08.18.2013
خالد كساب
خلاص.. لم يعد هناك مجال للجدل حول ما إذا كان تنظيم الإخوان تنظيم إرهابى من عدمه..
يحمل أفراده السلاح فى مظاهراتهم أم لا.. يتعاملون مع المساجد بالإحترام الواجب أم يتعاملون معها كمحض «مُكنَة»..
الدين عندهم علاقة حقيقية مع الخالق أم أنه لعبة فى أيديهم لممارسة إرهابهم وعندما يجىء أحد ليسألهم
«إنتو بتعملوا إيه يا جدعان»؟! إما يجروا يستخبوا فى الجامع أو عندما يتم إلقاء القبض عليهم
يرفعون المصاحف فى وجه قوات الأمن وأمام الكاميرات من منطلق أنه «شفتو احنا مؤمنين ازاى..
أى نعم بنقتل ونرهب ونحرق بس مؤمنين»!.. الجزيرة مجرد قناة كاذبة وحقيرة بس أم أنها أيضا
مشقلبة للحقائق ومروجة للشائعات وعابثة بالأمن القومى المصرى من خلال مجموعة من الشلحلجية المصريين
الذى يُعد ما يفعلونه نوعا من أنواع الجاسوسية اللى على الهواء مباشرة والتى ترقى إلى تهمة الخيانة
والعمالة لجهات خارجية بغرض تخريب مصر عن طريق قلب الحقائق وتضليل الرأى العام ونشر الشائعات..
السادة ضعاف القلوب بتوع حقوق الإنسان والإنسانية بتوع حقوق الإنسانية العادية المسالمة عموما
أم أنهم بتوع الإنسانية الإرهابية المسلحة فقط.. ما يحدث الآن فى مصر قمع من قِبَل قوات الأمن لمتظاهرين سلميين
أم أنه حرب صريحة وواضحة كاقصى ما يكون الوضوح بين الدولة بشعبها ومؤسساتها وبين حفنة
من الإرهابيين المسلحين الخارجين على القانون.. خلاص.. لم يعد هناك مجال للجدل بشأن تلك النقاط
التى باتت واضحة للجميع ولم تعد تحتمل أى جدل..
فعندما يحمل شلحلجية فى مسيرة الإخوان على كوبرى 15 مايو الآلى فى أيديهم عادى وعلى الهواء مباشرة
ويطلقون منه النار على الأهالى وعلى قسم شرطة الأزبكية على مرأى ومسمع من جميع الناظرين إلى شاشة التليفزيون
عندها لا ينبغى الحديث عما له علاقة بحقوق الإنسان سوى فى إطار التعامل الحازم والحاسم مع هؤلاء الشلحلجية
حاملى السلاح فى الشوارع.. مش العكس.. وعندما يسير شخص بدون سلاح فى تلك التظاهرة
فهذا لا يغير من حقيقة الأمر شيئا ولا يحولها إلى مظاهرة سلمية ولا ينفى عنها تهمة الإرهاب
وإنما هو فقط يُحَمِّل المسؤولية لذلك الشخص الموافق ضمنيا على حمل السلاح فى المظاهرات
حتى وإن لم يكن يحمله شخصيا.. بمعنى آخر حمل السلاح من قِبَل البعض فى المظاهرة يجعل منها مظاهرة مسلحة
بينما عدم حمل السلاح من قِبَل البعض فى مظاهرة يحمل فيها آخرون السلاح لا يجعل منها مظاهرة سلمية..
وعندما نرى مجموعة من الشلحلجية الملثمين التابعين لشلحلجية الإخوان الإرهابيين يخترقون ميدان رمسيس
بالتكاتك والسيارات وهم يحملون الرشاشات والآلى فى أيديهم ويرفعون علم القاعدة
ويطلقون النار على الأهالى عشوائيا ويحرقون مبنى شركة المقاولون العرب وبنك الدم المصرى ثم يطلقون النار
على سيارات الإطفاء حتى لا تتمكن من إطفاء الحرائق ثم عندما تتمكن سيارة المطافىء من الوصول إلى المبنى المحترق
لآداء عملها يحرقونها ثم يذهبون فى النهاية إلى مسجد الفتح ليعتصمون بداخله ثم يتحدثون إلى قناة الجزيرة
من داخل المسجد بمسكنة وهلع تمثيلى مفتعل عن المجازر والمذابح والتطهير العرقى الذى يتعرضون له
بينما الحقيقة هى أن قوات الأمن فى الخارج تحاول إقناعهم بالخروج بمنتهى الذوق والأدب ليأخذ القانون مجراه..
عندما يحدث كل هذا العبث والهرتلة وقلب الحقائق ثم تجد بعدها البعض من ذوى القلب الرُهَيِّف المتعاطفين
مع كذب وفُجر هؤلاء الإرهابيين فهذا لا يعنى أن الأمور غير واضحة بقدر ما يعنى أن البعض قرروا
التجاوب مع العبث والكذب وشقلبة الحقائق وتلك هى حريتهم الشخصية الكاملة.. فقط عليهم أن يعلموا أنهم
يدعمون الجانب الإرهابى فى الصراع ويؤيدون الجانب الكاذب فى الحكاية.. لغرض بقى فى نفس يعقوب..
لخلل فى نفوسهم.. لرقة فى قلوبهم قد تصل إلى حد المساواة بين حقوق المواطن الإرهابى القاتل
وبين حقوق المواطن المسالم الصالح وربما تزيد إلى حد تقديم حقوق المواطن الإرهابى على حقوق المواطن الصالح..
لرهافة فى مشاعرهم.. لتقوقع فى رؤيتهم.. لأن هذا هو شغلهم.. لرغبة فى التعرف إلى أكبر قدر من الحقوقيات..
أيا كان المبرر وراء وجهات نظرهم.. هذا لا يهم.. فكل شخص على وجه ذلك الكوكب يمتلك الحق الكامل
فى التعبير عن وجهة نظره بمنتهى الحرية.. لكن لو كان هذا التعبير يشتمل ضمن ما يشتمل على التضامن
والتعاطف مع حمل السلاح فى الشوارع وتخزينه بداخل المساجد والموافقة على رفع علم القاعدة فى ميدان رمسيس
فى مظاهرة بالرشاشات والآلى فنحن هنا نكون بصدد شىء آخر أبعد قليلا عن حرية التعبير عن الرأى.. ولا إيه!!