شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: ما فعله الإخوان ضد الجيش المصرى فى الأيام الأخيرة .. الإثنين أبريل 29, 2013 1:03 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 29/4/2013 طارق رضوان إذا وقعت الواقعة. أىّ واقعة فى مصر. لا بد أن ننظر إلى التاريخ والجغرافيا. انظر إلى الساعة لتعرف التوقيت، وانظر إلى المكان، وما فعله الإخوان ضد الجيش المصرى فى الأيام الأخيرة بتسريب تقرير لجنة تقصى الحقائق إلى صحيفة «الجارديان»، ما هو إلا رد فعل سريع على الجيش. وبالمناسبة مراسل «الجارديان» ومعه مراسل «اللوموند» هما من المراسلين المقربين لخيرت الشاطر. رد الإخوان على الجيش رسالة مشفَّرة. فقد قامت المؤسسة العسكرية بعملية كبرى هى الأخطر من وجهة نظر الجماعة. وهى إنهاء إضراب سائقى السكك الحديدية فى أقل من ثلاثة أيام. تلك الأزمة أوقعت الإخوان فى ورطة. وأرسلوا أكثر من مندوب إلى السائقين بالترغيب والترهيب ولم يستمع إليه أحد. فهم لا يجيدون التعامل مع العمال. وهى الأرض البِكْر التى يحاولون دخولها. فشل مندوبهم فى حل الأزمة. وتعقَّدت الأمور. وتسبب الإضراب فى شل مصر تماما. كل السكك الحديدية توقفت بتنسيق كامل. وهنا تدخل الجيش ليحل الأزمة. وقدم البديل المؤقت من سائقيه لو لم يفك السائقون الإضراب. وفى خلال ثلاثة أيام عاد السائقون لعملهم. وتحركت مصر. هنا تنبهت الجماعة إلى الكارثة. صحيح الجيش حل أزمة. لكنه أفصح إلى أى مدى يده ممدودة ومغروزة ومسيطرة فى قطاعات كبيرة مهمة ومؤثرة فى الدولة المصرية. وهو ما أصاب الإخوان بالذعر وأخْذ الحذر، فقاموا بتسريب التقرير للاحتكاك بالجيش. وكان فى نية مرسى بالفعل أن يعزل وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة. وقد اختلقت قيادات الجماعة فى المضى فى تلك الخطوة، وانقسموا على اتخاذها. وقامت الاتصالات مع الامريكان لجسّ النبض فى حالة عزل وزير الدفاع، فهم لا يضعون فى اعتبارهم أى شىء أو أى شخص غير الأمريكان. وكان الجواب بالرفض القاطع فتراجعوا عن اتخاذ القرار. وإن كانوا يبيّتون فى نيتهم اتخاذ القرار قريبا عندما تكون الظروف ملائمة. يمكن إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية وتقديم الوزارة استقالتها. ويقوم مرسى بتعيين وزير دفاع جديد من صنع أيديهم. وهو ما يذكِّرنا بالحديث ما بين عبد الناصر والسادات وهيكل فى استراحة المعمورة فى صيف 1969 وكان ناصر فى طريقه إلى الاتحاد السوفيتى للعلاج. وقال ناصر موجها حديثه إلى السادات. هل تتصور أن الأمريكان سوف يتركون مصر فى حالها عندما أذهب. لا تتصور لحظة أن ذلك يمكن أن يحدث. من يدرى أنهم لا يقومون الآن بإعداد رجل مثل سوهارتو فى مكان ما من صفوف الجيش. ما قاله ناصر مر عليه أربعة وأربعين عاما. لكنه ما زال يتم إلى وقتنا الحالى. والجماعة هى يد الأمريكان فى مصر. ولو استمروا فى حكمها أكثر من ذلك، سيعزلون القائد العام لا محالة ويصعد رَجُلهم كما فعلوا فى معظم مؤسسات الدولة. وهم فى طريقهم للسيطرة الكاملة على جهاز المخابرات الذى يقيم فيه عصام الحداد بشكل يكاد يكون يوميا، يطّلع على الملفات التى يريدها. ويعزلون كل الضباط الذين لهم علاقة إما بملفات النشاط الدينى وإما بملفات حماس، بعضهم يُعزل والبعض يتم نقله إلى إدارة أخرى، كالعلاقات العامة أو غيرها من الإدارات التى لا عمل لها تقريبا. للإخوان خطة ممنهجة تسلموها ساخنة من حليفهم الأعظم. وهى خطة بناء الدولة الإخوانية والتخلص من الدولة القديمة. وهناك ثلاث معضلات هى التى تقاوم حتى الموت: الجيش والإعلام والقضاء. وفى القريب العاجل وبالتحديد بعد انتخابات مجلس النواب سيتم تعيين الأخ ممدوح الولى رئيسا للمجلس الوطنى للإعلام، وقد استقروا على الولى مع إبقائه رئيسا لمجلس إدارة الأهرام. فى حين أن بعضهم اعترض على الجمع ما بين المنصبين إلا أن أحدهم ذكّرهم بمحمد حسنين هيكل عندما كان وزيرا للإرشاد مع رئاسة مجلس إدارة وتحرير الأهرام - على أساس أن الولى وهيكل لا فرق بينهما فى الموهبة الصحفية!- والولى الآن يُعِدّ قوائمه فى اختيار رؤساء التحرير الجدد للصحف القومية. أما ملف القضاء فالقانون الجديد سيمرَّر إن عاجلا أو آجلا. لأنهم يُعِدّون لدخول عدد كبير من رجالهم فى السلك القضائى للسيطرة الكاملة على هذا الضجيج الدائم الآتى من كبار رجال القضاء مستندين إلى الخيانة من القوى الثورية للقضاء. فهو وارد كما تم فى الاستفتاء على الدستور الأخير، وامتنع القضاء عن الإشراف وتبنّت معظم القوى الثورية الذهاب إلى الصناديق بل وذهب رموزها للإدلاء بأصواتهم أمام الكاميرات متخلّين عن القضاة وعن موقفهم ضد الاستفتاء الدستورى. الإخوان يلعبون على الفُرقة ويعرفون جيدا مَن يُرشى بالمال ومَن بالسلطة ومَن بالأوامر من الدول التى تحركه ويلجؤون إليها لإعطاء الأوامر. ذلك ينطبق على الكبار منهم وعلى الشباب الذى يسمى نفسه ثوريا، وهم يعرفون من أين يموّلون. الإخوان يدركون أنه لا وطنية فى الوجوه التى أمامهم. والمصالح الخاصة هى التى تحكم الجميع. لذلك هم مستمرون فى طريقهم. إلا أن يتدخل القدر وتنقلب الآية. التاريخ دوما يثبت أن القدر فى مصر هو من يلعب لعبته عندما تضيق الحلقات ويظن الناس أن الظلم قد استحكم. | |
|