07.20.2013
موقف رجب طيب أردوغان من ثورة 30 يونيو فى مصر هو موقف يتسم بالعناد والغباء السياسى،
وهو موقف شبيه تماماً بموقفه من أحداث حديقة ميدان «تقسيم» فى إسطنبول.
موقف رجب طيب أردوغان يعتمد على 3 صفات أساسية لأنصار الفكر الدينى -وليس الإسلامى- المتشدد، وهى:
1- إنكار الواقع ورفضه.
2- تصور واقع مثالى بعيد عن حقائق الأمور.
3- وضع شروط يستحيل تحقيقها.
وما يقوم به أردوغان هو دور «الملكى» أكثر من الملك، بمعنى أنك إذا تابعت المؤتمر الصحفى
الذى عقده أردوغان أمس الأول عن مصر مقارنة بالمؤتمر الصحفى الذى عقده ممثلو جماعة الإخوان
عقب لقائهم بالسيدة آشتون، سوف تكتشف أن أردوغان كان متشدداً أكثر من الإخوان!
يريد أردوغان الآن تسخين أعضاء دول الاتحاد الأوروبى ضد النظام الحالى فى مصر،
وتكثيف الضغوط لتحقيق 3 أمور:
1- الإفراج الفورى عن الرئيس السابق.
2- عودة الرئيس السابق والدستور المعطل ومجلس الشورى.
3- محاكمة قادة الجيش المصرى لإقدامهم على ما يراه أردوغان «انقلابا عسكريا».
ويمكن فهم موقف أردوغان المتشدد إلى حد الغضب الهستيرى لعدة أسباب، أهمها:
1- إنه يفتح ملفا حساسا جدا فى تركيا وهو علاقة مؤسسة الجيش بالسلطة المدنية
وهل الجيش هو حامى الدستور؟
2- إن تطورات مصر تحدث فى وقت تمت فيه وقائع حديقة «تقسيم» بإسطنبول التى اتهم فيها
حكم أردوغان بممارسة القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
من هنا يأتى موقف أردوغان تجاه مصر للمزايدة على مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية.
3- إن «أنقرة» كانت تنظر لحكم الرئيس السابق الدكتور مرسى على أنه أحد أعمدة
نموذج الإسلام السياسى العصرى الذى يسعى حزب أردوغان
إلى تسويقه إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
ولا يجب أن يغيب عن الذاكرة موقف أردوغان المؤيد بقوة لثورة 25 يناير 2011 والمعادى بشدة
لنظام الرئيس مبارك فى الوقت الذى تغافل فيه عن نزول
33 مليون مصرى فى 30 يونيو الماضى.
إن الحسابات التركية فى عهد أردوغان تأخذ فى «الاعتبار» الميول الشخصية والاعتبارات الخاصة
فى تقدير القيادة التركية على حساب المصالح العليا الثابتة لتركيا فى المنطقة.
ويعلم أردوغان أنه يناطح فى الصخر حينما يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الماضى
لإسقاط النظام الذى أسقط حكم جماعة الإخوان.
إن السياسة لا تعرف حالات الثأر الشخصى ولكن تعرف جيداً مصالح الدول القائمة على
إدراك متغيرات الواقع، بعيداً عن الأيديولوجيات ومواقف التطرف الدينى.