06.29.2013
فى حديث للإذاعة الجزائرية، أجاب المسلمانى على السؤال التالى:
لا أعرف لماذا يروج التيار الدينى أننا نشهد حكم الإسلام وأن المعارضة تسعى لإعادة النظام العلمانى..
هل كان مبارك فعلاً علمانياً؟ إجابتى فى كلمة واحدة:لا.. وهذه بعض الأسباب:
1. النظم العلمانية تمنع أى دعم مالى للمؤسسات الدينية من الموازنة العامة للدولة..
وفى عهد مبارك زادت ميزانية الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وبنود أخرى عديدة..
وكلها تموّل بالكامل من الموازنة العامة للدولة. كما انتشرت المعاهد الأزهرية الابتدائية والإعدادية والثانوية
على نحو غير مسبوق فى مجمل التاريخ المصرى.
2. فى عهد مبارك زادت ميزانية إذاعة القرآن الكريم وزادت البرامج الدينية فى التليفزيون الرسمى..
وكان برنامج "البيت بيتك" الحكومى الشهير يخصص يوم الأربعاء وأحياناً يوماً آخر للمشايخ والدعاة.
3. وفى عهد مبارك تأسست القنوات الدينية الخاصة، وفى عهده انطلقت واشتهرت قناة الناس.
4. فى عهد مبارك لم يقع أى تضييق على الحركة السلفية وكانت الشرطة تحى كبار الدعاة السلفيين
فى أكبر مساجد القاهرة والإسكندرية والمحافظات. وأما التضييق على الإخوان المسلمين فقد كان لأسباب سياسية..
وقد عانى منه رموز منافسى مبارك على وجه العموم مثل المشير أبوغزالة
وعمرو موسى وكمال الجنزورى وأحمد زويل ومحمد البرادعى.
ورغم أن التضييق على الإخوان كان شديداً وعانى عدد من رموزهم ظلم السجون والمعتقلات
إلا أن نظام مبارك ترك للرأسمالية الإخوانية حرية الحركة والصعود.. ويدل على ذلك أن أبرز
مليارديرات الإخوان الآن تشكلت معظم ثرواتهم فى عهد مبارك الذى امتد ثلاثين عاماً.
5. كان الظهور الدينى لمبارك كثيفاً ومنتظماً.. من صوره الشهيرة وهو يؤدى مناسك العمرة
أو يدخل من باب الكعبة.. أو وهو يصلى الجمعة الأخيرة من رمضان والعيدين أو وهو يخطب
فى ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وليلة القدر وفى رأس السنة الهجرية..
أو صور مبارك وهو يسلم جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم.
6. فى عهد مبارك تأسست وحدة مكافحة التبشير فى جهاز أمن الدولة، وتم اعتقال الشيعة والبهائيين..
وفى عهده تم التفريق بين الدكتور نصر حامد أبوزيد وزوجته ثم طرده خارج البلاد، كما تم طرد أستاذ
الحديث فى جامعة الأزهر أحمد صبحى منصور ضمن مكافحة "جماعة منكرى السنة"..
وكان مبارك على صلة قوية بعدد من كبار مشايخ مصر والسعودية.
7. إن الكارثة فى عهد مبارك.. ليست كما يقول أصحاب الهوى الآن من أن نظام مبارك كان علمانياً..
بل كانت أن نظام مبارك كان جاهلاً وفاسداً.. ولم تكن أوهام العلمانية سبباً فى قيام الثورة
التى انطلقت لأسباب سياسية وحضارية.. وقام بها جيل ينتمى إلى العصر والعالم.
8. إن التدين الشكلى فى نظام مبارك هو نفسه التدين الشكلى فى نظام مرسى..
وكلا النظامين هدفهما الأساسى السلطة..
وفى كلتا التجربتين زادت مظاهر الدين وتراجعت فضائل الأخلاق.