Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: صدمة ما بعد الثورة الثلاثاء فبراير 19, 2013 4:22 am | |
| صدمة ما بعد الثورةالإثنين 18-02-2013 معتز بالله عبد الفتاح سألنى صديقى محمد الميكانيكى: «هو الناس خايفة من الإخوان ليه؟». قلت له: «علشان هم يخوفوا». سألنى صديقى: «يخوفوا ليه، ما هم مصريون مثلهم مثلنا». قلت له: «ما هى دى المشكلة. هم فيهم كل عيوب المصريين الأصلية ولكن يضاف إليهم عيوب الجماعات المغلقة وتخرج من بعضهم أحيانا كلمات وتصرفات تثير التخوفات أكثر منهم. فضلا عن أنهم راغبون فى السلطة بصلاحياتها ولم يكونوا مستعدين للدولة بأعبائها. المشهد مربك والكل مرتبك وهم يزيدون الارتباك إرباكا والناس لم تزل تتدرج فى مراحل التعامل مع الصدمة». «يعنى إيه مراحل الصدمة دى؟» سألنى صديقى. «لما الإنسان، لا قدر الله، يعرف خبرا صعبا وغير متوقع عن فقدان عزيز عليه يمر بعدة مراحل، الخواجات بيسموها: «dabda» بدءا من الإنكار (denial) ثم الغضب (anger) ثم البحث عن مخرج (bargaining) ثم الاكتئاب (depression) ثم القبول أو التكيف (acceptance). وطبعا هذه المراحل ليست حتمية فيمكن أن يكون الغضب لاحقا على الاكتئاب فى بعض الحالات. ولو تخيلنا أن قطاعا من المصريين سواء ممن أيدوا الثورة أو ممن رفضوها لم يتخيلوا قط أن مصر يمكن أن تُحكم من قبل المحافظين دينيا (إخوان وسلفيين) إما لأنهم كانوا لا يعرفونهم أو لأنهم ظنوا فيهم غير ما انتهوا إليه. وقد ساعد فى ذلك بوضوح بعض التصريحات والقرارات التى اتخذها هؤلاء فزادت من مخاوفهم مع إعلام متحفز ضدهم ومتصيد لهم، فتحول الأمر إلى خوف استثنائى. من مظاهر هذا التخوف، «الإنكار» حيث يبدو البعض غير مصدق حتى الآن أن السلفيين والإخوان انتقلوا من السجون إلى مواقع السلطة بهذه السرعة. وهذا يدل على ضعف شديد فى القياس النظرى. حيث كانت الشواهد من أيام مبارك أن الإخوان هم رقم «2» فى كل الانتخابات التى تجرى؛ فحين يختفى رقم واحد، فقطعا ولفترة سيحل محله رقم «2»، إلى أن ينجح الآخرون فى مزاحمته على السلطة. والحقيقة أيضاً أن هذا هو ما حذر منه صراحة عمر سليمان الشباب الذين التقى بهم حين قال لهم: «إنكم لن تصلوا للسلطة، أنتم الأداة التى ستستخدمها القوى الظلامية للوصول للسلطة» . وتعبير القوى الظلامية من عمر سليمان يعنى القوى المحافظة دينيا التى تعتلى مواقع السلطة الآن. ولكن الإنكار لا يستمر طويلا لاسيما حين يفوز الطرف الذى سبب الصدمة بخمسة استحقاقات انتخابية واستفتائية، فيتحول رد الفعل من الإنكار إلى الغضب وهو ما يترتب عليه عنف لفظى ثم عنف مادى وبدنى. وحين تصل الأمور إلى أعلى مستوى ممكن من العنف، ولا يجدى نفعا، يتحول البعض عن الغضب إلى البحث عن بدائل لمواجهة الصدمة الحادثة.. وبما أن جبهة الإنقاذ الوطنى هى جبهة الإنقاذ الوطنى بكل رأسمالها الإعلامى العالى ورأسمالها الشعبى المنخفض، فيتحول الناس تباعا إلى حالة من الاكتئاب والذى يعالجه الناس بالعزوف عن السياسة وعن السياسيين ويبحثون بشدة عن أى وسيلة للخروج من هذا الاكتئاب عبر النكات والسخرية وهنا تكون وسائل التواصل الاجتماعى وبعض البرامج الكوميدية أداة عبقرية للخروج من الاكتئاب. ولكن مشكلة هذا البديل أنه لا يحل المشكلة لأن الطرف الآخر الذى سبب الصدمة لا يلتفت إلى كل هذا. هو يسير وفقا لرؤيته فى التواصل مع الشارع من أجل زيادة رأسماله السياسى والانتخابى. ولو جاءت نتيجة الانتخابات القادمة متقاربة مع نتيجة انتخابات مجلس الشعب السابق، سيتعامل معها البعض على أنها أمر واقع لا بد أن يتكيفوا معه ويقبلوه، وسيعود البعض إلى حالة الإنكار والغضب ونبدأ من أول وجديد». «بس الناس مش هتستحمل» قال صديقى الميكانيكى. «هذا صحيح ولكن المفروض أن هناك عملية عكسية تحدث عند الإخوان والسلفيين، أراها أكثر عند حزبى النور والبناء، تجعلهم هم أيضاً يتعاملون مع صدمة أن المعارضة قوية على مستوى الحشد السياسى وأنها ليست بضعة آلاف قليلة يمكن تجاهلها. وهذا هو الأمل أن يعرف الجميع أن البلد بلد الجميع ولا مجال لافتراض أن أحدا يمكن أن يلغى الطرف الآخر. قل يا رب». «يا رب». | |
|