شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: عالم الأحلام البدائى و عالم الحب الفطرى النبيل ........ الإثنين مارس 25, 2013 11:22 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان رجلا متفردا و أحلامه فى الزواج إستثنائيه
يحلم بفتاة توافقه بحلمه الذى يتراءى له منذ طفولته
لكنه لم يجدها و دائما ما فقد الأمل فى العثور عليها
وكيف ذاك ؟ وأى فتاة تلك من تقبل بدار خشبي فوق شجرة طال عمرها عقوداً عديدة و الى ج...وارها نهر قصير ينتهى بجنادل خضراء ، ولم يكن من الغريب عليه ان يرتدى ردائه من جلود الحيوانات و أوراق الشجر و رغم أن تلك الحياة كانت أشبه بحياة القرود لدى " هالة " لكنها شعرت أن الأمر مختلفاً و ليس تقليديا كباقي احلام الرجال و هى فى حد ذاتها لم ترفض الأمر لكن الصعوبات كانت متبدية من رفض عائلتها لحياة " طرزان " تلك و بدا لهم ان " أحمد " شخص مختل عقلياً و ربما يكون منحرفاً
، حقا هو أنحرف عن طبيعة حياتهم التقليدية الإجبارية التى تحكمها قيود مجتمعية أسوأ ما فى هذا الكون كما يتراءى له
طالما رغب أحمد بحياة بدائية كالتي قضاها اجداده منذ مئات القرون ....
و بعد فترة من الجدال و النقاش المتشرذم تارة و الرخيم تارة اخرى استطاعت " هالة " ان تقنع والديها ، ان تصاحب أحمد فى تحقيق حلمه فى سكن حياة الأدغال تلك فى دار خشبى تحيطه زهور التيولب التى حصداها على الشجرة العجوز العتيقة ، تتساقط اوراق ذبلت من خريف فصولهما على نوافذه الخشبية ، و امطار الشتاء التى كانا يسرعان للوقوف اسفل خضمها كأطفال صغار ، و حمل الفراشات ذات الأجنحة المتداخلة الألوان على انامله و اهدائها لها كل صبيحة ، و دوما ما كان يأخذها بذاك القارب الوردى الذى صنعته الشلال ذاتها الى اعماق النهر فى كل مساء ليتسابقا فى إحصاء النجوم و يتلحفا زخات الجليد المتساقط على قارب الشلال الوردى و هطول ألحان الحب عليهم انذاك فيضع جبهته على جبهتها و تمس انفه انفها و يمررها بقُبلة هى الحياة بل و أكثر من حياة لتجلس على اثرها بخجل و ترنو إليه و تطيل النظر لعينيه فينظر هو فى ماء النهر كأنه يسنتظر فى مدى واقع اللحظات تلك ! و لما لا ؟ فـ "هاله " بذاتها امامه الأن هى الحلم التى طال بلوغه ، وهما الأن يحملهما النهر الإردوازى الَّذي أقسمت مياهه ان تكف عن الجريان لتعش معهم تلك اللحظات النبيلة ، و خرجت طيور الأدغال لتستمتع بأرق و أصدق دقات الحب فى الكون الأدمي الجديد الّذى صنعته احلام " احمد و هاله " ها هو صار أدم المخلص و هى صارت حواء النبيله و ابتعدا عن تروس المجتمع الغير أدمية ليُنجبا سلالة جديدة من قلوب البشر و يأكلا نباتات فقط فقد كانت قلوبهم أرق من ان تأكل لحوم الغزلان الباسمه و الأرانب البيضاء الأليفه ، عاشا عقودا و لم يشعرا بملل لهجرتهم لعالم البشر ، عاشا عقودا على عشق بينهم لم ينقطع و لم يتناقص ، و لم تتركهما سحابات السماء الورديه الا و تسقط المطر عليهما حتى فى فصول الصيف الحاره فمكنونات الطبيعة رفضت ان تقطع عنهما مقومات حبهما الفطرى و رفضت الأمطار الهطول على عالم البشر و اتتهما تتساقط على دارهما الخشبى ونهرهما الإرداوزى و اشجار عالمهما العتيقة فتصنع لهما الحانا بمسها لمكنونات عالمهما فصار الكون لهما بديع الروئ و المسمع و تعمد أحمد القفز من النافذه للنهر حاملا هاله فى لحظات غروب كل يوم يصطادا زهور مضيئه سابحة فى أعماق نهرهما ليقذفوها لأعلى فتحملها طيور الليل لتصنع لهما قلبا فى السماء بنور تلك الزهور و اصطدم احمد بصخره خفيفه ذات قفزة فى النهر ليستيقظ على اثرها من حلمه العميق ليبكى كعادة كل يوم على استيقاظه و ينام مرة اخرى ليحلم بـ هاله أخرى تحمله لعالم الأحلام البدائى و عالم الحب الفطرى النبيل ........
لـ أحمد عرفات
| |
|