منذ زمن عندما بدأت أعرف وأتذوق الحياة، جذبتنى هذه السيدة إليها منذ الإعدادية وبدأت عيناى تتعلق بها
وازداد تعلقى بعد دخولى الجامعة وتعلقت بها أكثر وأكثر بعد التخرج واندماجى فى الحياة..
جميلة وفاتنة كنت أراها فى كل مكان فى الشارع والأتوبيس والأسواق كانت تجذب الجميع برشاقتها وضحكتها..
بهرتنى رأيتها فى مصر كانت محجبة، ولكن حجابها يظهر مفاتنها.. رأيتها فى المصيف تخطف العقول والأبصار..
رأيتها فى عملها ضحكتها عالية وصوتها رنان وهى سبب وقوع المدير والموظفون فى الخطأ والرشوة
والاختلاس والنصب والنفاق.. سيدة واثقة من نفسها وتشعر وتعرف أنها جميلة وسلاحها ليس له سلاح مضاد
وتعرف أنى ضعيف مثل غيرى أمامها.. لاحظت جدتى ما أنا فيه وحكوا لها عن خيبة ابن بنتها (أنا) التقيلة
وتعلقه وحبه وشغفه بهذه السيدة نادتنى جدتى وهى غاضبة وقالت وحكت الكثير عن هذه السيدة
وأن كثيرا من الناس عقوا وتركوا أمهاتهم بسبب هذه السيدة..
وكثير من الناس من قتل والده حبا فيها وكثير من الناس من سرق ونهب ونصب بسبب هذه السيدة
وكثير من الجرائم ارتكبت ومازالت ترتكب بسبب هذه الفاتنة وأسال الكثير ممن عرفوها قبلك..
استمرت جدتى تحكى وتنصحنى ثم قالت على رأى المثل.. إن كنت عاوز تمص قصب مص من النص..
ومرت الأيام وسافرت واتغربت فكانت معى هذه السيدة.. رأيتها فى هولندا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا
فى كل مكان ذهبت إليه وكانت موجودة معى فى مصر.. ارتميت فى أحضانها كما ارتمى الكثيرون
ونسيت نفسى كما نسى الكثيرون أنفسهم فأنا ضعيف ضعيف أمامها، واعترف بذلك فهى جميلة ناعمة
تشدك إليها وأنت لا حول لك ولا قوه أريد أن أنزع نفسى منها، وهنا تذكرت ما قالته جدتى
وما كانت تقصده برفيعة الوسط أى التى تستطيع أن تتحكم فيها تملكها فى قبضتك وتلقيها متى وكيفما شئت
سهلة الامتلاك وسهل الإقلاع عنها.. لا تشغلك ولا تستعبدك
ولا تلهيك ولا تغرك وتمنيك.. فهى سيدة لا تساوى شيئا.
جعلت سيدنا عمر بن الخطاب يبكى ليلا حتى ابتلت لحيته ويقول لها غرى غيرى غرى غيرى،
وأنا أطلب منك يا رب وأدعوك أن تجعلنى قويا أمام هذه السيدة..
عزيزى هذه السيدة هى الدنيا
أحمد خيرى
وإن كنت عاوز تتجوز خد رفيعة الوسط.. ضحكت وقلت لها إنك لا تحبين السمين ولم أفهم ما تقصده جدتى.. والكثير والعياذ بالله قد كفر بالله لتمسكه ومجادلته وتناطحه وحبه الأعمى لهذه السيدة.