07.09.2013
مصطفى شحاته
- قامت 30 يونيو بالأساس ضد سياسة الإخوان وأعوانهم ممن يؤيدون سياستهم التى تفرّق ولا توحد،
و«النور» أحد هذه القوى التى قامت الموجة الثالثة من الثورة -أو أى كانت تسميتها بالنسبة لك
- ضد تصرفاته فى الحياة السياسية المصرية، ولمحاولة إفهامهم أن السياسة مشاركة بين الجميع،
قد تكون نسبة تمثيل حزب أو فصيل ما فى البرلمان أعلى من باقى القوى،
لكن لا سيطرة وغلبة لأحد، مثلما كانوا يفعلون هم والإخوان سواء فى البرلمان أو الرئاسة «ومشتملاتها»،
ولا تسير الأمور فى حكم الدول مثلما كان يفعل مرسى، والذى تعامل مع الدولة وكأنها ملكيته الخاصة
يوزع منها على أقاربه وأصدقائه وليذهب باقى الشعب إلى الجحيم.
- دعا الجيش بعض القوى السياسية ومنها الإخوان و«النور» إلى الاجتماع الذى تم فيه ا
تخاذ قرار عزل مرسى، لم يوافق الإخوان طبعا -أو قل غباءً- وقد كانت محاولة
إشراك «الإخوان» و«النور» فى مرحلة ما بعد مرسى، لمحة ذكية وجيدة من الجيش،
بحيث لا يخرج الإسلاميون من المشهد السياسى، ووافق حزب «النور» على عزل مرسى،
وسمع رئيسه يونس مخيون بنفسه ما ألقاه السيسى من تكوين لجنة للمصالحة الوطنية
حتى لا يتم إقصاء أى فريق سياسيا، لكن واضح مما قدمه حزب «النور» من ترهات واعتراضات
على ترشيحات رئيس الوزراء أنه فهم أن المصالحة الوطنية معناها الفيتو السلفى
على كل قرار، ليعود بنا إلى عصر الإخوان مرة أخرى.
- دعوة الجيش إلى«النور» أعادته إلى مشهد سياسى كانت قد أخرجته منه مظاهرات 30 يونيو..
بالفعل.. وهنا لا يصح إطلاقا أن يأتى شخص كبسام الزرقا نائب رئيس حزب «النور»،
ويحدثنا عن نصائح حزبه للإخوان قبيل عزل مرسى، فى محاولة منه أن«النور»
كان يقف إلى جانب المعارضة، فالمرة الوحيدة التى حاول فيها الحزب السلفى التنسيق مع المعارضة
كانت «حبة زعل» من الإخوان ثم عادت «ريما لعادتها السخيفة»،
فالكل يعلم أن مواقف السلفيين من الإخوان «طرية» تساوى فى ثقلها ووزنها
مواقف حزب مصر الطرية ورئيسه الطرى عبد المنعم أبو الفتوح.
- كان فى رأيى أنه خطأ كبير أن تنزل الرئاسة على رغبة حزب «النور»، وتستجيب له مقررة
أن لا يتم تعيين البرادعى رئيسا للوزراء، فى ظل وضع سياسى متأزم بالأساس،
ولا يحتاج أى تأخير فى تسمية رئيس الوزراء أو تشكيل حكومة وطنية،
لأن التأخير يعرقل خارطة الطريق الموضوعة من قبل الجيش والقوى السياسية التى للغرابة
كان حزب «النور» واحدا منها، ولا أعرف ماذا فى البرادعى من مشكلات؟ فليقلها لنا حزب «النور»..
أعرف ولدى قناعة أن الحرية التى يفهمها البرادعى، أدمغة السلفيين خصوصا والإسلاميين
عموما أضيق من أن تقبلها.. لأنك لو سألت سلفيا فى الشارع عن اعتراضهم على البرادعى،
سيجيبك سريعا بكلمات من نوعية «ده بيؤيد الهولكست.. دخل أمريكا العراق..
باس أنجلينا جولى.. بوذى» وهكذا وغيرها من إجابات لا تخرج سوى من أشخاص
لغوا عقولهم قبل أن يشاركوننا فى معترك السياسة المصرية.
- لا يمكن أن نعتبر حزب مثل«النور» خائف فعلا على مصلحة البلد،
فتأخير تنفيذ الخارطة معناه تأخير أى ملمح مدنى وديمقراطى تفهم منه قوى دولية كثيرة،
أن ما حدث فى مصر كان بناء على رغبة شعبية وليس انقلابا عسكريا..
مثلا منذ يومين -وبمجهود فردى منهم- قام عدد من شباب الثورة الحقيقيين بالذهاب إلى أكثر
من سفارة دولة أجنبية فى القاهرة لعقد لقاءات مع بعثاتها الدبلوماسية وشرحوا لهم
أبعاد الظرف السياسى الحالى لإقناعهم بأن ما حدث كان ثورة حقيقية، بينما لا يجد حزبا مثل «النور»
«نجح بمقبول فى الوجود فى اللعبة السياسة الحالية» حرجا فى المماطلة
وتعطيل العملية السياسية المدنية، بلا أدنى سبب، سوى أنه يصر على إظهار سوء نياته،
ليؤكد لنا أنه يحمل الخير لمصر تماما على طريقة الإخوان.
- لم يكتف«النور» برفض البرادعى، بل رفض بعدها زياد بهاء الدين دون تقديم سبب مقنع
أو بديل مقنع، ومارس الحزب السلفى أشد أنواع الإقصاء مع البرادعى بعدما أعلن عن رغبته
عدم مشاركة الأخير فى منصب سياسى، ليحُكم الحزب -غير المقتنع بعض شيوخه بالديمقراطية أصلا-
من نفسه عازلا سياسيا يشرك من يشاء أو يقصى من يشاء، رغم أن الدرس الذى لقنه الشعب للإخوان
لم يمر عليه وقت طويل، لكن تعمل إيه فى الغباء السياسى.
- اعتراضات حزب «النور» بها رائحة الإخوان، فالحزب الذى لا يتمتع بأى أرضية جماهيرية
فى الشارع المصرى يبدو أنه وافق على خارطة الطريق ليكون فقط ذراعا سياسية
خفية لجماعة الإخوان، وينفذ أجندتها، وكأن الإخوان يلعبون فى 30 يونيو بحزب «النور».