هناك من يعشق صورة وهناك من يعشق روح وهناك من يعشق تمثالا لا روح فيه،
وفى سبيل قرب هذا المعشوق يضحى المرء بكل غال ونفيس،
وفى سبيل نظرة رضا يراها فى عين معشوقه يلقى بنفسه فى التهلكة،
فهو يحتمل أى شىء سوى بعده.
وكلما زاد قربه زاد عشقه ولم يحتمل التفاته عنه لحظة،
وكلما زاد عشقه زاد هيامه وتودده له،
حتى لكأنه يتحرك دون أن يدرى ليأتى بكل ما يرضى معشوقه ويقربه منه.
ودون أن يملك أو يقاوم لا يقدر أن ينقض معه عهد الهوى والقرب،
وكلما زاد عشقه ذاب فى معشوقه حتى لكأن ذاته تتفانى،
فى ذات معشوقه فينسى كل شىء سوى أنه عاشق،
ويزهد فى كل شىء سوى معشوقه فيكون هواه.
ما يرضى معشوقه ويكون مطلوبه تحقيق منى محبوبه.
الوفاء عنده هو الوفاء بعهد معشوقه
والإخلاص ليس له معنى آخر سوى الإخلاص لمعشوقه،
فالمعشوق إذن هو مفترق الطرق أما نور أو نار، إما حقيقة أو سراب،
ميلاد جديد أو موت محقق نعيم أو هلاك، وجود أو ضياع.
فإذا كان العشق أن لا يكون لنفسك فى نفسك شىء، وتكون كلك ملك معشوقك
فاختر لنفسك معشوقا لا تشقى بعشقك له، ولا تضيع بحبك له ولا تهلك بقربك منه
ولا تخسر نفسك بوفائك بعهده ولا تذل بأخلاصك له وتفانيك فى نيل رضاه
ولايعييك هواه وتضحيتك فى سبيل وده.
غادة عطا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]