، على ضربات الأكتاف المتوالية، التى يوجهها كل حليف للآخر. العسكر يستخدمون أجهزة الدولة «الأزهر والقضاء والكنيسة.. إلخ» كذلك التظاهرات لرد غارات إخوان المتوالية على ثكناتهم.. أيضا توصيل رسائل للخارج، إخوان غير قادر على جلب الاستقرار والأمن.. أما إخوان الذى خبر جبن العسكر؛ فيرد باستخدام أطراف أخرى لتهديد العسكر وإرهابهم وتخويفهم.. استخدم إخوان هذا التكتيك «تكتيك الإرهاب» مع الجنرالين طنطاوى وعنان ونجح التكتيك معهما تماما.. فواصل إرهابه وتخويفه لهما، حتى أودى بالاثنين ، إلى المعاشات، حيث قلق ما قبل اللقاء بالملاك عزرائيل. هذا مناخ يغرى راديكاليين من الحلفاء بالانقضاض قُدما.. «غالبا يكون الانقضاض لفرض دخول الحرب على الحلفاء».. يفعلها الراديكاليون، من الفلول، وفى وهمهم أنهم سيدفعون الجيش لحسم الحرب مع إخوان. كما يفعلها الراديكاليون الدينيون، وفى وهمهم أنهم سيدفعون باقى الجماعات لحسم الحرب مع الجيش.. فى هذا السياق «من وجهة نظرى» جاء اختطاف الجنود.. لكن المختطفين لقوا حالهم محاصرين.. الحلفاء تركوهم، بعد أن حسبوها: المختطفين يجروننا إلى معركة لم يحن موعدها بعد «..».. القبائل لا تستطيع أن تنحاز إلى طرف، هى غير متأكدة من قدرته على حسم المعركة وجلب الانتصار.. والقبائل قد لا تنصر حليفا، لكنها قادرة على هزيمة عدو.. «كان دخولها فى المعركة إلى جانب الجيش المصرى عنصرا حاسما فى انتصاره فى معارك رمضان أكتوبر سنة ٧٣.. بس يا ابن الحلال، دولة أكتوبر كانت دولة تستحق التضحية من أجلها.. والعدو الإسرائيلى، عدو دين ودنيا، يستحق طلب الشهادة فى مواجهته.. أما اليوم فلا أحد يستحق دخول معركة مع دجاجة عشان خاطره». وتحت وطأة الحصار، لقى المختطفون حالهم تحت ضغط شديد، كان من نتيجته أن اختلفوا، بعد قيام مجموعة منهم بتصوير كليب للجنود وهم مربوطو الأعين وأيديهم مقيدة فوق رؤوسهم وتحميله على الإنترنت.. مجموعة أخرى من المختطفين، رأت فى الكليب ما يخالف معاملة الأسرى فى الإسلام.. «خلاف مثل هذا كان ممكن يمر، بقليل من الخسائر، لو أن المعركة سارت فى سياقها الطبيعى، كما تخيله المختطفون». أما الجيش فقد أرادها ميدانا يقول للإخوان من خلاله، السيطرة فى سيناء لى.. ولى وحدى لا شريك لى تحت سماء الله.. لذا ترك إخوان يتفاوضون «كل من له دراية قليلة بطبيعة المسارح فى سيناء، يعلم بأن إخوان لا يقدرون على تطليع دجاجة من خُمها فى سيناء؛ فما بالك بفك جنود.. وسيبك من حكاية الانتخابات والاستفتاءات، تلك تتم فى مناطق لينة، خطاب إخوان يلامس ضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس.. الأماكن القاسية ليس لها شأن بالانتخابات ولا تعتنى بها».. والنتيجة: انتظر الجيش محاولات إخوان، حتى نصف ظهيرة اليوم الأخير ثم حط قدرته كلها فى التفاوض. فأنجز فى المهمة، التى كانت كل طرقها، تفضى فى الأخير إلى الإفراج عن الجنود، فقط مقابل حفظ ماء وجه المختطفين وصيانة كبريائهم المتأجج بحيازتهم لحقائق مطلقة.. «هذه القراءة هى اللى خلتنى فى أكثر من برنامج تليفزيونى أعمل على محاولة طمأنة الناس وأهالى المختطفين بأنه سيتم الإفراج عن أبنائهم». | |
|