07.01.2013
طارق رشوان
صدر الأمر ووُزِّعت الخطط والتعليمات والخرائط والأسلحة، فقد قُضى الأمر، نكون أو لا نكون
فقد أصدر مكتب الإرشاد الأوامر لقواعده بالتعامل المسلح مع المتظاهرين،
الأمر جاء بعد اجتماع مكتب الإرشاد يوم الأربعاء الماضى وكانت بقية التعليمات هى حماية المقرات
والتعامل بعنف مع المتظاهرين بعيدا عن التجمعات، بل الاستدراج والصيد فى الشوارع الجانبية
والضرب بالخرطوش. خرطوش الإخوان ليس كخرطوش الشرطة فخرطوش الإخوان به سبع طلقات
من الحجم الكبير، بلية كبيرة، كالتى قُتل بها الصديق الحسينى أبو ضيف أما خرطوش الشرطة
فهو ثلاث عشرة طلقة من الحجم الصغير، ولا يقتل إلا من مكان قريب وفى مكان حساس بالجسد.
إذن الإخوان لديهم أسلحة كثيرة ولديهم تمويلات أكثر. اشترت الأسلحة تحسبا لتلك اللحظة،
تلك كارثة بكل المقاييس وكانت حادثة قتل الشيعة فى مصر من الكوارث التى تمر بها مصر،
والحدث الأكبر فى ظل حكم الإخوان لو تأملنا مشهد قتل الشيعة ورجعنا بذاكرة الصور
وفتشنا فى التاريخ القريب نحو أفغانستان ونحو لبنان القتل بوحشية والسحل فى الشوارع
والتمثيل بالجثث صورة طبق الأصل، والناتج من هذه الصورة هو أن مصر تعد لضربة كبيرة
ستنهى عليها لسنوات لو بقى الإخوان فى حكم مصر وستدخل ضمن الدول الراعية للإرهاب،
وعندما تضرب مصر بوحشية بأسلحة متطورة يقتل فيها المدنيون مع العسكر، لن يتعاطف معها أحد
من بقية الشعوب فى العالم المتقدم، وفى العالم المتخلف، فأهلها لديهم نفس الوحشية
والصور خير دليل على ذلك، ولو تتبعنا الصحف العالمية وتغطيتها لهذه الحادثة
لوجدنا أنها تصدرت الصفحات الأولى ليظهر المجتمع المصرى بالهمجية وآكلى لحوم البشر،
كما حدث فى لبنان من قبل، وكما فعلت «طالبان» فى أفغانستان.
هناك ألعاب مخابراتية تتم على أرض مصر برضا الإخوان وما حدث مع الشيعة ما هو إلا حرب مخابرات
ما بين السعودية وإيران على أرض مصر فبعد قتل الشيعة قتل الجيش اللبنانى سلفيين فى لبنان
ردا على ما حدث فى مصر، وهو ما يجعلنا نستميت على خلع الإخوان من الحكم،
لأنهم لن يتورعوا أن يفعلوا ذلك مع الأقباط لإجبارهم على الرحيل من مصر،
ووقتها سيتعاطف الغرب معهم ويستقبلهم كناجين من الاضطهاد العرقى الذى يمارس ضدهم.
والأقباط سيرحلون، الأغنياء منهم والمقتدرون، أما الفقراء فلن يجدوا لهم مأوى غير مصر
ولن يظلوا مستضعَفين، وهنا سيلجؤون إلى حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وعن مصالحهم
ووقتها سيظهر زعيم لهم كما ظهر بيير الجميل رئيس حزب الكتائب فى لبنان، وسيقول،
كما قال بيير: الاستعانة بالشيطان نفسه من أجل إنقاذ الأقباط،
وهناك ألف شيطان ينتظر إشارة واحدة من الأقباط ليدخل مصر. بيير استعان بإسرائيل
وهنا سيحمل الأقباط السلاح، وفى رد سريع على ما فعله السلفيون تجاه الشيعة سيحمل الشيعة السلاح
ولهم ممولهم فى إيران، والسلفيون ممولهم السعودية. وهكذا ستتحول مصر إلى كتائب وفرق تتقاتل
كلبنان تماما، أى لبننة مصر، وكل القوى الوطنية فى مصر الآن الصادقة والخائنة والمرتشية والمهتزة
والمرتعشة والمخترقة لا بد أن تعرف أن الإخوان لو نجوا من 30 يونيو وأحداثه المتتالية
لن يكون لهم وجود فى مصر. إنها حرب وجود ولا بد أن تعلم جميع الأجهزة الأمنية من أكبر جهاز
إلى أصغر جهاز أن عمرها انتهى لأنهم سيقومون، والخطة موجودة، وهى خطة أمريكية نُفذت فى العراق
بعد سقوط صدام حسين بإصدار قانون بحل أجهزة المخابرات وجميع الأجهزة الأمنية،
وكذلك حل الجيش العراقى. والجيش المصرى ليس بعيدا عن المقصلة أو على الأقل قياداته الكبرى
سنجد أمرا رئاسيا بحل جميع الأجهزة الأمنية ويليه قرار جمهورى بتكوين أجهزة جديدة،
حفاظا على الثورة ومكتسباتها التى تضيع من رجال النظام السابق وأجهزته وسنقرأ فى الصحف
قرارا جمهوريا بحل جهاز المخابرات العامة المصرية وتكليف الدكتور عصام الحداد بتشكيل جهاز جديد
بروح ثورة 25 يناير، وله كامل الحرية فى اختيار عناصره أو الإبقاء على بعض العناصر القديمة،
مما ثبت ولاؤه للثورة، ولن يكون هو الجهاز الوحيد، بل ستحل المحكمة الدستورية وتقام محاكم جديدة
على هوى الإخوان تحت أى مسمى كالمحاكم الشرعية لاسترضاء الشباب الإخوانى وبقية التيارات الإسلامية.
تلك الخطط موجودة فى أدراج مكتب الإرشاد وتحت إشراف كل من خيرت الشاطر ومحمود عزت،
الوقت والظرف فاصل فى حياتهم السياسية يراهنون على الوقت، وعلى ملل الناس
وعلى أنها أحداث كالتى تمت من قبل فى الاتحادية ومحمد محمود وغيرها، ثم يذهب كلٌّ إلى مكانه،
هذا هو رِهانهم، وبعد أن تهدأ الأمور يبدؤون فى تنفيذ خطتهم بشكل واضح وصريح وفج،
ولن يعترض عليهم أحد ولن يجرؤ أحدا على أن يوقف مخططهم ومشروعهم،
فعلينا الصمود والثبات والصبر، وإلا البقية فى حياتنا.. مصر ماتت