شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: بالاختلاف نَكّتمل، ويتولد أسمى معانى الإنسانية "الحــب" السبت أبريل 20, 2013 11:45 pm | |
| تؤكد المرشدة الأسرية أسماء سعيد، أننا باختلافنا رجل وامرأة نكتمل، وعلى الرغم من أننا ندرك أننا مختلفون إلا أننا من الناحية العلمية لا نعترف بهذا الاختلاف بشكل كامل بل نميل أكثر إلى تغيير الطرف الآخر كما "أنا".
وتشير أسماء يُريد كلٍ منّا أن يَشعر البشر فى حياته بنفس مشاعِره وأن يُفكروا بنفس طريقة تَفكيره، وأن يَتصرفوا كذلك بمثل تَصرفَاتِه.. وعندما يَكُون لهم ردود أفعال أو تصرفات مغايرة فإننا نحكم عليهم بأنهم مخطئون.
فى حين أن سنة الله فى كَوّنِه أننا مختلفون، بالاختلاف نَكّتمل، لذا لاندماج الرجل والمرأة معنى "الاكتمال"، اكتمال الوجود، اكتمال الإنسانية.. الحياة فباختلافهم يتولد أسمى معانى الإنسانية "الحــب"، ويتجلّى هذا الاختلاف واضحًا فى ( الأخذ والعطاء )، يميل الرجال إلى أن يفترضوا أنهم بمجرد إدخالهم السعادة على قلب المرأة فإنها ستظل تشعر بالسعادة بشكل دائم..
فى حين أن المرأة تعتقد أن عدم حصولها على الحب والاهتمام الدائم لا بد وأنها قد فعلّت شيئاً خاطئاً جعلها لا تستحق الحب، وبسبب خوفها من أن تزداد الأمور سوءًا تحاول جاهدة أن تكون أكثر حبًا وعطاءً، ويكون منطق الرجال أنها إذا قدمت أكثر فلابد وأن يكون قد قام بعمل ما يستحق كُل هذا الحب، لذا يفضل أن يستريح بعد الوقت ليتلقى ما يستحق.
هذا ما يجعل الرجال أكثر كسلاً فى علاقاتهم فكلما استمرت المرأة فى العطاء فإنه يعتقد أنه أعطى الكفاية وليس هناك ما يستحق لأن يعطى المزيد، وهكذا تفقد العلاقة توازنها فى الأخذ والعطاء فعندما كانت تعطى المرأة أكثر لأنها كانت تريد المزيد.. وكانت تفترض أن تضحياتها التى تبذلها لإسعاده ستجعله يهتم بها أكثر، ولكن كان لصنيعها أثر عكسى تماماً على الرجل، ويزداد استياؤها يوماً بعد يوم لأنها أعطت عن فراغ بدلاً من أن تعطى عن وفاء وتكامل، وبمرور الأيام تصبح غير قادرة على العطاء، وتكن قدرتها على تقبل زوجها قد نقصت.
ولعل أكثر ما لا يدركه الرجال أن النساء لديهن قدرة هائلة على أن يعطين دون أن يسترددن نظير عطائهن، إنهن يعطين أكثر وأكثر مع الإحساس بالسعادة.. لأنهن يفترضن أنه سيأتى يوم يحدث فيه تعادل فى الأخذ والعطاء، تفترض المرأة أنه عند نقطة ما سيكون شريكها شاكراً للجميل بشكل يجعله يردّ لها كل ما قدمت من عون.. عند ذلك ستشعر بالراحة والاسترخاء للاهتمام بها ولو لفترة وجيزة..
فى حين أن الرجل عندما يقدم لشريكة حياته شيئاً فإنه يظل ينتظر الحصول على مقابل ذلك الشىء قبل أن يعطى المزيد.. بطبيعته لا يسمح بأن يجعل الحساب غير متعادل.
وللخروج من هذه المعضة، يتعين على الرجل أن يأخذ زمام المبادرة فى بذل العطاء عن طريق فهمه لاحتياجات شريكة حياته.. كما يتعين على المرأة أيضاً أ تتحمل مسئولية جعلها من نفسها ضحية أو شهيدة حبها، لأن يصل الحساب لهذا الحد من عدم التعادل، ويمكن حينئذٍ لكل من الزوجين أن يبدأ فى عمل كشف حساب جديد.
| |
|