[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تمر الأيام مثلها كالأعوام ليلة حين مساء أحسست بفراغ وأرق من حولى، فلم أتعجب أو أتساءل فتلك هى حياتى
بلا أنيس ونظرت إلى نفسى وإلى ما يسيطرعلى دواخلى من مخاوف
فقد وجدت حياتى فارغة، لا أحد يهتم لها فأحسست بالوحدة أنه شعور قاتل
أشبه باقتلاع الروح من الجسد فازدريت نفسى، وشعرت وكان أحدهم أضاء جمرا على صدرى
فصرت إلى الشرفة لأتنفس بعض الهواء، لعله يعيد لى روحى المسلوبة ويعيد إلى ما فقدته
فى تلك الحياة، أو يلهمنى إلى شىء يجعلنى أتفاءل خيرا ويملأ فى نفسى البغيضة
سرورا وأنسا لنفسى الحزينة، ويعتق أغلال عواطفى الجياشة فقد سئمت نفسى
من تلك الوجوه الملونة، وذلك الروتين البغيض وتحول حبى
لمن كانوا هم سر سعادتى لا أعنى سر تألمى إلى كره أو ازدراء.
وقد طال معى الليل فى تفكيرى فى تلك الوحدة أرانى أبحث عن دليل يرشدنى إلى الصواب
ويخبرنى بأن مع الله ليس بشئ مستحيل وأن بين يديه القدر، ومن يتعلق قلبه
به لا يشعر أبدا بالخطر فتنفست الصعداء ليت الهواء يتخلل ويتوغل حتى يصل إلى أعماق صدرى
حيث تتواجد غصتى وهى الوحدة ليته ينتزعها منى فإنى لا أدرى لم الحياة!
ليس أمامى أهداف لا أشعر بأى هم أنا لست الإنسانة التى كانت فى الماضى
فأنا الآن لم أعد أهتم لأى شئ من حولى.
ذهاب الناس أو إيابهم تمر الأيام مثلها كالأعوام وأنا أودعها بكل استسلام،
ولا شك أنها بحوزتها كل الأحلام وأنا من ناحيتى لا أشعر بأى اهتمام.
فنظرت إلى السماء وإلى اللآلئ التى أراها الآن تغمر الفضاء لكنهم فى الحقيقة
بعيدون جدا للنيل منهم، ولكنى أرى هناك واحدة قريبة جدا من ناظرى
وشعرت بأنها تريد مكالمتى وكأننى أريد إخبارها بما يغص صدرى ويعكر صفو حياتى
وأشكو لها بما يغص صدرى فأخبرتنى بأنها ليست بخائنة كمعظم البشر وأنها ستكتم أسرارى
وتحفظ مكنوناتى فبدأت بسرد قصتى فأخبرتنى أتركى كل شئ وكل أحزانك إلى بارئنا
وصانع هذا الكون فهو العليم بما تخبئه أنفسنا فنظرت إليها باسمة على وجهى بهجة،
وأردت توديعها ولكنها اختفت إلى أين! لا أدرى ولكنها جاءت وأخبرتنى السبيل ليتها أخذتنى
من هنا ومن حياتى الروتينية هذه فى طريقها إلى بلاد بعيدة حيث لا أكون وحيدة
ويتواجد أناس غير المألوفين أجد فيهم الإحساس، وتتغير فيها حياتى
التى اعتادت على نفس الروتين مللت منها!
بلى ولكن الحمد لله رب العالمين.
ياسمين محمد الغريب