فريدمان: مرسى والإخوان يعصفون بفرصتهم فى السلطة..الجماعة استغلت كل الفرص للاستيلاء على السلطة بعد الثورة.. لا مفر من حكومة وحدة وطنية لتطبيق إجراءات التقشف..ورؤوس الأموال تفر للخارج خوفا من الاضطهادالأربعاء، 20 فبراير 2013 - 14:55
الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
كتبت إنجى مجدى
تناول الكاتب الأمريكى الكبير توماس فريدمان، فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز،
قرار محكمة القضاء الإدارى غلق قناة "التت"
وقال إنه من الواضح أن لا أحد فى مصر يمتلك الكثير من المرح هذه الأيام.
وأشار فريدمان فى مقاله إلى أن مصر أصبحت منقسمة على نحو عميق أكثر من أى وقت مضى
والجنيه المصرى ماضى فى فقدان قيمته التى تراجعت 8% أمام الدولار خلال الشهرين الماضيين.
والأكثر إثارة للقلق، الزيادة الحادة فى الآونة الأخيرة لحالات وحشية الشرطة والاغتصاب الموجه
ضد محتجى المعارضة، وأضاف، كل هذا يصلنا إلى انطباع أول بأن الرئيس محمد مرسى
والإخوان المسلمين يعصفون بفرصتهم الأولى فى السلطة،
ومع ذلك، يقول فريدمان، إنه بينما يستعد الرئيس المصرى لزيارة البيت الأبيض
فى الأشهر القليلة المقبلة، فإن لديه فرصة واحدة لتغيير هذا الانطباع
إذا ما كان يرغب فى استمرار تدفق المساعدات الأمريكية، ويقول الكاتب:
"لكننى كلما نظرت إلى حكم الإخوان، كلما تساءلت عن أى انطباع ثانى يمكن أن يقدموه".
ويمضى الكاتب الأمريكى مشيرا إلى أنه منذ بداية الثورة فى 2011،
فى كل مرة يواجه الإخوان الاختيار بين التصرف بطريقة شاملة وبين انتزاع مزيد من السلطة،
مضيفا وفقا لتوجهاتها البلشفية تقوم بانتزاع مزيد من السلطة والتضحية بالشمول.
وهذا كان حقيقيا منذ الاتجاه سريعا لإجراء أول انتخابات برلمانية بعد الثورة
وقبل أن تستطيع المعارضة الليبرالية التنظيم وكذلك الهرولة نحو إجراء استفتاء
على الدستور قبل النظر فى شكاوى المعارضة ومعالجتها وأيضا فى عدم
ضم شخصيات من المعارضة فى الحكومة.
ويضيف فريدمان، المعارضة ليست خالية من اللوم، ويتابع، قياداتها استغرقت وقتا طويلا
حتى تتوحد للعمل معا، لكن عموما فإن انتزاع مرسى للسلطة سيطاردها، فالاقتصاد المصرى
فى حالة وخيمة وبطالة الشباب متفشية وكل شئ فى اضمحلال سواء السياحة
أو الاستثمارات الأجنبية أو الاحتياطات الأجنبية، وباتت مصر فى حاجة إلى
إنقاذ صندوق النقد الدولى، وأى محاولة إنقاذ ستتطلب
آلاما اقتصادية بما فى ذلك تخفيضات الدعم.
ويرى فريدمان أنه فى سبيل الحصول على موافقة المصريين على إجراءات التقشف المؤلمة،
فهناك حاجة إلى أغلبية كبيرة تشعر بالاستثمار فى الحكومة ونجاحها. ويضيف،
هذا ليس الحال اليوم. فمرسى فى حاجة ماسة إلى حكومة وحدة وطنية،
تتكون من شريحة واسعة من الأحزاب المصرية، لكن حتى الآن تفشل جماعة الإخوان المسلمين
فى التوصل إلى أى تفاهم مع جبهة الإنفاذ الوطنى.
كما تحتاج مصر بشدة إلى الاستثمار الأجنبى لخلق فرص العمل، وهناك مليارات الدولارات
من رأس المال المصرى التى تنتظر فى الخارج، لأن المستثمرين المصريين خاصة المسيحيين،
يخشون مصادرة أموالهم أو تلفيق تهم زائفة لهم،
كما حدث مع البعض بعد سقوط مبارك.
ويشير فريدمان إلى أن أحد أفضل الخطوات التى يمكن لمرسى اتخاذها لمصلحة نفسه ولمص
ر أن يعلن عن عفو لكل هؤلاء الذين ينتمون لنظام مبارك ممن لم تلطخ أياديهم بالدماء،
إذ أن البلاد فى حاجة إلى كل المواهب والإمكانات ورأس المال للاحتشاد
وراءها، فلا وقت بعد للانتقام.
ويرى فريدمان أنه على الرغم من ذلك فإن الإخوان المسلمين ليسوا فقط فى حاجة إلى استراتيجية
جديدة للحكم، إنهم بحاجة أيضا إلى فهم أن نسختهم من الإسلام السياسى، التى تقاوم
تمكين المرأة والتعددية الدينية والسياسية، يمكن أن تستديم إذا كانوا فى إيران أو السعودية،
حيث يسمح مخزونك من النفط والغاز شراء جميع التناقضات بين أيديولوجيتك الخاصة
والنمو الاقتصادى. لكن إذا كنت فى مصر حيث مصدرك الطبيعى الوحيد هو شعبك،
رجال ونساء، فعليك أن تكون مفتوحا على العالم وبقدر الإمكان لتطلق العنان لنمو الجميع.
وخلاصة القول، يشير فريدمان، فإما أن يتغير الإخوان أو أن يفشلوا وكلما أدركوا
ذلك سريعا كلما كان أفضل، ويضيف: "لن يكون من المفيد لنا أن نعيد مع الإخوان المسلمين
تلك الصفقة التى عقدناها مع مبارك، التى تقوم على التودد لإسرائيل ومواجهة الجهاديين
مقابل أن يفعل ما يريد فى شعبه. كما أن تكرار هذا لن يكون ممكنا فالشعب المصرى
بات يحتشد فى الميادين وفقد خوفه بالفعل. لذا فإن كلا من الإدارة الأمريكية ومرسى
بحاجة لإدراك أن هذه الصفقة القديمة غير قابلة للاستمرار بعد".