07.12.2013
خالد البرى
أريد أن أقول للمواطنين المصريين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين
«نحن حريصون على سلامتكم بقدر حرصكم على سلامتنا».
لكننى أسأل نفسى هل تبدو هذه عبارة ودودة؟
هل إذا حرصنا على سلامة جماعة الإخوان وأفرادها بنفس مستوى حرص الجماعة
على سلامتنا سيكون هذا طمأنة للجماعة أم تهديدا؟
المفترض أن يكون طمأنة. لكن المستوى الذى يبديه قادة الإخوان فى الحرص على
سلامة المواطنين المصريين، والمجندين المصريين، يجعل المعاملة بالمثل نذيرا بحرب.
مثلا محمد البلتاجى يقول إن مصر ستتحول إلى سوريا،
وإن الهجمات فى سيناء لن تتوقف إلا يوم عودة مرسى.
الآن تخيلى لو كان الرد عليه أن يتعامل معه الجيش تعاملا على الطريقة السورية.
أو لو حمل المواطنون المصريون قيادات الإخوان
مسؤولية ما يحدث وتعاملوا معهم على أنهم إرهابيون.
حتى فى أعتى الدول الديمقراطية يعرف قادة الإخوان كيف يتم التعامل مع إرهابيين.
ثم إن مستوى التحريض الذى تبناه الإخوان وهم فى السلطة لا يدل على حرص على سلامتنا.
وأنا هنا لا أتحدث عن الحق والباطل. فكل طرف يعتقد أن معه الحق.
والحديث هنا جدل لا طائل من ورائه. إنما أتحدث عن إجراءات عملية تستلزم منكم
أن تظهروا للشعب أنكم حريصون عليه، لأن كل ما تفعلونه يبعث رسالة معاكسة.
شعبنا تعداده تسعون مليونا، نصفه لا يقرأ ولا يكتب. لقد استفدتم من هذه المعلومة كثيرا
فى حياتكم السياسية، ولكن لكل شىء فى الدنيا وجهين كما تعلمون. أو كما لا تعلمون. ن
فس هذه المعلومة تجعلكم الآن تتوقعون إمكانية استغلال سلوككم، وعدم الحرص على سلامتنا،
للحصول على تأييد شعبى كبير لقمعكم. فلماذا؟ لماذا لا تتخذون قرارا حكيما مرة واحدة
فى حياتكم على سبيل التغيير وتتوقفون عن هذه التصريحات، وعن هذا السلوك.
إن ما نبغيه لوطننا هو عمل سياسى للجميع تحت ظل القانون. وتحت القانون ألف خط.
مخالفة القانون، حصار القانون، الالتفاف على القانون، الوجود خارج الإطار القانونى،
حيازة السلاح وتدريب الأفراد خارج الإطار القانونى، أى من هذا ينفى عن كيانٍ صفة القانونية.
أى معيار آخر، سماوى أو أرضى، لا يدخل فى الحساب. فالناس لا تقدم أنفسها بطوعها
ضحايا لجماعة، لمجرد أن هذه الجماعة تعتقد أن قتلاها فى الجنة وقتلى «خصومها» فى النار.
المقصد من هذا كله أنكم أنتم من تتحكمون فى «حنفية» الحرص. أرسلوا رسالة إلى الشعب
بأنكم حريصون على سلامته. هذا أفضل من رسائل الجزيرة التى تحولت إلى قناة تهييج
على عادتها. هذا لن يفيدكم. هذا يشعر الشعب أنه فى حرب ضدكم وضد «الأغراب».
فقط تجولوا بأعينكم وانظروا إلى المساحة التى تقفون عليها. المؤسسة العسكرية بشعبيتها
-قلت أم كثرت- تضاربت مصالحها معكم. مؤسسة الأزهر. المصريون المسيحيون الذين تحرضون عليهم.
الأقليات «وصف الشيعة بالأنجاس وقتل مواطن مصرى شيعى فى الشارع».
أنصار النظام القديم. القوى الثورية التى تشعر منكم بالغدر «ماسبيرو، محمد محمود، م
جلس الوزراء، الداخلية ومافيش خرطوش، الدستور، محاصرة الدستورية، أحداث الاتحادية».
هل فعلا تظنون أنكم قد تحكمون هذا الشعب وأن مرسى قد يعود رئيسا؟!
إن كان ذلك كذلك، فالكلام لن يكون له أى داع ولا فائدة. لكننى أقوله حرصا على
مواطنين مصريين أتمنى أن لا ينالهم أذى. أتمنى أن يساعدونا لكى نساعدهم.
إن الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم.