07.20.2013
جاء الردّ سريعاً على رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور من الجمعية العمومية
للعاملين فى مؤسسة «الأهرام»! قال الأسبوع الماضى إن المرحلة الحالية لن تشهد تغييرات
فى القيادات الصحفية، فجاء كلامه صادماً على خلاف ما كان الناس يتوقعونه كأول القرارات
الصادرة من حركة تصحيح الثورة فى 30 يونيو، فلم تجد الجمعية العمومية للعاملين فى «الأهرام»
مفراً من أن تتصرف من تلقاء نفسها فأصدرت قراراً بسحب الثقة من
رئيس مجلس إدارة الأهرام الذى حصل على منصبه، مع 7 رؤساء مجالس إدارة
و53 رئيس تحرير، بقرار إخوانى بالسطو على جميع الصحف القومية، وكان منطق جمعية الأهرام
أن مجلسى الشورى والأعلى للصحافة قد تم حلهما فى الإعلان الدستورى للرئيس المؤقت،
والقرار من عندهما، كما أنه ليست هناك وعود محددة بحسم الأمر، بل إن ما صدر من الرئيس المؤقت
كان محبطاً! ولكن الأمر ازداد تأزماً عندما أعلن رئيس مجلس الإدارة المسحوب منه الثقة
أنه لا يقبل قرار الجمعية العمومية، وقال إنه ليس من حقها اتخاذ هذا القرار،
واعتبر نفسه رئيس مجلس الإدارة الشرعى مقتدياً برئيسه الدكتور مرسى الذى عزله الشعب
ولكنه لا يزال يتمسك بالإجراءات البيروقراطية ويعتبر نفسه الرئيس الشرعى للبلاد.
النقطة الفرعية فى الموضوع هى المتعلقة بعقلية الإخوان التى علينا أن نتعامل معها لفترة قد تطول،
فهى لا تكترث برفض الجماهير لها، بل والكراهية البادية فى العين وعلى اللسان،
وتصرّ على أن تكبس على أنفاس الناس حتى يُضطر الناس
إلى اللجوء لأساليب أخرى تجبرهم على المغادرة.
ولكن الأكثر أهمية وخطور هو معنى ما بدر عن السيد الرئيس المؤقت، واجتهاده فيما ينبغى،
وما لا ينبغى، أن يكون فى أجندة المرحلة الحالية! ذلك أن الشعب لم يخرج بالملايين المُمَثِّلة
لكل أطيافه، ماعدا الإخوان وحلفائهم القريبين، وظل يهتف بمطالبه أمام العالم لعدة أيام،
ثم قَبِل بعد ذلك أن يتولى نفرٌ من أبنائه زمام قيادة المرحلة، ليفاجأ بعد هذا بهؤلاء يتصورون
أن من حقهم أن يُغيِّروا من مطالب الشعب أو أن يؤجلوا ما يراه عاجلاً، أو أن يشركوا معهم
فى القيام بمسؤوليات المرحلة مَن أعلن الشعب رفضهم وطالب بإبعادهم!!
هل يفهم هؤلاء أنهم مكلفون من الشعب بمهامّ محددة ليس لهم أن يجتهدوا
إلا فى كيفية إنجاز المطلوب على أفضل ما يكون وبأسرع ما يكون؟
وهناك صورة أخرى قد تبدو أكثر تبياناً لهذا الخطأ الفادح، وهى الخاصة بدفعة المحافظين
الذين عينهم نظام الإخوان غصباً عن إرادة أبناء المحافظات، وقد تصدى لهم الناس بحشود هائلة
وقفت ببسالة ضد استلام هؤلاء المحافظين عملهم بل ومنعهم من دخول مكاتبهم،
حتى أن بعض المحافظين لم يتمكن من دخول المكتب إلا بعد أن تنكر فى زى إمرأة منتقبة!!
ولكن، وللأسف، وحتى الآن، لم يصدر تصريح رسمى يكترث بحق الشعب فى معرفة ما سوف
يحدث فى هذا الخصوص، والناس معذورون أن يخشوا أن يكون الموقف مثلما يرى السيد
الرئيس المؤقت أنه لا يدخل فى مهام هذه المرحلة!! وهم معذورون أيضاً
إذا فكروا فى الاعتماد على أنفسهم لتصويب جرائم الإخوان!
وأيضاً لقد شهدت الأيام الماضية نذر أخطار جسيمة، عندما وجد الناس أنفسهم مضطرين للدفاع
عن أنفسهم ضد بلطجة ميليشيات الإخوان التى تمارس الترويع وإرهاب المواطنين العاديين،
فى وقت تبدو فيه أجهزة الأمن مرتعشة بما يوحى أنها منكسرة أمام ابتزاز الإخوان
بأن هناك انقلاباً عسكرياً ضد حكم الإخوان، وأن الإخوان هم الذين يدافعون عن الشرعية!
وقد ظهرت اللقطات المصورة على التليفزيون واليوتيوب تفضح العنف الرهيب الذى تقوم به هذه
المليشيات ضد المارة حتى الأطفال منهم، وضد السيارات وسائقيها حتى إذا كان مستقلوها
من الشرطة أو الجيش، وللأسف فإن الأمن لا يقوم بمهامه كما ينبغي! بما قد يجبر الناس
على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم! ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بمسارات ما بعد ذلك!!
هل يعلم المسؤولون وقع أن يرى الناسُ الأمن عاجزاً عن ضبط وإحضار من أمرت النيابة
بضبطهم وإحضارهم فى تهم التحريض على العنف والقتل، فى وقت يظهر فيه المتهمون
كل يوم على الشاشات وهم يستمرون فى اقتراف ذات الجريمة؟
مطلوب من الرئيس المؤقت والحكومة الجديدة أفكاراً مختلفة عن المعمول بها حتى الآن،
ومعها همة جادة لتحقيق مطالب الثورة، وليت مستشارى الرئيس يصححون له خطأ
أنه حتى الآن لم يتوجه بكلمة إلى الشعب يتكلم فيها عن رؤاه ونواياه وآماله للبلاد،
فلقد جاء اختياره بحكم منصبه، وليس لدى الناس حتى
الآن علم بأن الثورة تدخل حقاً فى اهتماماته الشخصية!!