08.13.2013
خالد كساب
فليولع الإخوان.. ولتفض الحكومة اعتصاماتهم المسلحة أو لا تفضها.. فليحدث ما هو مقدر له أن يحدث..
ولنتوقف عن ذلك الإنتظار الضاغط على الأعصاب لفض بؤرهم الإرهابية..
فقد صار حجم ما يشغله هذا الموضوع المقرف من خلايا المخ أكبر بكثير مما يفترض بموضوع
يخص جماعة إرهابية وهمجية ومتخلفة كجماعة الإخوان أن يشغله..
فبعيداً عن كل هذا الزفت هناك عالم آخر ينتظرنا.. هناك حياه كاملة تفتح لنا ذراعيها فى انتظار أن نلبى نداء
الحضن لنذوب معاً فى عالم بجد.. مش عالم كرتون مثل ذلك الذى أصبحنا نعيشه..
عالم تكون فيه الوظيفة الأساسية لخلايا المخ هى التفكير والإبداع.. مش استنزافها فى مجرد إثبات أن
الوظيفة الأساسية لخلايا المخ أصلاً هى التفكير والإبداع كما هو حاصل الآن..
وربما كانت تلك هى الوظيفة الرسمية لكل تلك التنظيمات الإرهابية مثل الإخوان والقاعدة وحماس
وكل من هم على شاكلتهم من الشلحلجية الإرهابيين.. استنزاف خلايا مخ الناس فى التأكيد على الثوابت
التى لا ينبغى أن ننفق الوقت أو الجهد فى اثباتها.. ثوابت مثل أن الحياه للحياه.. ومثل أن البشر كلهم
زى بعض وأن الأفضلية فيهم فقط لمن ترك شيئاً جميلاً للبشرية قبل رحيله.. إختراع.. كتاب..
فكرة.. فيلم.. نظرية.. حكمة.. لوحة فنية.. أغنية.. قطعة موسيقى.. إن شالله حتى مجرد ذكرى طيبة..
ومثل أن الكراهية لا يمكن أن تصنع حياه وإنما فقط تصنع موت..
ومثل أن العنف لا يمكن أن يحمل لواء فكرة طيبة وإنما فقط فكرة خبيثة.. ومثل أن أسوأ أنواع التجارة
هى تجارة الدين والدم.. ومثل أن أسوأ أنواع الكذب هو الكذب على الله والتدليس والنصب على الأمم والشعوب بإسمه..
ومثل أن المجرم ينبغى أن يُعامل كمجرم.. لا أن نداديه ونحايل فيه بينما هو يواصل إجرامه وجرائمه
كما هو حادث الآن مع إرهابيى عصابة الإخوان.. ومثل أننا لو رأينا مثلاً حرامى فى أتوبيس
ويده فى جيب مواطن فأمسكناه فأخبرنا أنه مش حرامى ولا حاجة.. فهذا لا يعنى أبداً أنه ينبغى علينا
أن نتركه لحال سبيله طالما أخبرنا أنه مش حرامى.. أو أن ننفق الوقت والجهد فى محاولة إثبات
أن يده كانت فى جيب المواطن بغرض السرقة بينما يدحض هو أقوالنا
ويؤكد أن يده لم تكن فى جيب المواطن بغرض السرقة.. وننسى أنه طالما كانت يده فى جيب المواطن
أساساً فالموضوع لا يحتاج لإثبات حيث أنه بمنتهى البساطة مثبت بالفعل.. أهو احنا بقى مسكنا عصابة الإخوان
ويدها فى جيب الوطن.. خلاص كده.. الموضوع انتهى والتهمة ثبتت.. إلا أن الإستنزاف هى المهمة الرئيسية
لهؤلاء الشلحلجية من الإخوان وهم من على شاكلتهم من التنظيمات الهمجية الإرهابية المتخلفة
على سطح كوكبنا التعس.. هذا هو ما يفعله الإخوان فى مصر.. يستنزفوننا ويستنزفون طاقاتنا فى الصراع
معهم فتتعطل مشاريعنا بينما يتفوق مشروعهم القائم فى الأساس على تعطيل الحياه..
يستنزفون خلايا أمخاخنا فى التأكيد على ما لا ينبغى علينا تأكيده فيكونوا هم المنتصرين فى النهاية
حيث أن استنزاف خلايا أمخاخهم فى تعطيل خلايا أمخاخنا هو هدفهم المنشود وغايتهم الأسمى حيث أن المهنة
الرسمية لخلايا المخ عند أعضاء عصابة الإخوان ومن هم على شاكلتهم من الهمج هى استنزاف خلايا مخ الناس
فى كلام فارغ وتعطيلهم عن استعمالها فى التقدم للأمام.. ذلك هو الهدف الحقيقى الذى من أجله
نشأت تلك التنظيمات الإرهابية فى الأساس.. التعطيل.. تصوروا أن يصبح التعطيل هدفاً لجماعة أو لتنظيم..
لبئس ما هو الهدف.. ولبئس ما هى الجماعة..
لهذا.. ينبغى علينا ألا ننساق وراء ذلك الإستنزاف وأن ندرك أن المعركة الحقيقية هى ما يحدث الآن بالظبط..
ذلك الإستنزاف لخلايا المخ هو المطلوب إثباته بالظبط عند هؤلاء الإرهابيين.. فما نعتبره نحن عَطَلَة
وثبات فى المكان يعتبرونه هم شغل.. العَطَلَة والتعطيل هى شغلانتهم التى يتقاضون عليها أجورهم ممن يمولونهم..
ولو توقفنا عن ترك خلايا أمخاخنا لتلك الحالة من الإستنزاف نكون قد انتصرنا عليهم حقاً..
لذلك.. تعالوا ننتصر عليهم.. ونبدع...