شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: نادرا ما تكرر فوز الحكومة الأولى بعد الثورة فى الانتخابات اللاحقة إلا إذا كانت حكومات وحدة وطنية السبت يونيو 08, 2013 9:07 pm | |
| الجمعة 07-06-2013 خطة الدكتور مرسى «بااااظت» هل كان فيه خطة أصلاً؟ دعونا نفترض هذا. طيب وما هى هذه الخطة؟ هذه الخطة أخذت عدة عناوين كبيرة: «الإسلام هو الحل» و«نحمل الخير لمصر» وخطة «النهضة» وخطة «قوتنا فى وحدتنا». والحقيقة أننى من زمان وأنا أرفض الاستخدام السياسى لشعار «الإسلام هو الحل»، ومن لديه وقت يعود إلى مقال قديم لى كتبته فى 2007 تحت عنوان: «حل إنسانى يقبله الإسلام» وليس «حلا إسلاميا»، اعتقادا منى أن الكثير من الحلول التى تدخل فى دائرة الحلال والمباح هى حلول مقبولة إسلاميا، حتى لو اكتشفها أو اخترعها غير المسلمين. المهم أننى كنت أدخل فى حوارات مع بعض الأصدقاء من الإسلاميين بشأن هذه الشعارات وكنت أجد فروقا واضحة بينهم. هذه ليست فروقا من قبيل «أصلهم إخوان» أو «أصلهم سلفيون» أو «أصلهم يساريون». العبدلله تجاوز هذه الحدوتة من زمان: داخل الإخوان هناك أناس متفتحون وهناك أناس غير متفتحين، وهكذا فى كل فصيل. أو كما يقول أحد أصدقائى: هناك إخوان Exposed، وهناك إخوان حديون ومنغلقون، هم الأكثر ظهورا على أجهزة الإعلام، لأن شهوة الكلام أقوى من فضيلة العمل فى صمت عند كثيرين، وهذا أيضاً فى كل التيارات. أى شخص مصرى عادى، مصادر معارفه الأساسية هى الكتب الدراسية والملخصات وما تبثه وسائل الإعلام من «ثقافة العوام ومعتقدات الصبا»، كما كان يقول أبوحامد الغزالى من 800 سنة تقريبا، هو بالضرورة شخص حادى منغلق، يرتكب كل أخطاء التفكير غير المنطقى العادية. ولكن يبدأ الإنسان يرتقى بفكره، حين يقرأ أكثر أو يتتلمذ على يد علماء أو يسافر للخارج إلى مجتمعات أكثر تحضرا منا ويتعلم منها وفيها. المهم أن خطة الدكتور مرسى بأن يقنعنا بأنه حاكم يحكم بالإسلام، أو أنه يحمل الخير لمصر أو أنه سينجح فى توحيدنا وصولا للنهضة، الخطة دى باااااظت.. (ب، ألف، وكمان كذا ألف، ظ، ت مش مربوطة.) والدكتور مرسى الذى كنت أظنه (Exposed)، يعنى متنور ومتفتح ومعتدل والكلام ده، أحاط نفسه بمن لو كانوا أحاطوا بمبارك كانت الثورة قامت منذ عشرين سنة قبل موعدها. طيب باظت ليه؟ المعادلة فيها جزءان: جزء يتعلق بسلامة النية والقصد، وجزء يتعلق بسلامة الإجراءات والقرارات. يعنى من يحكمنا قلبه طيب ويريد الخير للبلد، ومخه فاهم وليس الدُبة التى قتلت صاحبها وهى نيتها خير أنها تهش الذبابة عن وجهه وهو نائم. الناس كانت تعارض مبارك لعدة سنوات قبل الثورة ولكن كثيرين كانوا يعتقدون أن مبارك نيته خير بس مخه على «أده» لغاية ما موضوع «التزويث»، أى التزوير من أجل التوريث، ثم نظرية «خليهم يتسلوا» جعلت الناس توقن أن نيته «سودة» وهنا «خطته باااااظت» (ب، ألف، وكمان كذا ألف، ظ، ت مش مربوطة.) الدكتور مرسى فهم الموضوع غلط، وهذا وارد لأن هناك دائما أخطاء مبتدئين فى أى مهنة أو نشاط جديد، وحضراتكم افتكروا أول مرة ركبتم فيها دراجة أو موتوسيكل. لكن المهم أنك بمرور الوقت إما أن تكون اكتسبت مهارات التعلم أو أن تنزل من عليها بدلا من أن تسبب أضرارا للمحيطين بك، وبالتالى «يتمردون» عليك. الدكتور مرسى فهم الموضوع غلط، وظل يغلط لغاية ما وصل إلى أنه وضعنا جميعا فى مأزق. متمسك بحكومة الدكتور هشام قنديل حتى الانتخابات، مع كامل احترامى للرجل ولفريق عمله. طيب متى الانتخابات؟ ولا أحد يعرف، لأن المجلس والمحكمة فى جدل، والدكتور مرسى يتصرف وكأنه غير قادر على التدخل فى الأمر. لكن هناك شيئا واحدا متفقا عليه وهو أن أداء الحكومة اقتصاديا وخدميا غير مقنع لكثيرين، وهى تسبب أزمة سياسية، ولكنه مصمم عليها. وبالتالى هى حكومة لا تحمل الخير لمصر، ولا تحقق النهضة، ولا تشكل أى مظهر من مظاهر الوحدة التى هى من أسباب قوتنا وفقا للخطة. ومع استثناءات قليلة، فهى حكومة، بأى معايير موضوعية، تواجه تحديات هى غير قادرة على مواجهتها. وبدلا من أن تقوم بسد العجز فى القيادة، أصبحت هى واحدة من أسباب المزيد من الانقسام. لى صديق إخوانى فى المطبخ، قال لى منذ فترة طويلة: «يا فلان، توقعات الناس مهولة، ونحن لم نكن مستعدين». وكان ردى أنه نادرا ما تكرر فوز الحكومة الأولى بعد الثورة فى الانتخابات اللاحقة إلا إذا كانت حكومات وحدة وطنية، لأن المعارضة تتورط هى الأخرى فى إدارة البلاد، فلا يظن الناخبون أن أداء المعارضة أفضل من الحكومة. إذن غالبا ستخسرون الانتخابات القادمة. قال لى: «هذا كلام مهم سأوصله للرئيس». قلت له: «توكل على الله». قابلته منذ أسبوع، فكان أول ما قاله لى: «والله العظيم قلت له، وهو اللى مصمم». قلت له: «قل له خطتك بااااظت وستدفع ثمنا غاليا، ومصر كذلك. ومصر أهم». «الحبة دول اللى بيحكموا ومعهم مؤيدوهم» و«الحبة دول اللى بيعارضوهم ومعهم مؤيدوهم» و«الحبة دول اللى مش مع دول ومش مع دول» على موعد مهم يوم 30 يونيو. هؤلاء بالشوارع العليا وأولئك بالشوارع الدنيا ويومها يلتقى الجمعان ونكون أمام عدة سيناريوهات، كلها تتوقف على سلامة القلب ورجاحة العقل: سيناريو: «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»، وسيناريو «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ». سيناريو «أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ» أو سيناريو: «فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً». وأى محاولة لتفسير الآيات وإسقاطها على طرف دون آخر من القراء الكرام هى اجتهاد شخصى مفهوم، ولكن المهم عندى أن يظل سيناريو: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» هو الأسمى. | |
|