شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: كما لن يكون أبداً.. الإثنين مايو 13, 2013 5:21 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جلست وحيدة صامتة لفترة ليست بالقصيرة فى تلك الحديقة الغنّاء الملآنة بكل ألوان السعادة، جلست تتذكر حبيبها التى فارقته لسبب أو لآخر، هى لا تعرف لماذا كُتِب عليهما الفراق ولا تريد أن تتذكر تلك اللحظة المؤلمة.. يكفيها فقط السعادة التى تملأ قلبها حين يدور هو فى مخيلتها.. هى فى أغلب الأوقات لا تنساه.. فهو قابع هناك فى مكان ما بين طيات ذاكرتها فى ذلك الركن المخصص له وحده.. لو استطاعت يوماً أن تفرش له قلبها وروداً لفعلت دون إبطاء... تسعى دوماً للقائه حقيقةً أو خيالاً.. لا تعرف لماذا قابلته ولا تعرف لماذا افترقا.. إنها تعرف فقط أنها تحبه.. وهذا يكفيها حقاً أو ربما لا فهى تريده هو.. كما لن يكون أبداً.. تكلمت معه مراراً وتكلمت عنه تكراراً.. وصفته لهم بأحلى الصفات وأطيب الكلمات.. وكيف لا؟.. فهو السكر الذى يزيل مرارة أيامها.. وهو هواءها الذى تتنفسه لكى تحيا.. هى لا تريد أن تصارع تلك الأيام المتلاطمة أمواجها بدونه.. لطالما فكرت وهى تستمد شهيقاً أن تستمد التالى من أجله..
ما هذه الغربة القميئة؟.. ما هذه الحياة الغريبة؟.. إنه يحيا بداخلها وهى لا تحيا مطلقاً.. كيف لها أن تقاوم ذلك التفكير الذى يقتلها.. سألت نفسها هل هى تتقمص دور الحبيبة كما شاهدت فى الأفلام؟.. أم أن هذا هو الحب الحقيقى فعلاً؟ هل بعد افتراقهما ستستطيع أن تنساه؟.. هل ستحظى بهذه النعمة الإلهية؟.. نعمة النسيان..
إن هذا العالم رحبٌ وضيق.. فبرحابته قد وسع كل هؤلاء البشر ولكنه ضيق حرج لا يستطيع أن يسع حزنها..
غابت الابتسامات.. لم تعد تسمع أصوات العصافير.. نسائم و ألوان الربيع أصبحت مبهمة.. الألوان باهتة.. الموسيقى لا طعم لها.. المرارة فى الحلق دوماً..
هل تستطيع أن تجد البديل؟.. هل هناك على سطح هذا الكوكب من يقدر أن يمحو آثار هذا الجرح الدامى؟
انهمرت الأمطار.. أمطار تملأ أنهاراً.. لآلئ رقيقة نبعت من تلك الأعين ومرت على الوجنات.. تمنت لو أنها الآن فقدت ذاكرتها.. كل ما فيها يمحى.. بما فيها هو، الآن و ليس غداً.
تامر شاهين | |
|