والآن وبالرغم من مرور عامين على هذا الحدث، إلا أنى لا أجد نفسى قادرا على الدخول فى أى علاقات جديدة،
أشعر كأنى كبرت جدا، وكأن عمرى قد سرق من بين يدى، أكاد أجن
وأحاول أن أفهم كيف حدث هذا؟، ولماذا فعلت بى هكذا؟...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأرسلت (س) أيضا إلى افتح قلبك، تقول:
لم أكن بلغت الثامنة عشر بعد عندما تعرفت عليه، كان جار لنا، شاب يكبرنى بعامين، انتهز فرصة دخولى للجامعة
وبدأ يتردد على فى كليتى ويتحدث معى، قال لى إنه كان معجبا بى منذ زمن بعيد ولكنه
لم تكن هناك فرصة للكلام بيننا، ارتبطنا سريعا وظلت علاقتنا غير رسمية لمدة 5 سنوات هى فترة دراستى الجامعية،
وبعدها طلبت منه التقدم إلى أهلى حتى نرتبط بشكل معلن، فإذا به (فص ملح وداب)...
اختفى من حياتى تماما وكأنه لم يكن.
ما يؤلمنى أكثر من الفراق هو أنى لا أفهم لماذا حدث هذا؟، ولماذا تصرف معى بهذه الطريقة؟،
ولماذا ظل معى كل هذه المدة وهو سيتركنى فى النهاية؟... هل أجد عندك ردا يا دكتور؟.
وإليكما أقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لن أبالغ إذا قلت أن هاتين الرسالتين هما نموذج بسيط من مئات الرسائل التى تحمل نفس المعنى، فالقصة معروفة
ومحفوظة منذ قديم الأزل، يتعارف اثنان، ويتحابا _ أو هكذا يبدو_ ثم يقرر أحدهما فجأة إنهاء هذا الارتباط،
تاركا الطرف الآخر تتلقفه أيادى الألم والحزن والحيرة، والسؤال الذى يسأله دائما الجميع فى مثل هذه الأوقات هو...لماذا؟،
والأسباب كثيرة فى الحقيقة، دعونا نفكر سويا فى بعضها لعلنا نستريح...
1) إن ذلك الشخص (الطرف الذى قام بالهجر) لم يشعر بالحب تجاهك من الأساس، لكنه كان يبحث عن المشاعر نفسها، عن إحساس بأن هناك من يهتم به ويبذل له هو بشكل خاص، لهذا تجاوب واستمر معك حتى اكتفى من هذه المشاعر، وقرر أنه ليس بحاجة إليها أو إليك فى الوقت الحالى. 2) أو أنه لم يحبك أيضا، ولكنه عندما لمس حبك واهتمامك أنت به، فكر وقيم الموقف، وقرر أن يحبك هو الآخر، ولكن ولأن المشاعر لا تأتى بالإجبار عادة، وجد نفسه لا يستطيع أن يضحك على نفسه، أو أن يمثل عليها وعليك أكثر من ذلك، وأدرك أنه لن يجيد الدور بقية حياته ففضل إنهاء القصة كلها الآن قبل لاحقا. 3) أو أنه لم يحبك أيضا، ولكنة وجد فى حبك له وارتباطه بك مميزات أخرى، كأن يقال على الشاب مثلا إنه (خبرة) أو (مقطع السمكة وديلها)، أو أن يقال على البنت إنها (مرغوبة) و(ألف من يتمناها)، أو أنه يريد أن يتسلى ويشغل فراغه بمن يسمعه بعض الكلمات اللطيفة، وبعض المكالمات اللذيذة، أو أنه يكون طامعا فى أكثر من ذلك كان يدخل فى علاقة غير شرعية معك، وهو للأسف مطمع عدد لا بأس به من الشباب معدومى الوعى والضمير. 4) أو أنه تجاوب معك وأقنع نفسه وأقنعك بأنه يحبك فعلا، ولكنة لم يكن مقتنعا بك تماما، ولا بالقدر الكافى، فقبل بك كوضع (مؤقت)، فوجودك فى حياته لن يجعله يخسر شيئا، إلى حين ظهور من هو أفضل منك، أو أكثر قبولا بالنسبة له. 5) أو أن يكون أحبك، وبصدق، وأنه تمنى فعلا الارتباط بك إلى الأبد، ولكنه شخص غير مسئول، ضعيف، يهاب الارتباط وتحمل المسئولية، وهم كثر بكل أسف، فتجده يحبك ويرغبك ويريد البقاء معك فعلا، لكن بدون مسئوليات، بدون مقابل، بدون متطلبات...لا مادية ولا معنوية، لأنه شخص للحب فقط وليس للزواج. 6) أو لأنه أحبك أيضا، ولكن ليس بالقدر الكافى، أو لأنه هو ليس بالقوة الكافية لأن يقف أمام أهله أو الظروف إذا عارضوا ارتباطه بك، فتجده يتراجع ويتخلى عنك عند أول عقبة وأول اعتراض، وتجده (يقفل الباب إلى يجيله منة الريح) وينهى الأمر. 7) أو لأنه أحبك فعلا، لكن كان هناك شىء أقوى منه ومنك حال دون إتمام هذا الارتباط، كظروف مادية صعبة، أو أزمات عائلية موروثة، أو أى شىء (قدرى) من هذا القبيل. 8) أو أنه كان صغيرا فى السن، أو (غير ناضجا) عاطفيا بما فيه الكفاية عندما ارتبط بك، وعندما تهيأ له أنه أحبك وأنه يريد البقاء معك بقية عمره، لكنه وبعد مرور بعض الوقت تغير ونضج وفهم، فأدرك أنك لست الشخص المناسب له، أو أنه هو الذى لا يناسبك، فتكون النتيجة أن ينهى العلاقة الطويلة التى كان يعتقد أنها ستستمر مدى الحياة. كما ترون تعددت الأسباب والهجر واحد، لكننا عندما نمعن التفكير فى هذه الأسباب
نكتشف أن أغلبها ليس بسبب الشخص (المهجور)، وأنها مسئولية الطرف (الهاجر) وبسببه هو،
لهذا أحب أن أقول لأى شخص تعرض لهذه التجربة المؤلمة...أرجوك هون على نفسك، وأفهم أن ما حدث
لم يكن بسبب خطأ منك أو عيب فيك، إنما هو وفى أغلب الأحوال بسبب مشكلة ما فى الطرف الآخر.
شىء آخر أحب أن أقوله، وهو أن ما حدث وبالرغم من أنه مؤلم إلا أنه قدر مقدر ومكتوب كما يقولون،
إذا لم يكن هناك مفر من حدوثه، فارحم نفسك من التفكير فى (ماذا كان يجب على أن افعل لإنجاح هذه العلاقة؟)...
لم يكن هناك شىء تستطيع عمله، ولم تكن لتستطيع منع ما حدث، مهما لمت أو قرعت نفسك،
(فالمكتوب ع الجبين لازم تشوفه العين) مهما فعلت.
الأمر الثالث الذى أريد أن ألفت انتباهك إليه هو أنه طالما هذا هو ما حدث، إذا فهو الخير لك، بكل المقاييس،
فنحن نعرف جيدا أنه (عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)، لكننا نفتقد إلى الإيمان الحقيقى بذلك عندما نصبح نحن المعنيون به،
فلا أحد يريد أن يتألم أو يتعذب، ولا أحد يفهم أين الخير فى ذلك، لكن تذكر دائما أنك أضعف وأقل
من أن تعرف الحكمة وراء كل الأقدار التى تصيبك، وأنه ليس مطلوب منك غير التسليم
والرضا بها حتى وإن كانت على غير هواك.
الأمر الوحيد الذى قد أخذه على الشخص المهجور هذا هو أنه قد يكون أغفل أو تجاهل العلامات والمؤشرات
التى كانت تنبئ بعدم نجاح هذه العلاقة من البداية، فقد يكون شعر بعدم صدق مشاعر الطرف الآخر،
أو عدم إخلاصه، أو عدم جديته، أو ضعف شخصيته، أو خوفه من الارتباط، أو أو أو... ولكنه لم يعر ذلك أى انتباه،
غلب مشاعره ورغبته فى البقاء مع هذا الشخص على كل شىء، اختار أن يعمى عينيه ويغلق أذنيه أمام أى إنذار
كان يوحى بأنه ليس مع الشخص (الصح)، لهذا أقول لأى شخص فى علاقة...أرجوك حب واستمتع واحلم،
لكن لا تضحك على نفسك أبدا، لا تظن أن الأمور ستنصلح بمفردها، أو بمجرد نيتك الحسنة ورغبتك الحقيقية
فى إتمام هذا الارتباط، توقف وقتما تشعر بأن هناك شيئا ما خطأ، فإصلاح الأمور
فى بدايتها دائما أفضل وأسهل وأقل إيلاما.