09.02.2013
خالد كساب
عندما تستمع إلى يونس مخيون رئيس حزب النور وهو يتكلم.. سوف تشعر بأن هناك شيئا ما مش مظبوط..
هناك مراوغة واضحة وتلاعب صريح بالألفاظ.. فها هو يؤكد أن حزبه إسمه «حزب النور» فقط..
وليس حزب النور السلفى كما اعتدنا أن نسميه.. وأن كلمة «السلفى» دى من عندنا احنا..
وبالتالى فهو ليس حزبا قائما على أساس دينى ولا حاجة.. شفتوا بقى الحياه سهلة ازاى واحنا اللى بنعقدها وخلاص..
حزب النور السلفى طلع مش سلفى ولا حاجة واحنا اللى فاهمين غلط إنه سلفى..
وطلع مش قائم على أساس دينى زى ما كنا فاكرين.. ما بيتكلمش عن حاجة فى الدستور بخلاف مواد الشريعة
وبخلاف إنها تبقى «مبادىء الشريعة» ولا «الشريعة» بس..
إلا أنه بالرغم من ذلك ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة «السلفى» إليه..
عندما يذيعون على أحد مواقعهم على النت فيديو للقاء أحد قياداتهم مع برنامج تقدمه مذيعة
سوف تجدون بقعة على الشاشة تغطى صورة المذيعة على أساس أنها عورة وحاجة حرام وما يصحش الناس
تشوف وشها.. إلا أنه ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة «السلفى» إليه..
يؤكد يونس مخيون أنه حزب سياسى عادى ولو حد من المسيحيين عايز ينضم إليه يتفضل ينضم..
ثم يستطرد.. « ولماذا هناك أحزاب ليبرالية وأحزاب اشتراكية وأحزاب علمانية بينما لا تكون هناك أحزاب دينية «؟!..
ملخبطا باستطراده ذلك الحاجات كلها على بعضها البعض ومساويا بين نظريات سياسية وضعناها نحن البشر
لنُسيِّر بها حياتنا وبين الدين الذى هو من عند الله والذى أرسله إلينا ليصبح علاقة خاصة تماما بين العبد وربه..
إلا أنه بالرغم من ذلك ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة
ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة «السلفى» إليه..
فى ملصقات إنتخاباتهم كانوا يستبدلون صور المرشحات بتوعهم بصورة وردة نظرا لأن صورة المرأة عورة..
وحتى لو نشروا صورتها فسوف تكون عباره عن صورة سوداء لا يظهر منها سوى شريط تبرز من أعماقه عينان
ولن يستطيع أحد التمييز بينها وبين مرشد الإخوان أثناء رحلة هروبه مرتديا النقاب..
إلا أنه بالرغم من ذلك ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة «السلفى» إليه..
لم تقف قياداته للسلام الوطنى حيث أنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار..
إلا أنه بالرغم من ذلك ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة السلفى إليه..
و على الرغم من أن كل حزب سياسى يهدف فى الأساس إلى الوصول للحكم..
وعلى الرغم من أن النور مثله مثل أى حزب فى العالم.. يسعى للوصول للحكم..
وعلى الرغم من أنه إذا ما وصل إلى الحكم سوف يحول مصر إلى دولة دينية – وهذا شىء طبيعى
ومش محتاج فكاكة – إلا أنه بالرغم من ذلك ليس قائم على أساس دينى ولا حاجة
ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة «السلفى» إليه..
يلوح الرجل بورقة الإستفتاء على الدستور وكيف أنه ما يصحش نسبة الموافقة عليه
تقل عن نسبة الموافقة على دستور مرسى.. والحدق يفهم بقى..
إذن حزب النور يرى أن كتلة مؤيديه التصويتية كبيرة إلى الحد الذى قد يفسد نسبة الموافقة على الدستور
أو يجعلها ملائمة للتماشى مع مكتسبات ثورة 30 يونيو.. إذن الرجل يهدد.. بس بالذوق والأدب..
هو يهدد أى نعم.. إلا أنه ليس تهديدا من تهديدات الإخوان العنيفة والمهددة بحرق البلد..
تقدروا تسموه تهديد كيوت.. وهو تهديد سوف تستشعرون منه أن الرجل يتعامل معانا بنفس منطق الإخوان..
إحنا الوحشين اللى مستنيين مادة فى الدستور.. تتحط أو ما تتحطش.. عشان نعرف بيها هويتنا
وجنس ملتنا إيه بالظبط.. لو اتحطت حنبقى متدينين وكويسين ونصلى ونصوم ونحب ربنا..
ولو شالوها حنبقى وحشين ومش متدينين وهلاسين ومش حنصلى ولا نصوم وحنقضيها من الخمارة دى للخمارة دى
ومن بيت الدعارة دا لبيت الدعارة دا.. على الرغم من أننا – احنا الهلاسين الوحشين -
ما اتمسكناش فى عربيات على الطريق الدائرى قبل كده وعلى الرغم من أننا لم نكذب على مجلس الشعب
عشان نعمل عملية تجميلية لتصغير مناخيرنا.. إلا أنه بالرغم من كل ذلك «النور» حزب سياسى عادى خالص
وليس قائم على أساس دينى ولا حاجة ونحن المسؤولين عن إضافة كلمة السلفى إليه..
إحنا الغلطانين يا جماعة!