08.19.2013
هل تفهم قيادة الإخوان، أو ما بقى منها، حقيقة الضعف وفقدان الشعبية الذى تعانى منه الجماعة الآن؟
هل وصلت الرسالة الحقيقية إلى هذه القيادة أم هى لا تبالى برد الفعل الشعبى المحلى،
وتراهن على الاستقواء بالأنصار والأصدقاء فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية؟
الدرس الذى علمنا إياه التاريخ، وهو خير معلم، أن معيار القوة الحقيقى لأى نظام هو قوة الشارع
والرأى العام المحلى، وأن أى نظام اعتمد على قوى من خارج حدود وطنه
أكثر مما راهن على جماهير شعبه خسر حكمه.
وعلينا أيضاً أن ندرك أن الدرس التاريخى الذى لا بد من إدراكه أن أى حاكم منذ عهد
«نيرون» الأول قيصر روما يعتمد مبدأ «إما أن أحكمكم أو أحرقكم»
انتهى نهاية تراجيدية والتهمته نيران جنونه وخيلائه!
أهمية التاريخ ليست أن نحفظه فى كتب ومجلدات وندرس بعضاً منه فى المدارس والجامعات،
ولكن أن نفهمه جيداً ونستخلص منه العبر والدروس.
ويصعب على عقلى أى يصدق أن هناك قيادياً إخوانياً قد قرأ التاريخ وفهم جيداً
أنك لا تستطيع أن تحكم شعباً غصباً عنه أو بأسلوب السمع والطاعة.
الحكم الرشيد هو الذى يحقق الاستقرار، والاستقرار يأتى من الرضا، والرضا يأتى من الشعور بالعدل،
والعدل مبعثه المساواة فى الحقوق والواجبات، والمساواة تحتاج إلى حاكم على مسافة واحدة من كل المحكومين
ولا يمكن اعتباره حاكماً يعبر عن جماعة أو فصيل وحده دون سواه،
نحن كنا ومازلنا نبحث عن رئيس لكل المصريين.
فى عهد الفراعنة كان «الحاكم الإله» هو مركز السلطة والقوة والثروة،
وفى عهد الملكية كانت الأسرة العلوية منذ عام 1805 هى بؤرة الاهتمام،
وفى عهد الرئيس عبدالناصر كان الفقراء وحدهم هم طبقته الرئيسية،
وفى عهد السادات كانت الطبقة فوق المتوسطة الناشئة هى نصيرة النظام،
وفى عهد مبارك كان الرهان على طبقة رجال الأعمال.
وفى عهد المجلس العسكرى كانت الغلبة للمؤسسة العسكرية،
وفى عهد الدكتور مرسى كانت جماعة الإخوان محور الاهتمام والرعاية.
نحن بحاجة إلى نظام ينشغل بشئون كل المصريين صغيرهم وكبيرهم، فقرائهم وأغنيائهم،
أهل العاصمة وأهل المحافظات، أهل بحرى وأهل الصعيد على حد سواء، الدينى منهم والعلمانى،
المسلم والقبطى، المدنى والعسكرى، كل هؤلاء سواسية لا نفرق بينهم ولا نميز بينهم
إلا بقدر خدمتهم وتفانيهم فى حب الوطن.
هل البحث عن نظام لكل المصريين هو حلم مستحيل؟