07.01.2013
من بين أبرز العبارات التى استخدمتها القوات المسلحة فى بيانها الأول للشعب المصرى
عبارة وردت بالفقرة قبل الأخيرة من البيان ونصها "الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة"،
وهى عبارة تؤكد اعتراف الجيش المصرى بأن شباب تمرد وباقى جموع الشعب المصرى
فى ميادين المحافظات يكملون ثورتهم التى ابتداؤها فى يناير 2011 .
انطلاقا من تلك العبارة فالبيان ممتلئ بالدلالات التى تؤكد وقوف الجيش إلى جوار شعب مصر وشبابها الثائر،
أولى الدلائل هى تحديد نطاق حديثه عن أى من الظاهرات الموجود بالشارع سواء المؤيدة للرئيس
فى رابعة العدوية أو الرافضة فى التحرير والاتحادية وباقى المحافظات، فالبيان قال صراحة
"شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجا للشعب المصرى العظيم"،
أى أنه حدد المظاهرات التى خرجت يوم 30 يونيو وهى مظاهرات تمرد
وليس مظاهرات رابعة المستمرة من يوم 28 يونيو.
على أساس هذا التحديد واصلت القوات المسلحة توجيه رسائلها إلى الشعب الثائر فى 30 يونيو
مستخدما فى ذلك عدد من الأوصاف والتشبيهات التى تعلى من شأن المتظاهرين
بداية بوصف خروج الشعب المصرى بإرادة حرة وشكل سلمى وحضارى غير مسبوق،
وهنا لابد من التوقف عند ذلك الوصف الذى لم تقدره رئاسة الجمهورية فى مؤتمرين صحفيين أمس الاثنين،
وخرج المتحدثان للرئاسة يتحدثون عن التحرش الجنسى وعن أعمال العنف.
الجانب الثانى تمثل فى استخدامه عبارة وهى أن الجميع سمع شعب مصر
بأقصى درجات الاحترام والتقدير، وهى تحمل دلالة واضحة على المستويين الداخلى والخارجى
مفادها أن الرسالة وصلت جيدا للقوات المسلحة وتتعامل معها على قدر المسئولية،
وأن الرسالة وصلت أيضا إلى الخارج وهو ما تمثل فى تصريحات للرئيس الأمريكى باراك أوباما
عندما وجه رسالة لمرسى بأن يتحدث مع المعارضة على فى أسرع وقت.
الجانب الثالث فى البيان من الدلالات الواضحة هو تحميل مؤسسة الرئاسة التقصير الكامل
نحو فشل أى مفاوضات خلال مهلة الأسبوع التى حددتها من قبل القوات المسلحة، حيث ورد بالبيان
عبارة فى غاية الخطورة "انتهاء مدة الأسبوع دون ظهور أى مبادرة أو فعل،
أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار".
كلمة مبادرة أو فعل تعنى بلا جدال مقترح للحل من مؤسسة الرئاسة أو على الأقل
تحرك منها بإتخاذ إجراءات تنفيذية توصل للشعب الثائر استجابة مؤسسة الرئاسة لطلباتهم،
وقد يكون إقالة حكومة قنديل أو تشكيل جمعية تأسيسية جديدة يمثل فعلاً حقيقيًا
من الرئاسة حتى ولو لم يكن يرضى جماهير الشعب.
لغة الوصف فى الخطاب لا تزال هى اللغة المسيطرة عليه، فورد بالبيان أن "الشعب
خرج بصميم وإرادة ..وكامل الحرية..خرج على نحو باهر..
أثار إعجاب وتقدير واهتمام المستوى الداخلى والإقليمى والدولى".
العبارة القاطعة أيضا فى البيان فى الفقرة الثامنة، عندما قال،" لقد عانى الشعب الكريم
ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهى ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة
لاحتضان الشعب الأبى الذى يرهن على استعداده لتحقيق المستحيل
إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله".
والتأكيد على أن الشعب لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه شاهد إثبات على فشل مؤسسة الرئاسة
فى احتضان الشعب وتقليل الفجوة ولم الشمل، وبل ودافع إلى تحرك القوات المسلحة.
كما أن تشديد القوات المسلحة فى البيان على أنه لن يكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم
كان تأكيد أكبر للشباب، أن يتضامن الجيش معهم بدون أى مطمع
وبدون تكرار لأخطاء العسكر فى المرحلة الانتقالية الأولى.