09.27.2013
قال الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، إن أهم شىء خلال هذه المرحلة هو معالجة الأوضاع الاقتصادية
بكل ما هو ممكن، بالإضافة إلى ترميم علاقتنا العربية والأفريقية، مشيرًا إلى ضرورة التمسك بخارطة الطريق
وسد ثغرات التدخل التى تعمل على عرقلتها.
وأضاف هيكل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى، المذاع عبر قناة "سى بى سى"، أن أكثر ما لفت انتباهه
فى خطاب الرئيس الأمريكى "أوباما" ما يجرى بين إيران وأمريكا، لافتًا إلى أنه على الرغم من اختلافنا مع تركيا
إلا أن ذلك لا يمنع أنها قوى رئيسية تضاف إلى قوتين أخريين هما إيران وإسرائيل، وعلينا معرفة حدودنا من ذلك،
بالإضافة إلى تغطية حالة الانكشاف التى تعم البلاد.
وتابع هيكل، أن "أكثر ما يقلقه هو غياب الحقيقة عن الناس وممارسة الحرية بقسوة".
ولفت "الأستاذ" إلى أنه كان ضروريًا أن يحاسب الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك سياسيًا على فعله من فك مفاصل الدولة،
وليس جنائيًا كما حدث والتى يصعب إثباتها.
وأضاف "مصر تحتاج إلى خطة طوارئ ورؤية بعيدة المدة تعمل على مواجهة الاضطرابات التى تمر بها البلاد
مع الأخذ فى الاعتبار، سرعة الخروج من هذه المرحلة لتغطية حالة الانكشاف
والتأكد أننا نمتلك تغيير بعض القرارت فى المستقبل".
وتابع هيكل "أن سهولة اتهام المسئولين مع كثرة البلاغات الكيدية جعلتهم يتخوفون من اتخاذ قرارات إننا سمحنا
ولزمن طويل أن يحتكر الإخوان الحديث باسم الإسلام، وهو أخطر مما يمكن، وهم يظهرون أنهم ضحايا فى سبيل الإسلام"،
مشيرًا إلى أن دور الأزهر يحتاج لعملية تنشيط ومراجعة.
وأشار إلى أن الدين لا يمثله حزب سياسى وتبقى له مؤسسته القادرة على مخاطبة الناس والحائزة على ثقتهم،
موضحًا أن كثيرًا من الأحزاب السياسية تعبر عن الماضى ومنها "الوفد" و"الناصريين"،
مضيفًا أن القوى والأحزاب السياسية فى مصر فى حاجة لإعادة دراسة العصر.
وقال هيكل، إنه لا يوجد فى مصر حزب لديه صلات دولية إلا الإخوان المسلمين، وصلتهم بالعمل السرى
أكثر من اتصالهم بالسياسة العلنية.. وتابع: أن "ما يقلقنا هو الاتصالات الخفية للإخوان
والتى لا نعلم عنها شيئًا، والإخوان اتصلوا مبكرًا بأمريكا وإنجلترا".
وشدد الكاتب الكبير، على أنه لا يجب إقصاء التيار الإسلامى، ولابد أن يكون له مجال للتعبير عن نفسه
كونه حقيقة على أرض الواقع، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الصدام مع حزب النور
وإقصائه من الحياة السياسية، ولابد أن يأخذ فرصته.
وأضاف هيكل، أن خارطة الطريق قفص حديدى وهى مراقبة خارجيًا وعلينا السير فيها وتحقيق ما نستطيع فعله،
لافتًا إلى أن الذين يعتقدون أن الحياة عبارة عن نصوص، عليهم أن يدركوا أنها إذا لم تكن معبرة عن الحياة
فهى ميتة، وعليه لا داعى لاعتبار نصوص الدستور معركة حياة أو موت.
وتابع "الأستاذ" قائلاً، إننا أمام آثار الحقيقة التى لم نصفها، كما أننا نواجه تداعيات إنكار الحقيقة،
مؤكدًا أنه غاب "الخبر" فى الصحافة وغلب "الرأى"، وأن الرأى استغنى عن الخبر
والرأى يستغنى عن الحقيقة الراهنة فنكتب موضوعات إنشاء.
وأضاف أننا نفتقد فى مصر التيار الرئيسى فى المجتمع والجامع لغالبية الناس، وذلك لغياب الحقيقة،
حيث إن حالة الشوشرة تسيطر على المجتمع فى غياب الحقيقة، موضحًا
أننا لم نتفق على رؤية معينة كل صاحب رأى ينتقد الآخرين.
وأشار هيكل إلى أنه فى عهد عبد الناصر كان العمل السياسى قائم على قوة تأثير الجماهير،
مضيفًا أن قيمة ما كان يحدث فى عهده أنه كان يتحدث فى كل الأمور.
وأكد "هيكل" أن سيناء رهينة بنود اتفاقية السلام، وأنه لا أحد يقدر الجهد الذى يقوم به الجيش من مهمة عظيمة
فى سيناء، لافتًا إلى أن الإنجليز هم من ثبتوا حدود مصر عام 1906، وأصروا أن تكون سيناء مصرية.
وأضاف "هيكل" أن الأوضاع فى سيناء قلقة بطبيعتها بسبب الحروب التى قسمتها، مؤكدًا أنه بعد اتفاقية السلام
قبلت مصر بترتيبات تجعل تأمين سيناء شبه مستحيل، كما أن تواجد القوات الدولية
وتقسيم سيناء لمناطق من عناصر إضعافها.
وأوضح هيكل، أن التحاق سيناء بالوطن الأم فى حاجة لتقوية، وأن الترتيبات دائمًا أن تظل سيناء منطقة عازلة
بين مصر وإسرائيل، منتقدًا اهتمام الدولة بالتنمية السياحية فى جنوب سيناء فقط،
متابعًا: "تركنا قلب سيناء فارغًا مما أدى إلى أن تكون مأوى للجهاديين".
وقال هيكل، إنه لا بد أن ندرك أن هناك مهامًا عاجلة تقتضى بعض التهدئة، مشيرًا إلى أنه لا بد من
الانتباه للحرب النفسية الموجهة ضد مصر، لأننا فى حاجة لقيادة رشيدة تواجه الناس بـ"الحقيقة".
وأضاف هيكل، أن التفاؤل لم يفارقه لأن حركة التاريخ دائمًا للأمام، مضيفًا أن مصر مخترقة ومستباحة بكافة الوسائل.
وأشار هيكل إلى أن ثورة 23 يوليو لم يكن لديها برنامج، لكن كان هناك حلم التخلص من الملكية،
واستطاعت ترجمة الأهداف إلى برنامج، وهو ما لم تفعله ثورة 25 يناير.
وقال هيكل، إن جماعة الإخوان المسلمين، فشلوا فى الحكم بسبب رغبتهم فى السيطرة على كل شىء،
مشيرًا إلى أن الجماعة استولت على ثورة 25 يناير، وتسببوا فى كوارث خارجية، مشددًا على أن "الإخوان"
أخذت على تعزيز تواجدها داخل المجتمع على مدى 40 عامًا وخلطت الدين بالسياسية فى غفلة من الجميع،
وعلينا أن نخلص الإسلام الإلهى من الإسلام السياسى.
وأضاف هيكل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى المذاع عبر قناة "سى بى سى"،
أن الشعب هو من يحكم على جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هناك جرائم ارتكبت فى أفريقيا باسم الإسلام لا حدود لها.
وتابع هيكل قائلاً: "إنه على الرغم من أحكام القضاء بحل جماعة الإخوان المسلمين،
إلا أنها ظلت مستمرة فى العمل السرى".
وتابع: إن الجيش له وضع خاص فى مصر تاريخيًا وليس كما يعتقد البعض أنه علم ونشيد،
وعلى الجميع أن يدرك ذلك حتى يستريح ويتأكد من حماية الجيش له.
وفيما يتعلق خطر حركة المقاومة الفلسطينية حماس على الحدود المصرية فى سيناء، قال هيكل،
خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى المذاع عبر قناة "سى بى سى"، إن إسرائيل تعمل فى سيناء
وليست أقل خطرًا من حماس، مؤكدًا أن هناك نقصًا فى معرفة الحقائق تجاه حماس، وهو ما أدى إلى التعبئة
تجاه فلسطين، وتابع قائلاً: "نحن ننسى القضية الفلسطينية
ولا يجب أن تغيب الحقائق الكيرى خلال انشغالنا ببعض التفاصيل".
وأكد هيكل على أنه رغمًا من وجود حماقات من بعض عناصر حماس، إلا أن هناك منهم من هو حريص على
العلاقة الطيبة مع مصر والقوات المسلحة على وجه التحديد.
موضوعات متعلقة..
◄هيكل: هناك حرب نفسية موجهة ضد مصر
◄هيكل: الشعب المصرى لا يعرف إلا 10% من الحقيقة
◄هيكل: سيناء "رهينة" بنود اتفاقية السلام
◄هيكل: الإخوان استولوا على "25 يناير" وتسببوا فى كوارث خارجية
◄هيكل: إسرائيل تعمل فى سيناء وليست أقل خطرا من "حماس"