قمنا بالثورة لنغير أقطاى فاكتشفنا أن أيبك هو أقطاى بس بدقن الخميس 21-02-2013
محمد المعنصم
ركز فى الصورة جيدا.. قربها من وجهك حتى تتلاشى الشعيرات البيضاء التى تملأ الذقن،
ثم خذ نفسا عميقا بعد ذلك وأغمض عينيك لتفكر كثيرا فى الـ«تريب» اللى وقعنا فيه،
قمنا يا سيدى بالثورة، وخرجنا على حاكم ظالم يقتل العباد ظلما، وجئنا
بآخر لا يفارق سجادة الصلاة، حتى تظن من كثرة ارتياده المساجد أن الورع
هينط فى وشك، رسولنا الكريم قال «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»،
لم نكتف بالشهادة سيدى رسول الله بل وليناه علينا، بعد 30 سنة عجاف
أكل فيها سابقه الأخضر واليابس، اخترناه فى معركة تحديد مصير بلد،
إما أن تنطلق إلى المستقبل، أو يعيدها منافسه إلى حضن سلفه
معززة مكرمة وعليها جثث آلاف المصريين.
اخترنا الرجل صاحب الذقن البيضاء، الذى يحمل بين جوانحه كلام الله،
ويعرف أن دم المسلم حرام، ويدرك أنه سيحمل «الأمانة» التى أبت الجبال أن تحملها،
خوفا من المساءلة يوم أن نقف حفاة عراة أمام رب العرش العظيم،
صوتنا للرجل فى صناديق انتخابات استهلكنا فيها محصول الليمون لعدة أجيال قادمة
، ووقفنا نحمى النتائج وهللنا عندما فاز وقد حسبناه على خير.
ندرك الجوهر الحقيقى لـ«ليس كل ما يتمناه المرء يدركه» لكن مش للدرجة دى،
لم نرتكب ذنبا عندما قاومنا حاكما ظالما، يعايرنا بـ«أأكلكم منين» كل شوية،
ليأتينا حاكم يتلكك بالخمسة ستة سبعة تلاتة أربعة الذين رصدهم فى الحارة المزنوقة
لينكل بالشعب، ياااااااااااااه، كل ما ارتكبه مبارك فى 30 سنة فعله مرسى
قبل أن تمر الذكرى السنوية الأولى لجلوسه على «ولاية مصر»،
سحل مبارك الشعب فى أقسام الشرطة وشكل رجال حزبه مجموعات من البلطجية
تحميه وقت الضرورة، وتحركت الخيول والجمال عندما استشعرت الخطر
لتدافع عن «دولتهم»، فجاء مرسى ليسحل المتظاهرين فى الشوارع،
وتشكل جماعته ميليشيات تهاجم المتظاهرين وتصادر الجبنة النيستو،
وأخرى تذبح الجمال والعجول والخراف ليقتات بها من يهاجم الأحزاب..
«دجن» مبارك وسائل الإعلام ووضع رجاله على رؤوسها وفرض سيطرته على الشرطة
وبصمته على القضاء، فحاصر «أتباع» مرسى مدينة الإنتاج الإعلامى،
ليكتمها من المنبع ووضع عبدالمقصود فى مقعد صفوت الشريف
متحكما فى ريموت كنترول شارات البث، ومنها إلى القضاة الذين تم محاصرة محاكمهم
واجتماعاتهم، أما الشرطة فحالها يغنى عن السؤال.
اتهم مبارك معارضيه بالعمالة والخيانة وردد أركان حكمه اتهامات بتلقى أموال من الخارج
لزعزعة استقرار عرشه واعتقل شباب هم الأنبل والأطهر، وتعرض المختلفون معه
فى الرأى والمنتقدون لسياساته لعمليات خطف وتنكيل ثم إلقاء فى الصحارى
وهتك عرض بعضهم فى أماكن الاحتجاز، كما سلط زبانيته نساءً ينتمين إلى مناطق مسكوت عنها
إلى عمليات تحرش بالفتيات وتمزيق لملابسهن ووضع الشطة فى «حتت معينة»،
وهو ما تكرر بالكربون فى عهد مرسى مع «تاتش» إخوانى خاص،
حيث اتهموا البرادعى بالعمالة ولقبوا جبهة الإنقاذ بـ«جبهة الخراب»،
وتعرض آلاف من الشباب الوطنى لاتهامات بتلقى أموال من كل دول العالم
لزعزعة مشروع مرسى، كما تعرض معارضو حكم الرئيس لعمليات خطف
وتعذيب وتنكيل وتم إلقاء بعضهم فى الصحارى وهتك عرض بعضهم
فى معسكرات الأمن المركزى، واستبدل بالمتحرشات بالمتظاهرين «أنطاع»
يمكن لأى بغل منهم جر ساقية بالتور اللى بيلف بيها، لم يكتفوا بالتحرش
بل مارسوا الاغتصاب علنا فى الشوارع والميادين بصورة وحشية لم تتكرر من قبل
أصبحت فيها قرن الغزال عضوا جنسيا يصل الرحم ويمزق أى منطقة فى جسد الأنثى.
الأمثلة لا تتوقف لكن يمكن اختصارها بأننا قمنا بالثورة
لنغير أقطاى فاكتشفنا أن أيبك هو أقطاى بس بدقن.