عمر طاهر
قالوا إنها قادمة من البحر الأحمر، واستطاعت أن تتسلل عبر قناة السويس حتى استقرت عند شواطئ إسبانيا
مسببة ذعرًا لا يمكن تجاهله أو الاستهانة به، فالهجمات الإرهابية التى تشنها قناديل البحر على المصطافين هناك
قد تضر بالسياحة، وبدا ذلك واضحًا فى إقابل الناس على الفنادق الموجودة فى مناطق جبلية،
والابتعاد عن الشواطئ حسب تقرير إحدى الصحف الإسبانية، قناديل البحر ستواجه أيامًا عصيبة
بعد الاستنفار الذى تشهده البلاد هناك حاليا.
لكنه ذعر لا يقارن بالهلع الذى يعيشه طائر «الحبار» فى جنوب الجزائر بعد أن وصلت أول طائرة
فى موكب طائرات أمير قطر الذى قرر أن يقضى إجازة هناك يقتل فيها وقته بممارسة هواية صيد الحبارى،
الطائرة القطرية الأولى التى وصلت تضم مستلزمات الصيد والحياة اليومية التى سيحتاج إليها الأمير خلال الرحلة،
الأمير يطارد الطائر الذى اشتهر بأن كبده هو «فياجرا طبيعية»،
وتقول الأسطورة إن أحشاءه تتضمن أحيانًا بعض الأحجار الكريمة النادرة التى يلتقطها الطائر فى أثناء تحليقه،
تكشف الأسطورة أن طائر الحبارى «مغفل»، نوعًا ما، فهو لا يدقق فى طعامه لدرجة أنه يبتلع أى شىء،
بخلاف أن هناك مؤسسات تجتهد فى حمايته من الانقراض بالتكاثر الصناعى،
حيث يتم إحضار ماكيت بلاستيك لأنثى الحبارى، ووضعها فى قفص أمام الذكر، فيقوم بمضاجعتها
فيحصل المتخصصون على سائل الذكر المنوى ثم يقومون بتخصيب الإناث على مهل،
كل مجهودات الحفاظ على هذا الطائر من الانقراض ستذهب سدى أمام محاولات أمير قطر الجديد
الاستمتاع بقنصه مع أصدقائه، وهو أمر غريب لكن الغرابة تزول إذا عرفت أن الولاية الجزائرية
التى سيقوم الأمير بالصيد فيها اسمها ولاية «البيض».
الحياة صعبة، والرهان فيها على الحظ، فالجمل محظوظ إذ لا مرارة له، الأمر الذى يفتح له أبواب الصبر مجانًا،
ليس للجمل ما يخشى عليه من «الفقع»، المتخصصون أدركوا منذ يومين النعمة التى يعيش فيها الجمال،
فأطلقوا دراسة تنغص عليهم حياتهم يطالبون فيها الناس بركوب الجمال قدر استطاعتهم متى وجدوها،
إذ إن ركوب الجمال لفترات طويلة ينشط خلايا المخ ويؤخر الزهايمر ويعالج الأذن الوسطى
ويقوى القدرة على الاتزان، بلا مقابل يعيش الجمل من أجل الآخرين مقدمًا لهم كل ذرة فيه، بوله وحليبه
ولحمه وجلده وسنمه وظهره كسيشن علاج طبيعى، من رحمة الله به أن رحمه من المرارة،
خصوصًا لو كان اطلع على ما يلقاه الماعز الأمريكى من متع الدنيا.
يقدم الجمل نفسه للآخرين مجانًا، بينما يحصل الماعز على الطعام والمال دون تعب حسب جريدة «ديلى ميل»،
فالإدارة الأمريكية قررت أن تحافظ على نظافة مقابر الكونجرس، وفى الوقت نفسه تحافظ على ميزانيتها،
فتنظيف المقابر من الحشائش كان يستهلك أموالًا طائلة باستخدام عمالة بشرية وشراء مبيدات،
تفتق ذهن أحدهم عن استخدام قطعان الماعز فى المهمة، نجح الأمر وتحدد سعر ثابت للقطيع،
وهو آربعة آلاف دولار أسبوعيًّا، لكن السؤال هل سيستفيد الماعز من المبلغ؟
ربما كان سيستفيد لو أنه قطيع من حيوانات «الشمبانزى» الموهوبة، عندك مثلا الشمبانزى «برنت»
الذى يقيم فى لويزيانا الذى استخدم لسانه فى رسم لوحة بالألوان، تم بيعها عبر موقع «إى باى»
فى مزاد شارك فيه 27 ألف مواطن، وتم بيع اللوحة بعشرة آلاف دولار، تذهب إلى إدارة المكان
الذى يعيش فيه لتحسين ظروف المعيشة، من أهم البنود التى تتضمنها فكرة التحسين هى إحضار
«نسوان شمبانزى» ليشاركن برنت الحياة، وهى فكرة تليق بلا شك بفنان بوهيمى يرسم بلسانه.
سعر اللوحة كبير للغاية مقارنة بالسعر الذى يحصل عليه «الجعران» فى غرف عمليات التجميل،
حدد اليابانيون مبلغ 180 يورو لجلسة التجميل الواحدة باستخدام الجعارين،
فالمادة المخاطية التى يفرزها الجعران ثبت أنها أفضل ما أنتجته الطبيعة للقضاء على التجاعيد وشد جلد الوجه،
ومقابل 180 يورو يتم السماح للشخص بأن يستلقى لمدة ساعة تاركًا الجعارين تلهو فوق وجهه،
ولا بد للزبون أن يدفع مبلغًا مماثلًا كتأمين يسترده بعد العملية إذا ثبت أنه لم يلتهم واحدًا من الجعارين خلالها.
أعرف من يقبل أن يأكل التراب مقابل 40 دولار اسبوعيا «مش أربعة آلاف»،
ويحسد الشمبانزى على رفقته المثيرة، ولا يأكل الجعارين لكنه يأكل على الناس مبلغ التأمين،
ويحافظ على الاثنتين براعة (الصبر والمرارة)، وأعرف جيلًا بأكلمه كان «قنديل البحر»
هو الإرهاصة الأولى فى مسيرة اللسوعة التى بدأها فى هذا الوطن، لكن ما لا أعرفه إن كانت المواجهة المرتقبة
بين طائر الحبار وأمير قطر ستكون فى بث مباشر على «الجزيرة ديكومنترى» أما لا،
علشان كلنا عايزين نعمل مداخلات تضامنية مع الطائر المغفل.