أرسلت (ر) إلى افتح قلبك تقول:
أنا شابة عمرى 37 سنة، طبيبة أعمل بإحدى مستشفيات وزارة الصحة صباحا وفى إحدى المستوصفات مساء،
هذا لأنى وحتى 9 أشهر فقط كنت آنسة، لا بيت ولا زوج ولا (عيل ولا تيل)،
فكنت دائمة العمل حتى لا أفكر فى أى شىء آخر.
لاحظت أن إحدى زميلاتى الطبيبات فى المستشفى والتى كانت فى نفس دفعتى تتقرب إلى أكثر من المعتاد مؤخرا،
ولم أتعجب كثيرا فقد صارحتنى سريعا أن أخوها الكبير- والذى يكبرنا بخمسة أعوام- انفصل عن زوجته
وأنه يبحث عن زوجة جديدة لتكون أما لأطفاله ورفيقة له فى غربته، حيث يعمل طبيبا هو الآخر
فى إحدى الدول العربية، كان قد تزوج منذ 4 أعوام فقط، وأنجب خلالهما ولدين أعمارهما 3 سنوات وسنتين.
كنت أعرف من زميلتى من قبل أن أخاها على خلاف دائم مع زوجته، وأنها فى بيت أهلها تقريبا
منذ أن أنجبت طفلهما الأصغر، لكنى لم أكن أعرف أن الأمور تأزمت
لدرجة الطلاق الذى تم بشكل رسمى من فترة بسيطة.
حكت لى أنه منذ أن تم الطلاق وأولاد أخيها فى بيت والدتها لأن أمهما رفضت إبقائهما معها كيدا فى طليقها وأهله،
لأنها تعرف أنه مسافر ولن يستطيع رعايتهما فى الغربة بمفرده، وبالتالى بقاء طفلين فى مثل هذه السن الصغيرة
مع جدتهما سيكون أمرا مؤرق ومرهق جدا بالنسبة للجميع، وهذا هو ما تريده بالضبط، لهذا
فهم يبحثون لأخيها عن عروسة (ناضجة) و(عاقلة) تتحمل ظروفه وتربى أولاده وتتقى الله فيهم.
ولم تكن تلك العاقلة الناضجة إلا أنا، لأنى 37 سنة ومن المؤكد أنى سأقبل لأن من هى فى سنى
غالبا ما تتزوج بمطلق أو أرمل أو حتى تقبل بأن تكون زوجة ثانية.. طبعا لم يكن هذا ما أتمناه لنفسى يوما ما،
لكنى فكرت كثيرا وقلت ربما تكون هذه فرصتى الأخيرة للزواج بمن هو مناسب اجتماعيا وثقافيا، وقبلت.
تزوجنا فى أجازة خاطفة له لمدة أسبوع، تركنى بعدها عائدا إلى عمله حتى أنهى أنا أوراق أجازتى وسفرى،
وسافرت له سريعا، لأصبح زوجة وأما لطفلين فى أقل من شهر واحد!، كان الأمر مرهقا جدا ومتعبا
بشكل لم أكن أتصوره، فأنا لم أعتد على كونى مسئولة عن شخص وبيت فى البداية،
حتى أعتاد على وجود طفلين أيضا، كما أنهما ولدان أشقياء جدا، لكنى والحمد لله تأقلمت مع الوضع سريعا ،
هذا لأنى قررت أن أعيش وأن أنجح وبأى شكل.
كأى فتاة تتزوج فى سنى كنت أتعجل الحمل، فذهبت للطبيب بعد شهرين من زواجى،
فعرفت أنى يجب أن أتناول منشطات، وأن أتبع جدولا معينا للعلاقة الزوجية حتى يحدث حمل،
لأنه غالبا لن يحدث بشكل طبيعى أو تلقائى، خرجت من عند الطبيب وكلى حماس للانتظام فى العلاج
وفى الجدول حتى أتمكن من أن أحقق أغلى أمنياتى وهى الأمومة، ولكنى لاحظت أن زوجى لم يكن بنفس الحماس،
تعامل مع الأمر وكأنه لا يخصه، بل أنى شعرت بأنه ارتاح أكثر عندما عرف بصعوبة حملى.
انتظمت فى العلاج، ولكنى لم أتمكن من الانتظام فى الجدول الذى وضعه لى الطبيب، لأن زوجى وبكل أسف
كان يتهرب، شهر يقول لى أنه مصاب بدور انفلونزا شديد، ويخاف أن يعدينى، وشهر يتعذر بأنه مضغوط نفسيا،
وشهر آخر يسافر فى مأمورية عمل، وشهر وشهر وشهر.. حتى مرت 7 أشهر حتى الآن.
أكاد أجن لأنى تأكدت أنه لا يريد الإنجاب، ربما لا يريد المزيد من الأطفال، أو ربما لا يريد الإنجاب منى أنا..
لا أعرف، لكن ما ذنبى أنا؟، هل هذا جزائى لأنى قبلت أن أتزوجه بأولاده؟، هل كتب على أن أعيش بأبناء غيرى فقط؟،
العمر يجرى والطبيب صارحنى بأنه كلما مر الوقت كلما قلت فرصتى فى الحمل،
فلماذا لا يمنحنى حقى فى أن أكون أما ولو لمرة واحدة؟.
دكتورة.. أنا لم أخبر أحدا من أهلى بكل ما قلته لك، ولم أتحدث مع أحد منذ أن سافرت منذ 9 شهور،
وأستحلفك بالله أن تردى على سريعا لأنى أفكر جديا فى أن أنفصل وأعود إلى مصر إذا استمر الوضع
على ما هو عليه، ما رأيك؟، وهل تنصحينى بحل آخر؟.